تراجعت أعداد المشاركين في المظاهرات المعارضة والمؤيدة للحكم التي شهدتها العاصمة القاهرة ومدن مصرية أخرى اليوم الجمعة "بشكل لافت"، مقارنة بالجمع الثلاثة السابقة التي شهدت مظاهرات حاشدة اقتصرت على المعارضة. أمام جامعة القاهرة في محافظة الجيزة، غرب القاهرة؛ أنهت القوى والأحزاب الإسلامية المصرية في الساعة (16:30 تغ) من مساء اليوم فعاليات مظاهراتها التي أقامتها تحت اسم "مليونية معا ضد العنف" بأجواء احتفالية شهدت إطلاق "الألعاب النارية" والهتافات المؤيدة للرئيس المصري محمد مرسي قبل أن يقوم بعض المتظاهرين بتنظيف المكان ومغادرته.
وقال مراسل الأناضول إن أعداد المتظاهرين اليوم لم تتجاوز بضعة آلاف في أوقات الذروة، بينما قدرت أعدادهم في فعاليات سابقة نظمتها القوى الإسلامية سواء في المكان ذاته أو في ميدان التحرير، بوسط القاهرة، بمئات الآلاف من المتظاهرين.
وكانت الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية المنبثق عنها قد دعا إلى تنظيم هذه المظاهرة؛ للمطالبة بنبذ العنف الذي شهدته الاحتجاجات التي نظمتها المعارضة المصرية مؤخرا، مثل قطع الطرق ومحاولات اقتحام وإحراق مقار حكومية وحزبية.
وشارك في هذه المظاهرة: "جماعة الإخوان المسلمين" (بشكل رمزي)، و"حزب الوسط"، فيما غاب حزب "النور" وحزب "الوطن" و"الجبهة السلفية".
وشهدت لافتات رافضة للعنف الاحتجاجي الذي شهدته بعض المدن المصرية مؤخرا، حملت عبارات من قبيل: "ضد الفوضى التي تدفع إليها جبهة الإنقاذ"، في إشارة إلى جبهة الإنقاذ المعارضة، و"ضد العنف الذي تبدو عليه مؤسسات الدولة"، و"ضد الفقر الذي تسببه الفوضى والضعف".
كما ردد المشاركون في هذه المظاهرة هتافات داعمة للرئيس المصري ولتطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد أبرزها: "إسلامية إسلامية"، "مرسي هو الرئيس.. حد تاني غيره مفيش (لا يوجد)"، "مصر هتفضل (ستبقى) إسلامية.. رغم أنوف العلمانية".
وأمام قصر القبة الرئاسي، شمال شرق القاهرة، لم يختلف المشهد كثيرا عن مشهد مظاهرة جامعة القاهرة من حيث انخفاض أعداد المتظاهرين، بشكل "لافت" مقارنة بالجمع الثلاثة الماضية التي شهدت أعداد قدرت بعشرات الآلاف.
وأفاد مراسل الأناضول بان أعداد المتظاهرين المعارضين للرئيس المصري في أوقات الذروة لم تتجاوز بضعة مئات، لافتا إلى استمرار التظاهرات حتى الساعة 18:00 تغ بتوقيت جرينتش بشكل سلمي قبل أن تندلع اشتباكات بين قوات الأمن وبعض المحتجين.
وبدأت الاشتباكات عقب قيام بعض المحتجين بإلقاء قنابل حارقة على أسوار قصر القبة ليقع بعضها خلف الأسوار؛ ما تسبب في اندلاع نيران.
وقبل بدء هذه الاشتباكات اتسم المشهد بالسلمية، ولم تكن هناك نيه لدى المتظاهرين المعارضين للرئيس المصري للاعتصام، بحسب لقاءات أجراها مع عدد منهم.
وربما يعود انخفاض أعداد المتظاهرين إلى غياب قوى المعارضة الرئيسة عن الدعوة إليها وخاصة جبهة الإنقاذ، واقتصار الدعوات على حركات وائتلافات شبابية، بحسب مراسل الأناضول.
وكانت حركات وائتلافات شبابية قد دعت للتظاهر، اليوم الجمعة، أمام قصر القبة وذلك بعدما ترددت أنباء بأن الرئيس المصري لم يعد يدير شؤون البلاد من قصر الرئاسة الاتحادية بمدينة نصر، شرق القاهرة، نتيجة أعمال العنف الاحتجاجي التي تمت خلال الأسابيع القليلة الماضية وأنه انتقل إلى قصر الرئاسة بمنطقة قصر القبة.
وردد المتظاهرون اليوم هتافات مناهضة للرئيس المصري وجماعة الإخوان المسلمين منها: "يسقط كل من خان.. العسكر والإخوان" في إشارة إلى المجلس العسكري الذي حكم البلاد لفترة انتقالية سبقت انتخاب الرئيس محمد مرسي، و "يلا يا مرسي جينالك (جئنا إلى) دارك.. مش خايفين (لا نخاف) من ضرب نارك"، يالا يا مصري انزل من دارك.. محمد مرسي هو مبارك"، في إشارة إلى الرئيس السابق حسني مبارك التي أطاحت به ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011.
كما حمل المتظاهرون لافتات مناهضة لجماعة الإخوان والرئيس المصري، من بينها: "الدستور للمصريين مش (ليس) للإخوان المسلمين" و "دم المصري مش (ليس) رخيص مرسي مينفعشي (لا يصلح) رئيس".
غياب قوى المعارضة الرئيسية المشكلة لجبهة الإنقاذ عن مظاهرة القاهرة أمام قصر القبة، عوضه، بحسب مراسلي الأناضول، ظهور لبعض هذه القوى في مظاهرات ومسيرات شهدتها بعض المدن المصرية اليوم.
ومن هذه المدن: مديني طنطا والمحلة في محافظة الغربية (بدلتا النيل)، ومدينة الفيوم (جنوب غرب القاهرة)، ومدينة المنيا (جنوب مصر)، ومدن كوم حمادة ودمنهور وكفر الدوار في محافظة البحيرة (بدلتا مصر)، و مدنيتي دسوق وكفر الشيخ بمحافظة كفر الشيخ (بدلتا النيل)، ومدن قناة السويس الثلاثة: السويس، وبورسعيد والإسماعيلية.
وتنوعت مطالب المتظاهرين في هذه المدن وتركزت في مجملها حول مطالب بالقصاص لضحايا أحداث العنف الاحتجاجي الأخيرة والتي بدأت مع إحياء الذكرى الثانية لثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، إضافة إلى تعديل الدستور، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، فيما ذهب البعض إلى مطالب بإسقاط النظام بأكمله.
ولم تخلو احتجاجات المحافظات من أعمال العنف التي استخدم خلالها محتجون زجاجات حارقة والحجارة فيما استخدمت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع في تصديها للمحتجين، كما لجأ محتجين في بعض المدن إلى قطع السكك الحديدية وتعطيل بعض المرافق الحيوية.