نيويورك: في الوقت الذي فشل فيه أعضاء مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على مشروع قرار لفرض عقوبات على سوريا، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 17 شخصا علي الأقل في أنحاء متفرقة من مدن سوريا الأربعاء. وبعد نصف يوم من المشاورات لم يتمكن مجلس الأمن من التوصل لقرار حول سوريا بسبب الخلافات على قوة نص القرار، الأمر الذي دفعه لمواصلة المشاورات اليوم الخميس على مستوى الخبراء من أجل الاتفاق على مشروع قرار لفرض عقوبات على نظام الرئيس بشار الأسد. ومن جانبه، قال السفير الألماني في الأممالمتحدة بيتر ويتيغ أن الفكرة هي التوصل إلى رسالة قوية وموحدة حيال دمشق، موضحا أن القوى الغربية تأمل في التصويت قريبا لخطورة الوضع في سوريا. ونقل راديو "سوا" الأمريكي عن المعارض السوري عبد اللطيف المنير تأكيده علي ضعف القرار الدولي في حال صدوره، مشيرا إلي موقف الصين وروسيا الضعيف حيال الموضوع. وأوضح المنير أن مجلس الأمن لا يزال يعطي الفرص لنظام الأسد، مؤكدا أن العقوبات تركز علي إبعاد سوريا عن إيران وحزب الله وليس علي إسقاط نظام بشار الأسد. وأكد المنير أن ارتفاع حصيلة القتلى في حمص يعود إلى الانشقاقات في الجيش السوري، مضيفا أن المدينة عرفت أعمال قمع كبيرة من قوات الأمن السورية. وعلي الجانب الآخر، أعلنت لجان التنسيق المحلية والمرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 17 شخصا في هجمات للقوات السورية في العديد من المدن خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وذكرت المنظمة أن مجهولين قتلوا أمس الأول الثلاثاء المهندس النووي أوس عبد الكريم خليل في حمص، حيث أن المرصد قد كشف الإثنين الماضي عن مقتل عالمين في الكيمياء والهندسة المعمارية كانا معروفين بمواقفهما المعارضة للنظام. وفي هذة الأثناء تجري في حمص عملية عسكرية تستهدف مدينة الرستن التي تتعرض لقصف عنيف حيث تشتبك قوات الجيش وميليشيا الشبيحة مع عناصر مما يسموا ب "الجيش السوري الحر المنشق عن الجيش النظامي". وأفاد ناشط في الرستن بمقتل الملازم أول المنشق أحمد الخلف إثر إصابته أمس الأول في اشتباكات مع جنود الجيش السوري، كما قتل ثلاثة آخرون في تلك الاشتباكات. من جهة أخرى ، أصدرت ما يسمى بكتيبة "آل هرموش " التابعة للجيش السوري الحر بيانا، أكدت فيه أن قواتها قتلت عددا من العناصر الأمنية. وقال المتحدث باسم الكتيبة ، في شريط مصور بثته قناة "العربية " الإخبارية اليوم الخميس أن قواته نفذت عمليات عسكرية ضد عناصر من الأمن والشبيحة في منطقة جبل الزاوية وأنها قتلت 80 من العناصر الأمنية وحررت 26 من التلاميذ المعتقلين الرافضين العودة للمدارس قبل إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد. وقال ناشطون إن سبعة عشر شخصا قتلوا في إطلاق نار على متظاهرين في مدن سورية عدة، أغلبهم سقطوا في الرستن في محافظة حمص التي كثف فيها الجيش من عملياته العسكرية، كما سمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في باب عمرو وسمع إطلاق نار كثيف في باب السباع وشارع المريجة بحمص أيضا. ومن جانبه، كشف المفكر السوري الطيب تيزيني عن تأجيل زيارة وفد من معارضة الداخل إلى موسكو، وذلك بسبب وجود وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في نيويورك. ونقلت صحيفة "الوطن" السورية عن تيزيني قوله بأن وفد المعارضة ينوي الطلب من موسكو المساعدة لحل الأزمة السورية، وللضغط على الرئيس بشار الأسد بالتخلي عن الخيار الأمني وإطلاق سراح سجناء الرأي. ودعا تيزيني دمشق إلى ضرورة وقف ما وصفه بالحل الأمني للأزمة قبل إعادة كتابة الدستور السوري. وأظهر استفتاء جديد أن غالبية السوريين لا يثقون في قدرة الأسد على إيجاد حلول للمشاكل التي تعيشها البلاد، حيث أوضحت النتائج أن ثمانية من أصل 10 سوريين يرغبون في رحيل نظام بشار الأسد. في حين يتوقع 78.3 في المئة من المستجوبين أن التغيير سيتحقق على خلفية الثورات التي شهدتها عدد من البلدان العربية. وأشارت نتائج الإستفتاء إلى أن 86 % من الأشخاص ممن شملهم الاستجواب متشائمون من الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس السوري، في حين وصلت نسبة الذين يعتقدون أن السلطة الحالية غير قادرة على تسيير شؤون البلاد إلى 8