وضعت حكومة الرئيس عبد الله النسور استقالتها عمليا بين يدي الملك عبد الله الثاني ترقبا لتشكيل حكومة جديدة بدأ التشاور مبكرا على مستوى دوائر صناعة القرار بخصوصها دون أي ملامح واضحة من أي نوع حتى الآن. وذكرت "جريدة "القدس العربي" الفلسطينية أن مشاورات معمقة تجري في مؤسسة القصر الملكي بين المستشارين وكبار أركان الدولة لصياغة الخطوة الأولى في التعامل مع الوضع الجديد في البرلمان بعد انتخاب مجلس النواب ال17.
واستبعدت في السياق مصادر مقربة جدا من رئيس الوزراء عبد الله النسور رغبة الرجل في إعادة التكليف على أساس أن حكومته حرقت أوراقها مبكرا وهي تعلن قبل البرلمان الجديد بأنها سترفع أسعار الكهرباء خوفا على إفلاس الخزينة.
ولم يعرف بعد ما إذا كانت الحكومة التي ستتشكل في غضون الساعات أو الأيام القليلة المقبلة وقبل يوم الثالث من شهر فبراير/ شباط على الأرجح ستكون الحكومة التي قال القصر الملكي أنها ستتشكل وفقا لآليات جديدة وعبر التشاور مع أركان البرلمان الجديد أم المقصود الحكومة التي تليها.
وكان الإتجاه العام في الدولة قبل أسابيع بقاء حكومة النسور الحالية على أساس "تصريف الأعمال" حتى تنضج تجربة الكتل البرلمانية الجديدة وتتشكل وزارة برلمانية لكن الاتجاهات تغيرت بعدما أعلن الملك عبد الله الثاني في دافوس أمس الأول بأن حكومة جديدة ستتشكل في بلاده في غضون أيام مباشرة بعد الانتخابات.
ويبدو أن النسور على قناعة ذاتية بأن فرص البقاء أو تكليفه مجددا قد تكون "ضعيفة" لكن وزير الاتصال في حكومته أعلن بأن الحكومة تعلم بأنها مستقيلة عمليا.
وقالت مصادر إعلامية: "إن استقالة حكومة النسور تقترب من الدخول في حيز التنفيذ وأن الأمر قد يحصل بشكل أسرع من المتوقع مشيرة إلى أن النسور نفسه ينتظر صدور إرادة ملكية بقبول استقالته دون اتضاح هوية رئيس الوزراء الجديد ولا هوية الآليات التي ستتشكل بموجبها الوزارة الجديدة.
وفي غضون ذلك، أعلن حزب الوسط الإسلامي الذي يعتبر نفسه حزب الأغلبية في البرلمان الجديد أن تشكيل الحكومة الجديدة من حقه حصريا وكذلك رئاسة مجلس النواب.
وقالت تقارير محلية أن حزب الوسط الإسلامي رشح مؤسسه المهندس مروان الفاعوري رئيسا للوزراء، كما رشح مبكرا رئيس قائمته الإنتخابية الدكتور محمد الحاج رئيسا لمجلس النواب على اعتبار أن المناصب العليا الآن من حق كتلته البرلمانية التي حازت 17 مقعدا.
ولا يلتفت نخبة من كبار أعضاء البرلمان الجديد الطامحون في رئاسة مجلس النواب لما يقوله حزب الوسط الإسلامي بالخصوص فقد بدأت مبكرا كواليس انتخابات رئاسة البرلمان بإقامة مآدب عملاقة لممثلي الشعب الجدد حيث عادت ظاهرة "المناسف السياسية" للعودة بقوة عبر دعوات كبيرة لأهداف انتخابية.
ودعا رئيس مجلس النواب الأسبق عبد الكريم الدغمي النواب الجدد للتعارف على مائدته فيما يجهز منافسه المحتمل عبد الهادي المجالي لدعوة مماثلة تشمل جميع أعضاء البرلمان الجدد.