نشرت جريدة الجارديان البريطانية تقريرا تتهم فيه الربيع العربي بالهجمات المتواصلة على الطوائف المسيحية من العراق وتقويض الكفاح بمصر وضياع الحريات وظهور فصل الشتاء المسيحي . وقالت : من المعروف أن المسيحية هي استيراد من الشرق الأوسط وليس تصدير إليها ، وأن المسلمين هم الأساس في حضارات الشرق الأوسط المتعاقبة لقرون عديدة ، وعدم رفض أساقفة كبار مثل الأسقف البريطاني روان ويليامز أدخال اجزاء من الشريعة الإسلامية لتطبق على مسلمي بريطانيا في وقت من الأوقات .
ورغم هذا الترابط والتلاحم للواقع الإسلامي الذي لم يرفض الجماعات الدينية الأخرى ، يجده محرر الموضوع متناقضا مع ما يحدث اليوم .
فبالرغم من ارتفاع مظاهر التدين اليوم في الشرق الأوسط ، إلا أن البيئة الدينية أصبحت أكثر هشاشة وتعطى فرصة لظهور فصل الشتاء المسيحي .
بل ويسعى بعض الإسلاميين ، وفق الكاتب بالجريدة، للتخلص والتطهر من الجماعات الدينية وطردهم من أراضيهم ، وقد هذا التعصب الحاد منذ أحداث 11 سبتمبر ، غير أن جذورها تسبق هذا الحدث فتمتد إلى ما قبل ذلك بفترة طويلة من السياسات الأولة لجورج دبليو بوش . تشير الجريدة إلى أنه في مصر انتقلت أعداد كبيرة من المسيحيين الأٌقباط إلى الخارج استجابة لموجة من التمييز والقمع المباشر . وقالت أنه على الرغم من أعداد المسيحيين لا يقل عن 5.1 مليون نسمة من مجموع 80 مليون نسمة ، إلا أنهم يعدهم الإسلاميون خطرا ولذا فقد لاقوا اضطهادا وهجوما على الكنائس من قبل السلفيين ، خاصة بعد أن أقر الرئيس المصري محمد مرسي الدستور المصري الذي يعاملهم كمواطنين من الدرجة الثانية . تواصل الجريدة : هذا ما يحدث في بلدان الربيع العربي الأخرى فنجد في سوريا حادث اقتحام الكاتدرائية الكاثوليكية السورية في بغداد قبل عامين وقتل أكثر من 50 شخصا وتشويه العشرات . ومازال الصراع قائما ضد المسيحيين في سوريا وهو ما جعل الآلاف منهم يهربون خارج سوريا خوفا من الميلشيات الإسلامية التي تسعى لمحو كل ما هو مسيحي . تستطرد الجريدة البريطانية : حتى في المجتمعات المتحضرة مثل تركيا يوجد تميز ضد المسيحيين وعقوبات للمرتدين من المسلمين – المتحولين إلى المسيحية – وهو ما يواجهه المتحولون للمسيحية أيضا في إيران والبحرين والسعودية وقطر والكويت وسلطنة عمان واليمن . ومن هذه العقوبات خسائر في الممتلكات وبطلان الزواج وجرائم شرف من قبل أفراد أسرة المتحول نفسه ، بالإضافة إلى السجن والتعذيب والترهيب الجسدي . والمشكلة تمتد إلى خارج العالم الإسلامي لتشمل الهند والعالم الشيوعي وحتى المجتمعات ذات الأغلبيةة البوذية مثل بورما وسيريلانكا . ونظرا لأن الدين سيظل موجودا مهما زادت موجة العلمانية في دول العالم ، فإن المرجعية والأساس في هذه النقطة هي حرية الضمير والدفاع عن حرية الدين والتعايش بين أصحاب الديانات جميعا .