* الخبير لمحيط : حكوماتنا في واد والجامعات والعلماء في واد آخر * أي مادة ترش بالنانو لا تتآكل ولا تتلوث * أمريكا تحارب انتشار مواد النانو بالعالم الثالث * بدروم بكلية العلوم يصنع منتجات نانو عالمية !
كتبت – شيماء عيسى
"النانو تكنولوجي .. ثورة جديدة في البحث العلمي" ، وهي تخدم فقراء العالم ، وتم اكتشاف صدأ الحديد بتحضيره في المعمل النانومتري يستخدم في علاج مرض السرطان، وتحلية مياه البحر، ومن تطبيقات النانوتكنولوجي أنك يمكن يكون لك بخاخة للسيارات تغنيك عن غسلها حتى لو خاضت بالوحل، والأبراج بدبي ترش بالنانو ولا تغسل، ويمكن أن يكون هناك أنسجة ملبوسة ضد النار والماء والأتربة غيره، وكيماويات البناء الحديث تستخدم هذه التقنية، وهي تمنع صدأ مواسير الصرف الصحي، وتمنع تآكل الحوائط، وتستخدم بكبسولات وصلت مصر للأسف من إسرائيل حين يبتلعها المريض ترسل إشارات للكمبيوتر بديلا عن المناظير.
وحاليا وكالة ناسا ومجموعة سويسرية وجامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز أحضروا تلسكوبا ثمنه مليار ونصف ويمكنها أن تحقن بالجسم البشري فتنظف الجسم من الكلسترول بدون بالونة أو دعامة ، ويمكن عن طريقها تفجير ألغام الحروب العالمية، وفي طوكيو واليابان يعالجون من يعانون فقد البصر بالنانوتكنولوجي.
جاء ذلك خلال صالون المفكر الأكاديمي الدكتور حامد طاهر مساء اليوم ، والذي عاد بعد توقف دام شهورا طويلة لظروف غياب الأمن بعد الثورة، وقد جاء بحضور نخبة من العلماء بينهم الدكتور محمد علي المتخصص بمجال النانوتكنولوجي وهو الذي جعل من بدروم كلية العلوم معملا للعلم ، ولم يرتض السفر للخارج وفضل إفادة وطنه .
بخصوص مرض السرطان ؛ يعد علاج النانو أفضل من استخدام الذهب الذي اكتشفه الدكتور مصطفى السيد، وهو للأسف يترسب بالطحال والكلى وبعض أجزاء الجسم، لأن الحجم كان حوالي 25 نانومتر ، وهو كبير لا تستطيع الكلى التخلص منه في البول ، لأنه لا يمر بالغشاء الدموي والذي تبلغ ثقوبه أقل من 10 نانو متر .
ويمكن أن تصنع أكياس من أيونات الفضة النانومترية لحفظ الطعام من الفساد بدلا من الثلاجة، ونرى اليوم ثلاجات بدون كهرباء تباع بمصر وتمنع فساد الطعام، وهي تنشر أيونات الفضة لكبح الفساد، حتى أنه ليس هناك شك أن التحنيط عند الفراعنة وضعوا أكسيد الزنك .
وأكد الدكتور محمد علي أن العالم الآن يهتم بالبيكوتكنولوجي وهي ثورة أكبر من النانو، وقد حصل المحاضر على جائزة أعلى درجة فيزياء من الهيئة البريطانية، وركز جهده لتحضير المواد النانومترية وتطبيقاتها التكنولوجية ، وقد أنتج معمل الفيزياء بالجامعة 9 مواد جديدة ليس لها مثيل عالميا.
وكشف الدكتور محمد أن معابد قدماء المصريين أبهرت العالم بألوانها الثابتة آلاف السنين، كما أن مواد البناء لا تتغير بفعل الزمن، وهو ما يشير لارتباطها بعلم النانوتكنولوجي، وقد أخذ علماء عالميون أجزاء من المومياوات القديمة ووجدوا أن الحنة المصرية وصلت لجزء من النانو متر ، وهذه الحناء تحضر بالقاهرة بالفعل بكلية العلوم ، ووصلت لدرجة 1,1 من النانومتر.
وفي أوروبا انتشر استخدام النانوتكنولوجي، وقد راقبوا السحلية والبرص وهي لا تنزلق على الزجاج وتصعده رأسيا، وحين فحصوا سطح الزجاج الأملس تحت الميكروسكوب البسيط وجدوا أن هناك ما يشبه الجبال والهضاب والمرتفعات، ووجدوا بقدم السحلية نعومة اكثر من الزجاج وبها شعيرات 2 نانو متر ، وسطح الزجاج تمكن حتى 20 نانو ، ومن هنا فهي وكأنها تصعد تلك المرتفعات ولا تشعر بأنها ملساء .
وللوصول للنانومتر، قالوا تخيل سطح من مكعب ونقسمه نصفين، ونحسب مساحة سطحه، فتزيد المساحة وهكذا كلما زدنا التقطيع يزداد المساحة ولكن الحجم ثابت ومن هنا بدأت فكرة النانوتكنولوجي. وقد اكتشفوا أن زيادة مساحة المادة يغير من خواصها بشكل كبير ويزيد من تطبيقاتها. والمادة النانومترية الصالحة في التطبيق من 1 إلى 20 نانومتر .
وقد طلبت كلية الهندسة بجامعة حلوان ألومونيوم أوكسيد، وهو من تطبيقات النانوتكنولوجي، وهو تراب الفرن ، ويستخدمه أكبر المهندسين المعماريين على مستوى العالم، وقديما كان هذا التراب يضعونه على الجروح بالرأس لأنه نقي فهو محروق ومعقم وأفضل من البن بكثير .
وأمريكا وأوروبا تمنع دخول النترات بدول العالم حتى لا يقدموا على اكتشافات النانوتكنولوجي ولكن علماء مصر يتحايلون على كل ذلك. وشيء مثل الألومونيوم أوكسيد تمنع صدأ أنابيب البترول والغاز وخاصة بأماكن اللحام.
وقدماء المصريين استخدموا مواد النانوتكنولجي في الألوان ومواد الطلاء عن طريق تنعيمها في المطحنة، وكلما يطحن يصغر حجم الجزيئات ويزيد عمرها.
وأضاف أن المصري القديم كان يضيف بياض بيضة البطة ويضع شمع عسل النحل ليغطيه ويمنع فساده، وهو ما يستخدم حاليا بدلا منه الجلسرين ولبن جوز الهند .أما الدكتورة أسماء المساعدة للدكتور محمد علي، فأكدت أن المواد النانومترية منتشرة أسفل مخ البشر ومخ الطيور خاصة تلك التي تدور عكس حركة الأرض وتعرف طريقها .
وتساءل الدكتور حامد طاهر، حول استخدام النانوتكنولوجي بتحلية مياه البحر، وخاصة أن مصر تدخل على فقر مياه حاد ، كما أن النانو يمكنه تنقية المياه من فيروس سي أو غيره، عن طريق عمل غشاء رقيق أقل من سمك الفيروس نفسه، ويعوزها مضخة عالية، ويمكن تحلية مياه البحر أيضا لاستخدامها بالزراعة والشراب ، وهي طريقة أفضل من استخدام الكربون النشط وغيرها من أشكال الفلاتر .
وهناك من يحاول منع زيادة زراعة القمح في مصر، وجرى ذلك بالشرقية والدقهلية ، فهم يشترون المحاصيل خضراء من الفلاحين بأضعاف ثمنها حتى لا تطرح ! ويؤكد الدكتور محمد علي أن أكثر من خمسين درجة دكتوراة من نفس بدروم كلية العلوم في مجال النانو تكنولوجي ، وقد تم تجهيز أسمدة نانومترية تضاعف المحاصيل أربع مرات ، وسوف يحصلون على حقل تجارب بأسمدة نانو بالفيوم ، وقدم المشروع لكلية الزراعة ورفض !
أخيرا، وردا على تساؤل "محيط" حول مدى معاونة الحكومة لصاحب تلك الابحاث العلمية في تحويلها لتطبيقات صناعية، عبر وزارات التعليم والبحث العلمي والصناعة، أكد محمد علي أنه يجتهد ذاتيا لإرسال طلابه ليطبقوا ما توصلوا إليه بشركات البترول ومصانع الزيوت والصابون وغيرها، فيما أكدت الدكتورة أسماء أن صندوق التنمية التكنولوجية لم يتعاون مع مشروعات قومية قدموها وأحدها لعلاج السرطان حتى بعد أن اقترحوا تمويل المشروعات بدون بدون رواتب للباحثين.
والتقط الخيط الدكتور محمد علي ليؤكد حزينا أن الحكومة في واد والعلماء والجامعات في واد آخر، فيما أكد صاحب الصالون أن ميزانية البحث العلمي تذهب لغير مستحقيها عادة، وليس للمشروعات الحقيقية، و تذكر الدكتور حامد طاهر كيف أن الدكتور زويل حين سافر لأمريكا وجد فريقا من الباحثين الصغار وميزانية خمسين ألف دولار تتجدد للمشروعات العاجلة ، بينما في مصر لا أحد يهتم بالعلم . وأكد الكاتب محمود عارف بصحيفة الأخبار أن أقسام كلية العلوم يغيب عنها التشبيك فكيف نتحدث عما هو أكبر من ذلك ، فيما اجتمع حضور الصالون أن تطوير البحث العلمي بحاجة للإرادة السياسية وهي فضيلة غائبة اليوم.