قتل ما لا يقل عن 15 شخصاً في اشتباكات في مختلف أنحاء سوريا، في وقت شهدت فيه بلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق غارات جوية يشنها الطيران الحربي، وقصفا من المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مقاتلين من لواء "الفرقان" و"جبهة النصرة" و"لواء القادسية" و"المجلس الثوري" وعدة كتائب أخرى اقتحموا مقر فرع "الأمن السياسي" في مدينة دير الزور الواقعة شرق سورية. وذكر المرصد، في بيان اليوم الثلاثاء، أن عملية الاقتحام جاءت بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ عدة أيام.
وتعرضت الأحياء السكنية في مدينة تلبيسة بحمص لقصف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، في حين سقطت في حلب قذيفتين في محيط فرع المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء.
وكانت لجان التنسيق المحلية أعلنت مقتل 114 شخصا الاثنين معظمهم في حمص ودمشق وريفها . وعلى الصعيد السياسي ، اعتبرت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر تصريحات رئيس الحكومة الروسية ديمتري ميدفيديف حيال سوريا ومصيربشار الأسد "تعبر عن موقف جديد لروسيا تجاه الأزمة في سوريا". وأعرب فهد المصرى المتحدث الإعلامي مسئول إدارة الإعلام المركزي بالقيادة المشتركة للجيش السوري الحر والمقيم بباريس فى تصريح صحفى اليوم الثلاثاء - عن أمله أن تأخذ هذه التصريحات طريقها نحو التفعيل العملي في مجلس الأمن الدولي وفي وقف مد النظام السوري بالسلاح ووقف دوامة العنف بما ينسجم مع روح هذه التصريحات وتخدم قضية الشعب السوري ومطالبه في التغيير وتحفظ مصالحه المشتركة مع الدول والقوى الإقليمية والدولية. وقال المصرى "إننا ننظر لروسيا كدولة لها صداقة وعلاقات ومصالح عميقة وتاريخية مع الشعب السوري..وكنا نأمل لو أنها وضعت مصلحة الشعبين السوري والروسي فوق كل الاعتبارات لأننا حريصون على علاقات مستدامة مع الدول والأصدقاء وتحقيق سياسة التوازن الاستراتيجي في علاقة سوريا الجديدة مع المجتمع الدولي إلى جانب حرصنا على تفعيل القانون الدولي ودور الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي في إنقاذ الشعب السوري بعد أن أمعن النظام السوري في القتل والتدمير لمدننا وقرانا والتهجير والتشريد للملايين من مواطنينا". وأضاف أن سوريا اليوم أصبحت مدمرة وعلى أكثر من صعيد ساهم بذلك بشكل أساسي تخاذل المجتمع الدولي وعدم تعاطيه بشكل جدي مع الملف السوري "مما حفز دخول بعض الأطراف والقوى المتشددة أو المتطرفة على خط الثورة السورية بغية أن تنحرف عن مسارها الصحيح وتحقيق أجندات غريبة عن المجتمع السوري وتطلعاته".
وقال فهد المصرى المقيم بباريس "إننا في سباق مع الزمن لوضع حد ونهاية لمآسي شعبنا ومنع ظواهر التطرف والفتنة التي ما فتىء الرئيس السورى بشار الأسد يسعى جاهدا لبثها وتشجيعها وتكريسها"، محذرا أن من يراهن على انتصار الأسد فهو خاسر قطعا "فالأسد جزء أساسي من الشكلة وليس الحل ويجب إزاحته في إطار أية تسوية يرضى عنها الشعب السوري". وأضاف المتحدث أن تاريخ العلاقات السورية الروسية يؤسس على ثوابت ومبادىء تاريخية تقف إلى جانب قضايا الشعب السوري واستقرار المنطقة "وليس نظام الأسد" . وذكر أن "الشعب السوري العظيم قد قال كلمته وقرر مصير الأسد ونظام حكمه مع سقوط أول شهيد من أبنائنا وآن الأوان لمنح الشعب السوري حقوقه المشروعة في بناء دولته ونظامه السياسي متطلعين أن يتخذ أصدقاء سوريا التاريخيون مواقفا واضحة لا لبس فيها وترفع الغطاء السياسي عن الأسد ونظامه الذى قام بالقتل والتدمير وتمد يد العون والدعم للشعب السوري ولإعادة الإعمار والبناء". وقال المصرى "أننا واثقون من انتصار إرادة شعبنا الثائر الصامد على قوىالبغي والعدوان وعلى القوى الظلامية وتحقيق التغيير المنشود وبكامل مطالب الثورة السورية". ودعا كافة الأطراف إلى تبني استراتيجية جديدة لإيجاد مخرج للأزمة تضع حدا لحمامات الدم وعمليات التدمير والتشريد الممنهج وتسمح للشعب السوري بتحقيق مطالبه وبناء دولة مدنية على أسس ديمقراطية ودون أي إقصاء أوتهميش أو تمييز بين كامل مكونات المجتمع السوري.