اعتبرت صحيفة "ذي فاينانشيال تايمز"البريطانية في عددها الصادر اليوم الإثنين أن تصريحات جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، حول"حتمية" استعادة تركيا وإسرائيل علاقاتهما الطبيعية مؤشرا على مدى الاهتمام الأمريكي بمستقبل المصالحة بين أنقرة وتل أبيب التي ساعدت واشنطن في إنجازها. ورأت الصحيفة - في تحليل إخباري أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت اليوم الإثنين- أن واشنطن تصر على الدفع بالعلاقات التركية-الإسرائيلية قدما نظرا للدور الذي ستلعبه هذه العلاقات في إعادة رسم خارطة المنطقة بشكل عام، بدءا من الأزمة السورية ومرورا بالقضية الفلسطينية وانتهاء بجهود اكتشاف مصادر جديدة للطاقة في منطقة شرق المتوسط .
ودللت الصحيفة على ذلك بالإشارة إلى ما جاء على لسان كيري خلال زيارته لانقرة أمس حيث قال :"نتطلع إلى استعادة هذه العلاقات، التي تعد محورية لجلب الاستقرار في المنطقة وتحريك عملية السلام الفلسطينية-الاسرائيلية، بقوتها وطاقتها الكاملة".
إلا أن إصرار تركيا - حسبما لفتت الصحيفة- على رهن أي اتفاق أو تقارب لها مع إسرائيل برفع الأخيرة حصارها المفروض على دخول البضائع إلى قطاع غزة يعاكس الرغبة الأمريكية ويدلل على وجود صعوبات وفجوة بين الحكومتين التركية وإلاسرائيلية عجزت واشنطن عن حلها.
ونقلت الصحيفة عن سولي عزيل،أستاذ بإحدى الجامعات التركية قوله:"إن السياسات التي تنتهجها إسرائيل حيال الفلسطينيين ستظل العقبة أمام التقارب التركي-الإسرائيلي..مشيرا إلى أن الشكوك تراود أنقرة حيال مدى جدية إسرائيل في تسوية صراعها مع الفلسطينيين وحجم الضغوط التي ستمارسها واشنطن على تل أبيب في هذا الصدد.
بدورها، وفي السياق ذاته، رأت صحيفة "ذي واشنطن بوست"الأمريكية أن تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل سيكون له تأثير إما بإنجاح أو إفشال جهود الإدارة الأمريكية وجون كيري ،على الأخص،في تذليل العقبات أمام عمليات السلام المتوقفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال زيارته الحالية للمنطقة.
وأكدت الصحيفة الأمريكية - في تقريرها الذي أوردته على موقعها الالكتروني- أن هناك يقينا لدى مسئولي البيت الأبيض في أن التعاون بين دولة ذات تاريخ وحضارة إسلامية عريقة مثل تركيا وإسرائيل إنما يشكل مفتاحا لكسب الدعم الإسلامي والعربي لمحادثات سلام جديدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ونسبت الصحيفة إلى مسئول كبير بالخارجية الأمريكية قوله "لقد ناقش كيري والرئيس الفلسطيني محمود عباس آفاق وفرص خلق مناخ جيد لاستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل وحشد مزيد من الداعمين لها في المنطقة"
