أصدرت المحكمة العسكرية بالرباط في وقت متأخر من مساء السبت أحكاما بالسجن على صحراويين بشأن أحداث شغب شهدها مخيم "إكديم ايزيك" قرب مدينة العيون بالصحراء الغربية منذ أكثر من عامين وقتل فيها 11 شخصا أغلبهم من رجال الأمن المغربي وسقط عشرات الجرحى. وقضت المحكمة بالسجن المؤبد على تسعة أشخاص منهم شخص هارب وأربعة أشخاص بالسجن 30 عاما وسبعة بالسجن 25 عاما وثلاثة بالسجن 20 عاما وعلى اثنين بما أمضياه خلال مدة الاعتقال عقب إلقاء القبض على المتهمين إثر الأحداث التي شهدتها منطقة العيون في أكتوبر / تشرين الأول عام 2010.
وأدانت المحكمة المتهمين الخمسة والعشربن بتهمة "تكوين عصابة إجرامية واستعمال العنف ضد قوات الأمن المؤدي إلى الموت بنية إحداثه والمشاركة فيه".
وكانت هذه المحاكمة قد أثارت الكثير من الجدل إذ قال حقوقيون: "إن المتهمين مدنيون ويجب ألا يحاكموا أمام محاكم عسكرية في حين اخذ القضاء المغربي بعين الاعتبار سقوط ضحايا عسكريين خلال الأحداث.
وتابع المحاكمة التي امتدت من أول فبراير / شباط الحالي حتى يوم السبت 52 مراقبا دوليا و25 مراقبا محليا.
وقال الحقوقي المغربي بلمعلم التهامي لوكالة "رويترز" للأنباء: "المحاكمة كانت عادلة بكل المقاييس بشهادة حقوقيين دوليين ومغاربة"، مضيفاً: "إذا كانت جبهة البوليساريو تعتبر هؤلاء المعتقلين حقوقيين فهل الذبح والتبول على الجثث وإحراق المنازل من صنع حقوقيين".
ورفعت عائلات الضحايا شعارات مؤيدة للأحكام في حين طالب المدانون باستقلال اقليم الصحراء الغربية فيما كان القاضي يتلو الأحكام.
وشهد مخيم "إكديم ايزيك" في العيون بالصحراء الغربية احتجاجات اجتماعية على البطالة والفقر في أكتوبر تشرين الأول عام 2010 وتدخلت السلطات لفتح حوار مع المحتجين.
وما لبثت أن تحولت الأحداث إلى أعمال عنف قالت السلطات إن المتظاهرين استعملوا فيها الزجاجات الحارقة والأسلحة البيضاء والحجارة فيما انتشر فيديو لأعمال عنف ظهر فيه صحراويون غاضبون يقومون بأعمال عنف وتمثيل بالجثث. وعرض القاضي هذا الفيديو على الصحراويين المدانين لكنهم نفوا صلتهم به.