أصدر الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة المصري بيانا منذ قليل وجهه إلى "جموع المثقفين والفنانين وكافة القوى الوطنية" يؤكد فيه استجابته للمطالب بعودته للوزارة بعد أن أعلن عن استقالته فجأة في ختام معرض القاهرة للكتاب، ولم يعلق على سبب الاستقالة ما فتح الباب للتكهنات حول حالة العنف التي اجتاحت البلاد أو الاعتراض على الحكومة الحالية. وقال عرب في بيانه : "لقد قبلت مسئولية وزارة الثقافة خلال فترة تاريخية تعد من أصعب الفترات التي مرت بها مصر خلال تاريخها الحديث، وكنت ومازلت على ثقة بأن الثقافة المصرية بتفردها وغناها وتنوعها كانت بمثابة العامل الأكثر تأثيرا في جعل مصر رائدة لأمتنا العربية فضلا عن احترام العالم وتقديره لنا .
ونظرا للمصاعب الهائلة التي واجهتها الوزارة ، فقد حاولت ومعي كل الزملاء التغلب على كل هذه الصعاب رغم قلة الإمكانات المالية، وفي أحيان كثيرة كان المشهد برمته خطيرا ومؤثرا لدرجة أنني أقدمت على تقديم استقالتي عازما على العودة إلى عملي الأصلي أستاذا للتاريخ الحديث ورغم اجتماعي بالدكتور هشام قنديل وإطلاعه على المصاعب التي تواجه عمل الوزارة، فضلا عن المشهد السياسي الذي أخرج المصريين عن تسامحهم ، ورغم ذلك فقد بقيت على موقفي رافضا العودة . إلا أن مشاعر زملائي وأصدقائي من جموع المثقفين والفنانين ورؤساء القطاعات والهيئات وجموع العاملين في الوزارة ، الذين أحاطوني بكل هذه الثقة ، تأكيدا على أهمية المرحلة وخطورة الموقف بما يستوجب العودة إلى مهمتي حفاظا على مؤسسات وزارة الثقافة .
لذا فقد قبلت دعوتهم إيمانا مني بأنها مدة قصيرة إلى أن يتحدد مصير هذه الوزارة، سواء باستمرارها إلى حين الانتهاء من انتخابات مجلس النواب، أو إلى أن ينتهي الحوار الوطني بالرأي الذي يحقق المصالح الوطنية . والله والوطن من وراء القصد " .