أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أهمية الحوار بين الأديان خاصة في هذا العالم المعاصر الذي تشابكت فيه قارات الدنيا بصورة متسارعة، مما يجعل الحوار بين الشرق والغرب في غاية الأهمية لتعميق القواسم المشتركة بين الجميع مثل القيم والأخلاق والمثل والمبادئ التي يتفق عليها عقلاء وحكماء العالم..محذرا من أن تجاهل الحوار المثمر سيعود بالإنسانية إلى القرون الوسطى. جاء ذلك خلال استقبال شيخ الأزهر اليوم الأربعاء بالمشيخة جان هنجستون مسئول الحوار بين الأديان بوزارة الخارجية السويدية والخاص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع للاتحاد الدولي للثقافات والسفيرة بريجتا هولست العاني سفيرة السويد بالقاهرة.
وانتقد الطيب استغلال الغرب ملتقيات الحوار لصالحه والكيل في تعامله مع المنطقة العربية بمكيالين مما يعني عدم وجود ثمرة لهذا الحوار، مما يوجب تحاشي تلك السلبيات للوصول إلى حوار متكافئ ومثمر وبناء ويجمع بين أهل الأديان على أصولها التي اتفقت عليها.
وطالب بضرورة أن يشمل الحوار المساحات الواسعة والقيم العليا المتفق عليها بين أهل الأديان وهي كثيرة لمواجهة الأفكار الشاذة مثل زواج المثليين الذي بدأ ينتشرويهدد مستقبل البشرية، ويتناقض مع الفطرية السوية والشرائع السماوية التي حرمت مثل ذلك السلوك الشاذ.
وأكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أن الأزهر الشريف يؤيد احتكام غير المسلمين إلى شرائعهم في أحوالهم الشخصية وعباداتهم واختيار قياداتهم الروحية مشيرا إلى أن هذا هو روح الإسلام وسماحته أما النواحي الأخرى فتتبع قانون الدولة التي يتم تطبيقها على جميع أفراد الشعب بلا تمييز.
وردا على سؤال حول استقلال الأزهر في الدستور الجديد..قال الطيب إن رأي الأزهر استشاري في القوانين التي لها علاقة بالدين والشريعة كما يوكل إلى أعضاء هيئة كبار العلماء اختيار شيخ الأزهر والمفتي بطريقة ديمقراطية بعيدا عن المؤسسة الحاكمة مما يعد مكسبا كبيرا للأزهر لتعود له هيبته وريادته التي عرف بها طوال عهوده.
وأشار إلى أن التجديد في الدين ليس محله العقائد والأمور الثابتة والمجمع عليها، ولكن التجديد في الأمور والنوازل المستحدثة التي لا نص فيها لأن طبيعة الفتوى قد تتغير من مكان إلى مكان ومن مجتمع إلى مجتمع مشيدا بالمجلس الأوروبي للإفتاء الذي أصدر عدة فتاوى تناسب العصر والمكان في إطار الثوابت الشرعية مما يسهل على المسلمين الغربيين أمورا كثيرة في حياتهم.
وأوضح أن الأزهر يقوم من خلال الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بعمل برنامج لتدريب الدعاة والأئمة الأوروبيين لمدة شهرين، وذلك بالتنسيق مع السفارات المختلفة للتركيز على سماحة الإسلام واحترام الآخر وحرية الاعتقاد مما يساعد في استقرار تلك البلاد ويسهم في تقليص ظاهرة العداء للإسلام.
ومن جانبه.. أشاد المسئول السويسري بوثائق الأزهر التي أصدرها في الآونة الأخيرة والتي كانت ذات تأثير كبير في العديد من المراكز البحثية الأوروبية خاصة وثيقة الحريات التي أعلت من قيمة الإنسان وكرامته كما نصت عليها جميع الشرائع والأديان السماوية.