أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن دعم جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية هي الأساس لتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني وتمكينه من نيل حقوقه المشروعة. وشدد الملك عبد الله الثاني ، خلال استقباله اليوم الاثنين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ، على أن الاعتراف الأممي الذي تحقق بحصول فلسطين على صفة دولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة يعد خطوة أساسية على طريق استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه خصوصا إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.
وذكر بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي أن العاهل الأردني لفت في هذا الإطار إلى سلسلة اللقاءات التي أجراها مؤخرا مع عدد من الأطراف المؤثرة في عملية السلام إقليميا ودوليا لحثهم على بذل الجهود لإعادة إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإخراج العملية السلمية من دائرة الجمود ووضع إطار زمني واضح لإحراز حل الدولتين الذي يعد السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأكد الملك عبد الله الثاني ،خلال اللقاء الذي حضره الوفد المرافق لخالد مشعل، أن الأردن مستمر في القيام بواجبه تجاه الأشقاء الفلسطينيين للتخفيف من معاناتهم عبر تقديم المساعدات الممكنة للشعب الفلسطيني لتجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها.
ومن جهته، أعرب مشعل عن تقديره للجهود التي يبذلها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لدعم صمود وثبات الشعب الفلسطيني، مثمناً الخدمات التي يقدمها المستشفى الأردني العسكري الميداني في قطاع غزة إلى جانب مبادرات الملك المختلفة ورعاية مشاريع الأعمار في القدس.
وأكد أن حركة حماس تحرص على كل ما يعزز وحدة وتماسك الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته كما أنها ترفض رفضا قاطعا كل طروحات "الوطن البديل" وتؤكد حق الفلسطينيين في استعادة حقوقهم كاملة
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في تصريح للصحفيين عقب اللقاء "إننا تشرفنا بلقاء الملك عبد الله الثاني ونحن نأتي للأردن للتشاور مع القيادة الأردنية حول مجمل القضايا خاصة القضية الفلسطينية".
وأضاف مشعل" إن هناك درجة عالية من التفاهم والتقارب .. ونحن حريصون على المزيد من التنسيق مع القيادة الأردنية".
وأوضح أن الموضوع الرئيسي في اللقاء كان القضية الفلسطينية ومستقبلها خاصة في أعقاب الانتخابات الإسرائيلية والانتخابات الأمريكية وفي ظل الجمود الذي تعاني منه القضية والمنطقة عامة، مشيرا إلى أن اللقاء تناول أيضا موضوع المصالحة الفلسطينية ومختلف القضايا في المنطقة.
وقال مشعل إن المصالحة الفلسطينية ماضية بخطوات جيدة .. وخطواتنا في القاهرة في الأسابيع الماضية كانت ممتازة خاصة في ظل الثقل الذي ألقاه الرئيس الدكتور محمد مرسي حول المصالحة ..ووضعنا جدولا زمنيا للخطوات التي سنمضي بها في الأسابيع والشهور المقبلة في الملفات الخمسة وهي الحكومة، ومنظمة التحرير الفلسطينية ، والانتخابات، والحريات العامة، والمصالحة المجتمعية بحيث تكون رزمة واحدة بمسارات متوازية".
وأعرب مشعل عن تفاؤله تجاه المصالحة الفلسطينية، مؤكدا أهمية الدور الأردني بقيادة الملك عبد الله الثاني في تحقيق المصالحة، وقال" إنه على المجتمع الدولي أن يحترم حاجة الفلسطينيين إلى إنهاء الانقسام".
وأضاف أن العلاقة الأردنية- الفلسطينية معروفة تاريخيا .. ونحن حريصون على التكامل والتنسيق، ولكن مع احترام خصوصية كل حالة"، مؤكدا أن الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين وأي حديث عن العلاقة بين الدولة الأردنية والدولة الفلسطينية هو حديث بعد قيام الدولة الفلسطينية على الأرض عندها نبحث في صيغ العلاقة.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل "إن الحديث عن الكونفدرالية الآن قبل أن تقوم الدولة الفلسطينية هو حديث مرفوض ونحن مع قيام الدولة الفلسطينية أولا على الأرض بعد ذلك نتفاهم على كل العلاقة ذات الخصوصية التي تخدم مصلحة الأردن ومصلحة فلسطين".
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قد بدأ أمس"الأحد" زيارة رسمية للأردن تستغرق عدة أيام.
ويشار إلى أن مشعل ووفد مرافق له من كبار قيادات حركة حماس كان قد زار عمّان بصحبة ولى العهد القطرى الشيخ تميم بن حمد آل ثانى في التاسع والعشرين من يناير 2012 كأول زيارة رسمية له للأردن منذ عام 1999.
ويذكر أن الأردن لم يستقبل رسميا- قبل تلك الزيارة- أي مسئول في حركة "حماس" منذ إبعاد خمسة من قادتها بينهم خالد مشعل إلى قطر عام 1999 .
وكانت الحكومة الأردنية قد سمحت نهاية شهر سبتمبر 2011 لخالد مشعل بدخول البلاد لزيارة والدته المريضة بناء على طلبه ولفترة محدودة بعد أن كانت سمحت له بزيارة مماثلة قبل أكثر من عامين لحضور تشييع جثمان والده الذي توفي في عمّان.