كشف اللواء شريف الحسيني، مدير إدارة التفتيش السابق بمديرية أمن الإسماعيلية عن حقيقة حركة تصفية وتنقلات ضباط الشرطة منذ أيام قليلة، والتي كان قد أصدرها اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية السابق، مؤكدًا أنها جاءت تحايلا على المصريين في الوقت الذي مازال فيه عدد كبير من قيادات الشرطة بمناصبهم والذين كانت عليهم أكثر من علامة استفهام. وأشار الحسيني ان وزير الداخلية احتفظ بعدد كبير من القيادات التي مارست نفوذها ضد الثورة امثال مدراء الامن في المحافظات واكتفى بنقلهم من اماكنهم في الوقت الذي امر فيه بخروج عدد 480 عميد شرطة من الخدمة بعد ترقيتهم الى رتبة لواء وهو ما يعد تحايلا على مطالب الثوار التي نادت باستبعاد قيادات الداخلية التي ادينت في قتل المتظاهرين في احداث يناير.
وأضاف اللواء الحسيني أن ما تم الإعلان عنه من تصفية عدد 505 من قيادات الشرطة هو تعبير غير دقيق وكان الأولى أن يعلن عن خروج 25 لواءً فقط من الخدمة والاكتفاء بنقل الآخرين، بالإضافة إلى تصفية دفعة كاملة من العمداء بعد ترقيتهم لرتبة لواء.
وتعجب مدير إدارة التفتيش السابق من هذا القرار، خاصة أنه بذلك يتم القضاء نهائيًّا على كوادر الداخلية ذات الأيادي البيضاء حيث إن الكثير منهم لديه رصيد هائل من حب وتعاطف المواطنين من خلال دورهم البارز في مشاركة المتظاهرين أثناء ثورة يناير.
وصرح اللواء الحسيني ل"محيط" أن اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية أراد من هذا القرار كسب ثقة وإرضاء الثوار مع الاحتفاظ بقيادات الشرطة لما لهم من خبرة طويلة، خاصة وأنه كان بعيدًا عن الخدمة لأكثر من 17 عامًا، لذلك فهو فضل التضحية بدفعة كاملة من كوادر الداخلية بالرغم طهارة أيادي الكثير منهم، وكان من الأفضل ترقيتهم ودفعهم إلى مركز القيادة من أجل ضخ دماء جديدة ذات فكر راقي.
يذكر أن اللواء وزير الداخلية كان قد أعلن منذ أيام عن خروج 505 ضباط بالشرطة من الخدمة وأحالهم إلى التقاعد وكذلك نقل عدد كبير من قيادات وضباط الداخلية، ووصفها بأنها أكبر حركة تنقلات في جهاز الشرطة.