حتى لا ينطفىء وهج ريشته التي قاوم بها النظام الديكتاتوري السوري حتى كسرت أصابعه مدافعا عن أبناء شعبه وحريتهم، نظمت جمعية الكاريكاتيرين المصرية برئاسة الفنان أحمد طوغان، ومتحف الكاريكاتير بالفيوم الذي أنشأه الفنان محمد عبلة، معرضا لأعمال الفنان علي فرازات في "أتيلية القاهرة". انقسم المعرض إلى قسمين، ضم الأول 24 لوحة كاريكاتيرية من أحدث أعمال الفنان السوري علي فرازات، والقسم الثاني ضم أعمال بعض الفنانين الكاريكاتيريين المصريين مثل أحمد طوغان، محمد الصباغ، مصطفى الشيخ، حسن فاروق، حسن فداوى، وسميرعبد الغنى، وكذلك جورج البهجوري بالإضافة إلى لوحة رسمها الفنان محمد عبلة تضامنا مع فرازات. ولوحة تشمل عرائس صغيرة يكتب أعلاها "الشعب يريد اسقاط بشار". تهكمت لوحات فرازات الكاريكاتيرية على النظام السوري، بل وعلى كل أنواع القمع والظلم التي تقع فيها الشعوب العربية حتى أصبح من أشهر فناني الوطن العربي؛ حيث عملت ريشته على فضح الحكومات ورؤوس الفساد باسلوب رمزي .
لم يكتب فرزات تعليقات على أغلب لوحاته لتكون السخرية مرئية وتحمل دلالات كثيرة يفهمها الجمهور، ولهذا لم يكن مستغربا أن يقف الجمهور بالشموع أمام منزله وفي عواصم عربية عدة حين اعتدى عليه "شبيحة" نظام بشار بسبب تأييده للثورة، وذلك فجر يوم 25 أغسطس، ما أسفر عنه إصابات بالغة لفرزات وتكسير لأصابعه وجروح متفرقة بأنحاء جسده .
وصفه المثقفون العرب بأنه روح الاحتجاج الثوري الجديدة، والمتنبيء بها منذ سنوات طويلة.
ولد فرازات في مدينة "حماة" عام 1951، وكان يهوى الرسم منذ كان طفلا، نشر له أول رسما في جريدة "الأيام" السورية حينما بلغ من العمر أثنى عشر عاما، ومنذ ذلك الوقت وهو يمارس إبداعه بدأب شديد، حتى أصدر مجلة "الدومري" في السيتينيات، والتي كانت تنتقد الفساد والاستبداد والظلم.
بعدها ألغى النظام السوري رخصة المجلة وأغلقها، ومُنع فرزات من ممارسة إبداعه في الصحف السورية، فتوجه إلى الشبكة العنكبوتية الكبيرة ليقيم موقعا إلكترونيا باسمه ينشر فيه رسوماته ويتواصل مع جمهوره.
وفي المعرض نجد لوحات تعبر عن معاونة المناضلين البؤساء لبعضهم، ورجلا في لوحة أخرى يرتدي وجه حمار، ونرى قلما يتحول رأسه إلى رأس "مثقف سلطة"، تخنقه المخابرات بحبل لتعوق حركته.
هناك لوحة تصور جبروت رجل قاس من الأمن يجبر جميع الناس أمامه على الإنبطاح أرضا. كما يصور فرزات في لوحة أخرى رجلين يتجاوران في الحديث بمؤتمر جماهيري ثم يضرب كل منهما الآخر . وهو يعبر عن انتخابات مجلس الشعب السورية بلوحة يرسم فيها ثلاثة أشخاص يبتسمون بمكر قائلين "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم .. انتخبونا".
يذكر أن على فرازات فاز بالعديد من الجوائز، من بينها الجائزة الأولى في مهرجان "صوفيا" الدولي في بلغاريا عام 1987، جائزة "الأمير كلاوس" الهولندية عام 2003 عن رسومه الكاريكاتورية التي تنقد الاستبداد والديكتاتورية.ويستمر المعرض في اتيلية القاهرة لمدة اسبوعين.