قام المتحدث باسم حركة "حماس" الدكتور صلاح البردويل، بتحديد عدة ملامح لسياسة حركته الخارجية والداخلية، بعد انتخاب خالد مشعل مجدداً لرئاسة مكتبها السياسي . وأكد البردويل لصحيفة "فلسطين المحلية" صدرت من غزة السبت أن الحركة تهدف في الأساس إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، الذي تستمد "حماس" شرعيتها من خلال مقاومته وليس من الولاياتالمتحدةالأمريكية أو غيرها.
وقال: "إنّ سياسة حماس الخارجية تهدف إلى إيصال الرواية الفلسطينية إلى الشعوب الغربية، لدفعها إلى اتخاذ القرارات بعيداً عن الرواية الإسرائيلية والروتين السياسي دون النظر إلى حقيقة ما يجري على الأرض"، مشدداً على أن أي حوار مع الدول الغربية خاصة أمريكا "لن يكون على حساب مبادئ الحركة إطلاقاً".
وتابع البردويل: "إن شرعية حماس لا تُعطى بصك من الولاياتالمتحدة، فصحيح أن الاعتراف الدولي يسهل قيام الدول لكن في حالتنا الفلسطينية لا نقبل أن يكون ذلك دون تحرير كامل فلسطين من البحر إلى النهر وتحقيق الأهداف الوطنية كاملةً".
وأكمل: "إن أمريكا منحازة بشكل كامل إلى الاحتلال الصهيوني وتعادي الحقوق الفلسطينية"، لافتاً إلى أن حركته لا تسعى إلى العداء مع أمريكا لكنها لن تقبل بالتنازل عن الثوابت الفلسطينية، واصفاً في الوقت ذاته مطالب الولاياتالمتحدة بأنها "ضرب من الخيال".
وشدد البردويل على أن النضال الفلسطيني وإنجازات المقاومة تفرض بنفسها، وتدفع الأوروبيين خاصة بعد اندلاع الثورات في بعض البلاد العربية، إلى طلب فتح الحوار مع حماس، وأن حركته لن تمانع ذلك وستمارس حقها في التعبير عن وجهة نظرها بشكل كامل.
وعلى صعيد السياسة الداخلية ل"حماس"؛ أوضح أنها تقوم على أمرين أولهما؛ تحقيق الوحدة الوطنية على أسس الثوابت الوطنية، مع حشد طاقات الأمتين العربية والإسلامية لدعم الفلسطينيين والمقاومة"، مضيفاً أن الأمر الآخر هو تحقيق الأهداف الوطنية المتمثلة بتحرير الأرض والأسرى وعودة اللاجئين.
وبهذا المعنى أكد البردويل أنه "لن يكون هناك أي تغييرات جذرية على سياسة حماس في المرحلة المقبلة إلا في حال قررت مؤسسات الحركة الكبرى كمؤسسة الشورى إجراء تعديلات معينة".
يشار الي ان تصريحات البردويل تأتي في ظل المطالب الأمريكية التي حددتها المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند للاعتراف ب"شرعيّة" حماس، أول من أمس، وتتمثل بالاعتراف ب(إسرائيل) ونبذ (الإرهاب)، والموافقة على "شروط الرباعية الدولية".
وأجرت "حماس" انتخابات مكتبها السياسي، الأسبوع الماضي، في القاهرة، وأفضت إلى تجديد انتخاب مشعل لرئاسة مكتبها، كما نتج عنها تولي رئيس الوزراء إسماعيل هنيّة منصب نائب رئيس المكتب السياسي للحركة.