أكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو أن النظام السوري طال الأمد أم قصر في طريقه للخروج..داعيا أطراف المعارضة السورية إلى ضرورة التوافق. جاء ذلك خلال مقابلة الوزير، اليوم الأربعاء، مع مراسلي وسائل الإعلام المصرية وعدد من الصحفيين العرب وذلك في ختام زيارته إلى باريس.
وردا على سؤال لوكالة أنباء الشرق الأوسط بشأن الموقف الإيراني الذي يؤكد دعمه لمبادرة مصر للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية فيما يقوم في الوقت نفسه بتزويد نظام دمشق بالأسلحة..قال وزير الخارجية إن إيران تعترف بتأييد الرئيس السوري ولذلك حاولت مصر أن تجذب طهران إلى المبادرة الرباعية التي طرحها الرئيس محمد مرسى للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية وذلك لما لطهران من تأثير على النظام السوري.
وأضاف أن الجانب المصري يحاول إقناع الإيرانيين أنهم وحتى الآن يمثلون جزءا من المشكلة وأن أمامهم فرصة ليصبحوا جزءا من الحل ويجب أن يقتنصوا تلك الفرصة.
وأكد أن النظام السوري طال الأمد أم قصر وبشكله الحالي في طريقه إلى الخروج.. متسائلا عما إذا كانت إيران ترغب في الخروج معه (نظام دمشق) من المنطقة أم ترغب على العكس أن تلعب دورا فى الحل وبالتالي الحفاظ على مصالحها.
وقال عمرو إن المبادرة الرباعية التي طرحتها مصر للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية تعود إلى القمة الإسلامية الاستثنائية التي عقدت في شهر رمضان الماضي بمكة المكرمة حيث اقترح الرئيس محمد مرسي تشكيل تلك المبادرة من المملكة العربية السعودية وتركيا وإيران إلى جانب مصر.
وأضاف أن تلك الخطوة تبعها اجتماع جنيف (للدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي) وما خرج عنه من بيان بشأن إجراء مفاوضات.. مشيرا إلى عقد عدة اجتماعات واتصالات للمبادرة الرباعية سواء بالقاهرة أو في عواصم أخرى وكان الموقف السوري (النظام) متعنت إلى حد كبير.
وذكر وزير الخارجية أن المبادرة الرباعية بشأن سوريا شهدت تطورا كبيرا خلال القمة الإسلامية الأخيرة والتي عقدت بالقاهرة بحيث قامت الفكرة على أن ينضم إلى اللجنة أمين عام الجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، والمبعوث الدولي المشترك الأخضر الإبراهيمي والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي على أن يكون هناك وفد من الائتلاف الوطني السوري المعارض للتفاوض مع بعض الممثلين عن نظام دمشق ممن لم تلطخ أيديهم بالدماء السورية وممن يقبل الائتلاف التفاوض معهم وذلك بضمانة الأطراف التي تضمها اللجنة الرباعية.
واعتبر عمرو أن تلك المبادرة تعد هي الوحيدة المطروحة اليوم على المائدة للوصول إلى حل سياسي..مضيفا انه ناقش ذلك مع المسئولين الفرنسيين خلال زيارته الحالية إلى باريس كما تم بحثها مع وزير خارجية روسيا سيرجى لافروف "وهناك تأييد بشكل أو بآخر لتلك المبادرة" واستعداد للتعاون في إطارها.
وتابع "نحن نتحدث بشأن تلك المبادرة مع من لهم تأثير على النظام السوري كروسياوإيران على سبيل المثال".
وعما إذا كانت مصر تعتزم تسليم مقر السفارة السورية بالقاهرة إلى المعارضة.. أكد عمرو أن هذا الأمر غير مطروح.
ودعا وزير الخارجية إلى ضرورة توحيد المعارضة السورية.. موضحا أن مصر تأمل في أن يكون هناك على الأقل توافق بين كافة أطياف المعارضة السورية وأن يدرك الجميع أن المصلحة واحدة إذ أن تشتت المعارضة ليس في صالحها.
وقال انه ينبغي أن يتم التوافق تحت مظلة معينة ومفاهيم معينة لأنه يوجد اختلافات ولكنها لا يجب أن تكون خلافات إستراتيجية.. مؤكدا أن مصر منفتحة على جميع أطياف المعارضة السورية.
وعما إذا كانت مصر هي من دعت تجمع الطائفة العلوية السورية إلى عقد اجتماعا بالقاهرة.. أوضح وزير الخارجية أن العلويين عرضوا ذلك وأن مصر حريصة على طمأنة جميع أطراف المجتمع السوري الذي يشكل نسيجا متنوعا وثريا من العرقيات والخلفيات والعقائد بأن لهم دور في سوريا الجديدة ولن يستبعد أحد.
وأكد وزير الخارجية مجددا أن مصر لن تقوم بتسليح المعارضة السورية.
وحول الوضع الفلسطيني وقطاع غزة وجهود المصالحة.. أكد الوزير أن مصر ترى منذ الفترة التي سبقت ثورة يناير وحتى الآن أنها لا ينبغي لها أن تكون جزءا في فرض الحصار على قطاع غزة باعتبار أن سياسة العقاب الجماعي أمرا مرفوضا طبقا لقواعد القانون الدولي.. مشددا على أن مصر لن تكون جزءا من فرض حصار قاتل على القطاع ومن هنا كان فتح معبر رفح بشكل منتظم لتحرك الأفراد والاحتياجات العاجلة لاسيما ما يتعلق بالأدوية.
وأشار إلى استمرار مصر في جهود المصالحة بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية بشكل مكثف لأن مصر تعتقد كما الدول العربية أن هذا الانشقاق داخل الجسم الفلسطيني لا يصب في مصلحة فلسطين في النهاية وانه للتوصل إلى حل يجب أن يكون هناك توافق بين الطرفين الفلسطينيين.
وفيما يتعلق بمعاهدة كامب ديفيد..شدد وزير الخارجية على أن مصر دولة محترمة ولم تنقض يوما اتفاقية أو معاهدة قامت بالتوقيع عليها وطالما أن الطرف الآخر يحافظ على التزاماته فمصر تحافظ على التزاماتها.
أكد الوزير أن مصر ومن خلال الصندوق المصري للتعاون الفني متواجدة في القارة الإفريقية بشكل كبير ونحن على استعداد للمشاركة في جهود إعادة إعمار مالي وبناء القدرات..مشيرا إلى الدور الذي يمكن لمؤسسة الأزهر الشريف أن تقوم به أيضا من أجل نشر تعاليم الدين الإسلامي الوسطى.
وأضاف وزير الخارجية أن مصر تعد ثالث أكبر دولة تساهم في قوات حفظ السلام في إفريقيا وسابع أكبر دولة في العالم وبالتالي لنا دور في هذا الصدد.
ومن المقرر أن يغادر وزير الخارجية والوفد المرافق له العاصمة الفرنسية باريس في وقت لاحق اليوم في ختام زيارة عمل استغرقت ثلاثة أيام استقبله خلالها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، كما عقد جلسة مباحثات مثمرة مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس.
واجتمع وزير الخارجية خلال الزيارة كذلك مع ممثلين عن جمعية الصداقة المصرية-الفرنسية بالبرلمان الفرنسي.