أعرب وزير الخارجية محمد كامل عمرو عن أمله في نجاح الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي فى بلورة خطة عمل لتكثيف العمل السياسي وتعزيز التعاون الاقتصادي المشترك في مواجهة التحديات التي نواجهها. وقال عمرو ? في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي التي بدأت أعمالها اليوم الاثنين بالقاهرة – إن القضية الفلسطينية تقع على رأس التحديات التي نواجهها على المستوى السياسي ...مؤكدا أنها تعد حجر الزاوية لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط ... بل والعالم أجمع .
وشدد على ضرورة أن تتواكب قرارات الدول الإسلامية مع التطورات السريعة والتوسع المحموم في بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة ... بما فيها القدسالشرقية... والذي زادت وتيرته عقب حصول فلسطين على وضعية الدولة المراقب غير العضو بالأمم المتحدة ..
وعبر وزير الخارجية محمد كامل عمرو عن تطلع مصر إلى العمل مع الدول الإسلامية لوضع حد للمأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري الشقيق... جراء مطالبته بالحرية والكرامة والديمقراطية، معربا عن ثقته في قدرة الدول الإسلامية على الخروج بقرارات محددة تلبي تطلعات هذا الشعب العظيم... وتحفظ وحدة وسلامة أراضيه... ونسيجه الوطني... ومقدساته... وتراثه الديني والثقافي.
وأكد عمرو أن القمة الإسلامية تعد فرصة جديدة للتأكيد على الأولوية البالغة التي توليها مصر لعقد المؤتمر الخاص بإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى، والذي كان من المقرر عقده في 2012 في فنلندا، في أسرع وقت ممكن، تنفيذا لما توافقت عليه الدول أعضاء معاهدة عدم الانتشار النووي خلال مؤتمر مراجعة المعاهدة عام 2010.
وقال "آمل أن نجعل مؤتمرنا هذا نقطة فارقة وعلامة مضيئة في تاريخ عملنا الإسلامي المشترك... وأن نكون على قدر طموحات وتطلعات شعوبنا ... وأقدر أن تحقيق ذلك يرتبط أيضا بنجاحنا في تعزيز أواصر التعاون الاقتصادي وأطر التجارة البينية فيما بين دولنا الأعضاء وتعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي بيننا ... وكذا التعاون فى مجالات الصحة والبيئة والمعلومات والثقافة والتعليم والبحث والابتكار".
وفى ختام كلمته ، رحب عمرو بضيوف مصر أعضاء منظمة التعاون الإسلامي ضيوفا أعزاء في بلدهم الثاني مصر التي تشرف باستضافة فعاليات الدورة ال12 لمؤتمر القمة الإسلامي في لحظة تاريخية يسعى فيها المصريون إلى بناء دولتهم الجديدة على أسس الحق والعدالة والحرية والديمقراطية بعد ثورة عظيمة أعادت لمصر دورها ومكانتها.
وبدوره.. أكد أكمل الدين إحسان أوغلي أمين عام منظمة التعاون الإسلامي أن القمة الإسلامية بالقاهرة التي تعقد يومي الأربعاء والخميس القادمين تكتسب أهمية خاصة لأنها تعقد في ظروف استثنائية وفي ظل تحديات هائلة يتعرض لها العالم الإسلامي، معتبرا أن الفترة التي يمر بها العالم الإسلامي هي من أدق الفترات منذ نهاية الحرب العالمية الأولى.
وقال أوغلي في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة الإسلامية إن الميثاق الجديد لمنظمة التعاون الإسلامي والخطة العشرية التي وضعتها المنظمة هما خير وسيلة لتجاوز الأزمة الحالية التي يمر بها العالم الإسلامي.
وأضاف أن التعاون الاقتصادي والسياسي سيساعدنا في الخروج من هذه الأزمات، مشيرا إلى وجود عوامل داخلية وخارجية وراء هذه الأزمات.
وطالب القمة بتبني استراتيجيات واضحة لدعم فلسطينوالقدس والعمل على رفع الحصار عن غزة، موضحا أنه سوف يكون هناك في اليوم الأول للقمة جلسة خاصة لمناقشة موضوع الاستيطان.
وأشار أوغلي إلى أن الوضع في مالي والساحل الإفريقي مثار قلقنا جميعا لما يمثله من زعزعة للاستقرار في المنطقة، معربا عن دعم المنظمة لجهود الحكومة الانتقالية الرسمية في مالي لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها الجماعات المسلحة.
ولفت إلى أنه قام بتعيين وزير خارجية بوركينا فاسو جابريل باسولي مبعوثا لمنظمة التعاون الإسلامي للأزمة في مالي ومنطقة الساحل الأفريقي.
وطالب جميع الأطراف بأن تسعى لوضع إطار لمصداقية المفاوضات، وقال إن نتيجة الاتصالات التي قمنا بها أمس ولقاءاتي مع باسولي إنه تم الاتفاق على عقد اجتماع مفتوح بعد غد الأربعاء قبيل القمة للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى الوزراء لبحث الأزمة في مالي.
وشدد على ضرورة خروج القمة بموقف موحد لرفع المعاناة عن الشعب السوري، مشيرا كذلك إلى المشكلات العديدة التي تعاني منها عدد من الدول الإسلامية وتتعامل معها المنظمة مثل أفغانستان والصومال ومشكلات الأقليات المسلمة في ميانمار وجنوب تايلاند والفلبين.