اكد الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين عقب مغادر الرئيس الامريكي باراك اوباما كنيسة المهد ببيت لحم عائدا للقدس بانه لم يحمل اية مبادرة للجانب الفلسطينيين لاستئناف المفاوضات. وتابع عريقات قائلا لصحيفة "القدس العربي": "اذا كان التوقع من زيارة الرئيس اوباما هو تحرير فلسطين فذلك لم يحدث، وايضا اذا كان التوقع ان تغير امريكا من تحالفها مع اسرائيل فهذا لم يحدث، لانه ما دمنا لا نتحدث كعرب مع الولاياتالمتحدةالامريكية بلغة المصالح التي لا تفهم سواها فهذا لن يحدث لانها لا تلتفت الا لمصالحها".
وتابع قائلا: "اما بشأن ماذا دار في فلسطين، فباعتقادي ان الرئيس اوباما خرج ومعه الموقف الفلسطيني تاما، والرئيس ابومازن تحدث في الغرف المغلقة كما تحدث في المؤتمر الصحفي، نحن مع الشرعية الدولية ونحن مع القانون الدولي ونحن نريد السلام، والسلام لن يكون بأي ثمن. فسلامنا يكون بدولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، واذا ارادوا استئناف المفاوضات عليهم ان يوقفوا الاستيطان وان يفرجوا عن المعتقلين".
وبشأن الذي حمله اوباما في جعبته للفلسطينيين قال عريقات: "وهم لم يأتوا بخطة ولم يطرحوا موعدا للقاءات كما قيل في السابق وفق التحليلات".
واشار عريقات إلى أن الذي جرى خلال زيارة اوباما للاراضي الفلسطينية والاجتماع بعباس الخميس في رام الله وزيارة بيت لحم الجمعة كان عبارة عن "استماع كامل لوجهات النظر".
ونوه عريقات إلى أن أوباما أكد أن حل القضية الفلسطينية هي مصلحة امريكيا عليا، مضيفا: "واكد الرئيس اوباما ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري هو مسؤول الملف الفلسطيني الاسرائيلي الآن وانه سيتحرك خلال الشهرين او الثلاثة القادمة لايجاد صيغة لاستئناف المفاوضات".
وبشأن اذا ما يعتبر ذلك نقل ملف الصراع الاسرائيلي الفلسطيني من اوباما الى كيري قال عريقات "لا الملف لم ينقل، واوباما هو رئيس لكيري، وكيري يعمل عند اوباما، وبالتالي وزارة الخارجية الامريكية هي مسؤولة عادة عن هذا الملف".
وودع عباس الرئيس الامريكي الذي زار كنيسة المهد ببيت لحم الجمعة ولسان حاله يقول "تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي" في اشارة الى ان زيارة باراك اوباما للمنطقة لم تقدم شيئا على الصعيد الفلسطيني وامكانية الزام اسرائيل بوقف الاستيطان تمهيدا لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.
وفيما اكد عباس في لقائه باوباما على ضرورة وقف الاستيطان وتبني الحكومة الاسرائيلية حدود عام 1967 كمرجعية لاية مفاوضات مستقبلية يسود اوساط المسؤولين الفلسطينيين اعتقادا بان زيارة اوباما لم تحرز أي اختراق على صعيد الضغط على اسرائيل لوقف الاستيطان تمهيدا لاستئناف المفاوضات.
وغادر اوباما بيت لحم الجمعة على وقع وقفتين احتجاجيتين شارك فيها العشرات من الشبان تنديدا على بزيارته للمدينة في ظل اجراءات امنية مشددة من قبل الاجهزة الامنية الفلسطينية في حين ردد المسؤولون الفلسطينيون عبارة "تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي" في اشارة الى ان تلك الزيارة لم تقدم جديد للفلسطينيين.
وغادر اوباما وحاشيته بيت لحم بعد زيارة لم تستغرق نصف ساعة حج فها لكنيسة المهد بعد ان وصلها برفقة وزير الخارجية جون كيري برا من مدينة القدس عبر حاجز "300" العسكري الاسرائيلي شمالي مدينة بيت لحم، بعد ان تأخرت الزيارة مدة ساعة ونصف حيث كان في استقبالهم عباس بكنيسة المهد.
واستمع اوباما إلى شرح مفصل حول الكنيسة. فيما قدم بطريرك الروم الأرثوذكس ثيفولس الثالث، هدية تذكارية لأوباما، قبل أن يؤدي الصلاة في الكنيسة على وقع عاصفة رملية ضربت فلسطين الجمعة مما اثرت على برنامجه وعدم تمكنه من الوصول الى بيت لحم جوا، حيث كان من المقرر ان يهبط بطائرة رئاسية عمودية في مهبط ياسر عرفات بالمدينة ومن ثم يتوجه بموكبه الى كنيسة المهد.
واجبرت العاصفة الرملية اسرائيل على الغاء مراسيم الوداع الرسمية لاوباما والتي كان من المقرر اجراؤها في مطار بن غوريون قبل مغادرته متوجها منه للاردن.
وفيما كانت العاصفة الرميلة تضرب فلسطين كانت هناك عاصفة من النقاش في صفوف الفلسطينيين حول النتائج التي احرزتها زيارة اوباما للمنطقة على صعيدهم، الا ان هناك توافقا على ان القيادة الفلسطينية جددت التأكيد على مطالبها واهمها وقف الاستيطان وعدم العودة للمفاوضات بدون وقفه على حد ما اعلن نمر حماد المستشار السياسي لعباس.
وفي الوقت الذي اكد فيه حماد بان عباس ابلغ اوباما صعوبة العودة للمفاوضات في ظل تواصل الاستيطان في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل ابويوسف بان اوباما ابدى انحيازه لاسرائيل رغم حديثه عن اقامة دولتين لشعبين، فهو لم يحدد ملامح الدولة الفلسطينية ولا حدودها التي ستقوم عليها، كما أن اشتراطه بالاعتراف بيهودية الدولة الاسرائيلية، مقابل إقامة الدولة الفلسطينية، شكل ضربة قوية لعملية السلام.
واضاف ابو يوسف في تصريح صحافي ان أوباما أبدى انحيازه المطلق لاسرائيل منذ أن وطأت قدماها مطار بن غوريون وحديثه عن اسرائيل، وكأنها دولة فوق القانون الدولي، ودولة استثنائية في الكون، وهذا التعامل الخارج عن العدالة الدولية، يضفي واقعاً مأساوياً على مستقبل المنطقة بأسرها.
واوضح أن الملفات التي عرضت على أوباما بلقائه عباس، كانت تتمحور حول عملية السلام، وكيفية دفع عجلتها، واستعرض الرئيس ثلة من القضايا ذات العلاقة مع اسرائيل والتي تعرقل حياة الفلسطينيين، وقضية الأسرى التي باتت تهدد استقرار الضفة بأسرها.