ذكرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية الصادرة الثلاثاء أنه بينما يزيد الزعيم الكوري الشمالي كيم جون أون من حدة تهديداته بشن هجمات نووية ضد الولاياتالمتحدة، يسعى المسئولون الأمريكيون إلى تهدئة وبث الطمأنينة لدى الرأي العام وحلفاء واشنطن. وأستهلت المجلة تقريرها الذي بثته على موقعها الألكتروني لتحليل الوضع بشبه الجزيرة الكورية- بذكر أن المسئولين الأمريكيين حذروا من أن كوريا الشمالية ربما تتمكن من شن هجمات إلكترونية أو بعض الاستفزازات المحدودة ضد الولاياتالمتحدة لكنه من غير المرجح أن يلجأ زعمائها إلى فعل شئ متهور مثل استخدام السلاح النووي.
ورغم هذه التطمينات، قالت المجلة:" إن شبح اندلاع حرب نووية مع كوريا الشمالية لا يزال يلوح في الأفق، فعلى الرغم من أن تهديدات بيونج يانج تبدو تبجحية بعض الشئ، إلا أن الأزمة الراهنة ترفع من احتمالات اندلاع صراع تسوده المفاهيم التقليدية فضلا عن حقيقة أن أي حرب مع الشمال من المرجح لها أن تصبح نووية".
ودعت المجلة الإدارة الأمريكية إلى مواصلة جهودها للحيلولة دون اندلاع حرب بشبه الجزيرة الكورية إلا أنه يتحتم عليها أيضا اتخاذ خطوات سريعة - بما في ذلك إعادة تقييم خطط الحرب الأمريكية للحد من مخاطر التصعيد النووي في حال اندلاع الحرب التقليدية.
وأردفت (فورين أفيرز) تقول:" إن خطر اندلاع حرب نووية مع كوريا الشمالية لا ينبع في حقيقة الأمر من ضعف الولاياتالمتحدة أو كوريا الجنوبية ولكن من قوتهما، ففي حال اندلعت الحرب، فإن جيش كوريا الشمالية الذي يفتقر التدريبات الجادة والتسليح المتطور- لن يتماشى أو يصل إلى مستوى قدرات القيادة العسكرية المشتركة بين واشنطن وسول.
ورأت المجلة أنه في خضام هذه الحرب حال اندلاعها، ستجد الدائرة الضيقة في كوريا الشمالية أنفسهم يواجهوا قرارا خطيرا يتمثل في البحث عن سبل تجنب المصير المخيف الذي أحاط بزعماء مهزومين مثل الرئيس العراقي السابق صدام حسين والليبي معمر القذافي.
ورجحت أن يحاول الزعيم الشاب كيم جون أون وأسرته واعضاء حكومته الهروب إلى الصين للعيش في رفاهية...في وقت سيكون الخيار الوحيد أمام بيونج يانج هو محاولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من خلال اللعب على الورقة الرابحة التي تمتلكها؛ وهي التصعيد النووي.
ومضت تقول :" إنه حتى إن استبقت الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية خطر السير تجاه كوريا الشمالية وقررا تبني أهدافا محدودة في الحرب، فإن التصعيد النووي سوف يزال مطروحا وذلك نظرا لأن اسلوب الحرب التقليدية التي حرصت عليه الولاياتالمتحدة خلال العقدين الماضيين يعتمد على اتخاذ الأساليب التصعيدية".
وفي ختام تقريرها، أوضحت (فورين أفيرز) أن جوهر الاستراتيجية العسكرية في الحروب التقليدية للولايات المتحدة يعتمد على شل قدرات العدو عن طريق تعطيل نظامه العصبي المركزي- وهو يتمثل في تعطيل قدرته على فهم حقيقة ما يجري بأرض المعرقة ومن ثم السيطرة على قواته واتخاذ القرارات المناسبة- ففي حروب ليبيا والعراق وصربيا، تمثل الهدف الرئيسي لواشنطن في الايام الاولى للحرب قصف غرف عمليات القيادات العسكرية ومواقع القيادة العسكرية ووسائل الاتصالات وليس ضرب بوارجهم أو طائراتهم أو معداتهم العسكرية.