تل أبيب: اعتبرت تقارير صحيفة اسرائيلية ان اسرائيل دفعت ثمنا باهظا للسلام مع مصر في عصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات ،فيما تشهد العلاقات المصرية الاسرائيلية منعطفا جديدا مختلفا عغما كانت عليه بعد أحداث ثورة يناير. أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت " الاسرائيلية في عددها الصادر اليوم " أن العلاقات المصرية -الإسرائيلية بعد ثورة 25 يناير تشهد منعطفا جديدا مغايرا لما كان عليه إبان النظام البائد، وباعتراف الإسرائيليين أنفسهم بعد الأحداث الساخنة التي وقعت الشهرالماضي من الهجمات على الحدود والتي أسفرت عن مقتل ستة من رجال الأمن على الحدود مع إسرائيل وأحداث الاعتداءات الأخيرة على السفارة الإسرائيلية التي لأول مرة تقوم إسرائيل بإجلاء طاقم السفارة بأكمله دون الاعتبار لمستقبل العودة مرة أخرى لإعادة العلاقات مع مصر باعتبارها الذخر الاستراتيجي لها". وللتأكيد على ذلك ذكرت الصحيفة ان دور العرض السينمائية في أمريكا شهدت بالأسابيع الماضية إقبال على الفيلم الوثائقي "قنوات الباب الخلفي .. ثمن السلام" حيث يتناول الفيلم موجز عن الحقبة التاريخية الماضية من أيام سيدنا إبراهيم وحتى حرب أكتوبر المجيدة". وأوضحت" يديعوت أحرونوت " أن الفيلم يحاول توصيل رسالة مفادها أن الشرق الأوسط مهم للجميع ولا يمكن تجاهل تاريخه. وقال مخرج الفيلم "هاري هانكلي " في حوارا خاص مع الصحيفة أنه يريد أن يجسد لمشاهدي الفيلم ما حدث في الماضي ليقرأ ما سيحدث في المستقبل. وأضاف المخرج أن إسرائيل دفعت ثمنا باهظا للسلام مع الرئيس الراحل أنور السادات وزيارته التاريخية التي قام بها لاسرائيل ،ولذلك يأخذ الساسة الإسرائيليين هذا الكلام محل اعتبار باستثناء يتسحاق رابين الذي تعجل بالجري نحو السلام مع مصر" . وفي سياق ذي صلة، تناول كتاب " السلام والأمن " الاسرائيلي المفاوضات السياسية بين مصر وإسرائيل في ضوء أقوال الحاخام الراحل ملوفوفيتش المعارض لاتفاقية السلام مع مصر أن السادات الذي اتسم بالشجاعة كان في الحقيقة قلق على مستقبل بلاده وفهم أن هناك أشياء يجب أن تتغير ولذلك لم يلتفت أو ينصت للنصائح القديمة من مستشاريه وزعماء الدول العربية لذلك قرر القيام بزيارة إسرائيل الأمر لم يخطر على بال أحد. وبحسب ما ورد في أجزاء كتاب الأمن والسلام أن السادات كان في نيته استرداد سيادته على مناطق سيناء التي خسرها في حرب 67 ،كما تطلع أيضا من زيارته لإسرائيل إعطاءه الوقت المطلوب لإعادة بناء قوة الجيش المصري من دون تهديدات بالحرب. واشار الكتاب إلى أن هدف السادات من توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل إعلاء شأن مصر وتحقيق الرخاء لها، إلا أنه على النقيض لم تحصد إسرائيل شيئا من الاتفاقية سوى السلام البارد والتنازل عن سيناء التي أهملها المصريون ولم يستغلوها، فضلا عن فقدانها لحقول البترول المفتوحة والغنية بالنفط، حتى في مجال السياحة لم يأتِ سائح واحد من مصر لزيارة إسرائيل. وأكد الكتاب الإسرائيلي أنه لا يمكن تحقيق سلام دائم يستفيد فيه طرف والآخر لا يحصل على شيء، فهذا السلوك لا يخلق علاقة احترام متبادل بين الطرفين الموقعين على الاتفاقية على حد سواء.