- المكتبة : 27 مليون جنيه تكلفة و35 ألف كتاب - المحافظ : الموارد محدودة والوزارة يدها في يدنا - الوزير يحيي طفلا مخترعا .. وفريق "لمة" المعرفي - عرب : آفة هدم الماضي لا تزال تحكم أنظمتنا السياسية
كتبت – شيماء عيسى
افتتح وزير الثقافة المصري الدكتور محمد صابر عرب ظهر اليوم مكتبة بنها العامة، التابعة لمحافظة القليوبية، بتكلفة 27 مليون جنيه، وتضم نحو 35 ألف مؤلف ومقتنيات تقترب من المليون جنيه.
صحب الوزير في جولته الدكتور عادل زايد محافظ القليوبية ، السفير عبدالرؤوف الريدي رئيس مجلس إدارة مكتبة مصر العامة، السفير عمر الفاروق مدير صندوق مكتبات مصر وسوزان بدوي مدير المكتبة، بحضور حشد كبير من أهالي بنها ومثقفيها وعلماء الأزهر بالمدينة.
وصرح محافظ القليوبية لمحيط أنهم يعملون قدر طاقتهم لتنشيط الثقافة في ظل نقص الموارد الحاد بعد الثورة، مؤكدا أن المحافظة تسعى لاستكمال ما لا تقوم به وزارة الثقافة مثل دعم قصر ثقافة بنها بنحو 900 ألف جنيه وتوفير مولد كهربائي للمكتبة بما يقترب من 400 ألف جنيه. وأكد من جانب آخر أن الوزير وعد بدعم مشروعات المحافظة في رعاية المخترعين والمبدعين وتنشيط الثقافة.
حرص الوزير خلال جولته على سؤال رواد المكتبة عن الكتب التي يقرأونها، داعيا إياهم للتردد المستمر على المكتبة التي تعد المنفذ الحقيقي لإنارة العقول ، كما دعا لتزويد المكتبة بنتاج دور النشر الحكومية وخاصة السلاسل المميزة منها .
وقدم "عرب" مكافأة لطفل صغير يدعى "مأمون هيثم" اخترع مجفف للملابس، كما استمع لفريق "لمة" الثقافي الشبابي، والذي انتشر بين بلدان عربية وغربية عدة، ويقوم أعضاؤه بمقابلات لشرح ما يغيب عن أذهانهم في كل فروع المعرفة.
وفي مؤتمر صحفي ، أكد وزير الثقافة أن مكتبات مصر تسعى لتقديم خدمة ثقافية متكاملة، تمكن من تنمية المواهب وتوفير عيون المعرفة، وإتاحة التكنولوجيا والتواصل وتوفير النشاط الثقافي والفني المميز ، مؤكدا أن مصر ميزتها ثقافية بالأساس وليست اقتصادية على مدار تاريخها الحضاري العتيق، وهو تاريخ يؤكد أيضا أن المصريين ينبذون العنف، ولا يمكن لقطاع الطرق الذين نشاهدهم اليوم أن نسميهم بالثوار لأن الثورة بناء وليست هدم.
واستنكر "عرب" دأب كل نظام يحكم مصر على محو إنجازات السابق عليه، وليس البناء عليه، ولولا ذلك لما وصلنا لحالتنا الراهنة، رغم أن مصر في عهد محمد علي كانت الثالثة في النمو على مستوى العالم بعد إنجلترا وفرنسا، وقد تركها محمد علي بعد أن أرسى فيها ترسانة بحرية وجيش قوي ونهضة علمية وتعليمية وثقافية ، ولم تكن مصر مديونة بمليم واحد . على العكس جاء حفيده عباس الأول ومحا كل إنجازات جده ، ولم يقدم سوى خط السكة الحديد بين القاهرة والإسكندرية ، وتمر العصور الملكية وتأت ثورة يوليو لتشهد البلاد تراجع في نهضتها الحزبية والتعليمية والسياسية التي كانت عليها في عهد الملك فاروق.
وأوضح الوزير : كان الطالب المصري يتمكن فور تخرجه من الجامعة المصرية في الأربعينات من الالتحاق بأي جامعة عالمية دون دورات لغة ولا علوم، ولننظر للفارق بين الماضي والحاضر.
وقد استنكر الوزير خلال جولته بالمكتبة تكدس قصور الثقافة بالعاملين، بما يجعلهم أشبه بالعاطلين وبما يعطل من أداء المكتبات ، في حين يمكن تشغيلهم في المكتبات الجديدة دون تحميل ميزانية الدولة بنودا إضافية.
يذكر أن المكتبة مقامة على مساحة 1500 متر مربع ، وتتكون من أربعة طوابق تشتمل على قاعات إطلاع للكبار والأطفال، قاعتين للكمبيوتر والإنترنت ، غرفة لذوى الإحتياجات الخاصة وأخرى للوسائط المتعددة ، قاعة للتعليم الذاتى مزودة بالكتب و السيديهات، قاعة للسينما لعرض الأفلام الوثائقية والترفيهية ، قاعة للأنشطة الفنية ، ناد للعلوم والتكنولوجيا ، بالإضافة للمكاتب الإدارية ، وحجرات الإعارة والمعالجة الفنية ، وقاعتان للندوات ، كما يوجد أتوبيس للمكتبة المتنقلة لتوصيل المادة الثقافية للمناطق البعيدة ، وقاعة للموسيقى ، ومركز تدريب مزود بأحدث الأجهزة للتدريب على الكمبيوتر واللغات والفوتوشوب ، قاعة خاصة بمجلس أمناء المكتبة ، وغرفة لمحافظ القليوبية لممارسة مهام عمله .