الكعبة المشرفة أراد الله لها ان تكون أول بيت للناس على الأرض، لذلك فهي مميزة عن أية بناية على سطح الكوكب، فإلي جانب انها تتوسط الكرة الأرضية ، فهى أيضا ألحقت بمجموعة من الأبنية الصغيرة التي تحفظ هيبتها وتدعم طهارتها ونظافتها دائما . وتعد هذه الأبنية الصغيرة والمميزة جزء من الكعبة المشرفة يجب الطواف به والاشارة إليه ولمسه، إلا القليل منها، وهي كالآتى:
1- باب الكعبة: فهو معروف وكان للكعبة بابان من عهد إبراهيم عليه السلام وعندما أرادت قريش تجديد بناء الكعبة بعد ما أصابها من السيول رصدوا لذلك المال الحلال, فلم يف ببنائها فجعلوا لها بابا واحدا وتركوا جزءا منها وهو المعروف بحجر إسماعيل وأجزاء من الأساس وهي المعروفة بالشاذروان وذلك لضيق النفقة الحلال ، فأما حجر اسماعيل فجعلوا عليه حائطا ليدل على أنه جزء من الكعبة لا يصح الطواف دونه.
2- ميزاب الكعبة المشرفة : هو الجزء المثبت على سطح الكعبة في الجهة الشمالية ، والممتد نحو الحِجْر ، ودوره تصريف المياه المتجمعة على سطح الكعبة عند سقوط الأمطار أو غسل السطح، وأول من وضع ميزابًا للكعبة المشرفة قريش حين بنتها وجعلت لها سقفًا.
3- الحجر الأسود: وهو حجر لونه أسود مائل للحمرة، موجود في الركن الجنوبي، يسار باب الكعبة المشرفة، يرتفع عن أرض المطاف ب1.10 متر، وهو مغروس داخل جدار الكعبة المشرفة. وهو من حجر الجنة كما روى الترمذي في جامعه والأزرقي في أخبار مكة وغيرهما ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن, فسودته خطايا بني آدم . صححه الترمذي والألباني .
4- الشاذروان: هو جزء من الكعبة المشرفة وهو الذي ترك من عرض الأساس خارجا , ويسمى تأزيرا لأنه كالإزار للبيت وهو عبارة عن الحجارة المائلة الملتصقة بأسفل الكعبة المعظمة المحيطة بها من جوانبها الثلاثة. وقيل إن أول من وضعه هو عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما , على قواعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام لحماية جدار الكعبة المشرفة من تسرب المياه إليها , وربط حبال ستارة الكعبة المشرفة في حلقاته المثبتة فيه لهذا الغرض , ولإبعاد أجساد الطائفين عن الاحتكاك بستارة وجدار الكعبة; كي لا تتضرر أجسادهم ولا يسرع التلف إلى ستارة الكعبة.
5- خط المرمر البنى: هو الخط الذي يحسب بداية الشوط ونهايته، ولايحسب الشوط إلا إذا تعدى الطائف هذا الخط.
6- ستار الكعبة : أو كسوتها، وأول من كساها إسماعيل عليه السلام, وأكثر الروايات تقول إن أول من كساها هو الملك تبع كما في مصنف عبد الرزاق وغيره .
7- المُلتَزم: فهو ما بين الركن والباب سمي بذلك لاستحباب التزامه ووضع الخد عليه بعد الطواف كما ثبت في السنة, وهو من الأماكن التي تستجاب فيها الدعوات وتسكب عندها العبرات . وهو من الكعبة المشرَّفة ما بين الحجر الأسود وباب الكعبة ، ومعنى التزامه أي : وضع الداعي صدره ووجهه وذراعيه وكفيه عليه ودعاء الله تعالى بما تيسر له مما يشاء .
8- مقام إبراهيم : فهو الصخرة التي كان يقوم عليها إبراهيم عليه السلام لبناء الكعبة عندما ارتفع البناء عن قامته ، وقد حركت من مكانها الأصلي لتترك الطريق للطائفين وجعل عليها علم معروف وهو المكان الذي يستحب للطائف أن يصلي خلفه ركعتين بعد الطواف إن تيسر له ذلك .
9- الركن اليماني : فقد سمي بذلك لأنه إلى جهة اليمن ، ومن السنة في الطواف استلامه دون تقبيله والإشارة إليه ، وأن يقول بينه وبين الحجر الأسود : رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {البقرة: 201 } .
10- الركن الشامي والعراقي : سميا بذلك لأنهما إلى جهتي تلك البلاد، وليس من السنة لمسهما أو الإشارة إليهما لأنهما ليسا نهاية الكعبة فنهايتها من تلك الجهة عند نهاية حجر إسماعيل أو لأن ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم .
11- الخط المقابل للركن : فقد وضع حديثا وكذلك الضوء الأخضر وذلك بقصد الإرشاد إلى مكان الحجر الأسود عند الزحمة حتى يعلم الطائف بداية الشوط ونهايته .
12- الحطيم أو حجر اسماعيل : يقول الشيخ ابن عثيمين: هذا الحجر يسميه كثير من العوام حجر إسماعيل ، ولكن هذه التسمية خطأ ليس لها أصل ، فإن إسماعيل لم يعلم عن هذا الحجر ، لأن سبب هذا الحجر أن قريشاً لما بنت الكعبة ، وكانت في الأول على قواعد إبراهيم ممتدة نحو الشمال ، فلما جمعت نفقة الكعبة وأرادت البناء ، قصرت النفقة فصارت لا تكفي لبناء الكعبة على قواعد إبراهيم ، فقالوا نبني ما تحتمله النفقة ، والباقي نجعله خارجاً ونحجر عليه حتى لا يطوف أحد من دونه ، ومن هنا سمى حجراً ، لأن قريشاً حجرته حين قصرت بها النفقة . سُمِّي باسم الحطيم، لأن البيت رفع وترك وهو محطوط، وقيل لأن العرب كانت تطرح فيه ما طاقت فيه من الثياب، فيبقى حتى يتحطم من طول الزمان وقيل سُمّي بالحطيم؛ لأن الناس كانوا يحطمون هنالك بالإيمان.