نددت روسيا الأربعاء بإصرار المعارضة السورية على إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً أن ذلك يمثل عقبة رئيسية أمام التوصل لحل سلمي للنزاع، وقالت إن الوضع في سوريا، التي يمزقها العنف منذ مارس 2011، لا يتطلب إجلاء جماعياً للمواطنين الروس منها. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي "كل شيء يصطدم بهوس المعارضين بفكرة إطاحة نظام الأسد. طالما أن هذا الموقف غير القابل للمساومة سيبقى معتمداً، لا يمكن أن يحصل أي شيء وسيستمر الصراع المسلح وسيموت الناس".
وأوضح لافروف أن "لا سلام في سوريا إلا إذا أجرت المعارضة مفاوضات مع الأسد".
وقال لافروف إن الوضع في سوريا لا يتطلب إجلاء جماعياً للمواطنين الروس منها، في إشارة إلى إجلاء موسكو نحو 77 مواطناً روسياً عبر لبنان.
وقال لافروف "لدينا خطط مثلما هو الحال بالنسبة لأي دولة في حالة تصاعد الوضع الداخلي... ولكن مسألة تنفيذها ليست مطروحة. وحتى الآن فان تقييم سفارتنا وإداراتنا المختصة هنا لا يتطلب تنفيذ الخطط القائمة".
وفي هذا السياق ، صرح دبلوماسي روسي لوكالة الأنباء الفرنسية قائلا "إن ما يحدث ليس عملية إجلاء. وأن روسيا لا تتعرض مطلقا لأي ضغوط لكي تغادر سوريا، على اعتبار أن الكثير من المناطق في دمشق آمنة تماما وبعيدة عن العنف.
وأضاف المسؤول قائلا "كل ما في الأمر أن الخطوط الروسية لم تعد تخدم خط دمشق، لذلك فنحن نساعد حوالي 100 إلى 150 مواطنا روسيا على مغادرة سوريا من بيروت القريبة جدا. وهؤلاء هم المواطنون الذين لجأوا إلى قنصليتنا في دمشق طالبين المساعدة".
وأضاف "ستكون هناك عمليات متواصلة. وكلما لجأ المواطنون الروس إلى قنصليتنا في دمشق لطلب المساعدة، فسنعد طائرات أخرى لنقلهم".
وذكرت القناة الروسية التلفزيونية الحكومية الأولى، أن أغلب المسافرين نساء وأطفال، وأن أطباء ومختصين نفسانيين سيكنون على متن الطائرتين.
وقال ألكسي مالاشينكو، عضو مجلس البحث بمعهد كارنيجي بموسكو "إن روسيا تحاول حماية مواطنيها الذين قد يتعرضون لهجمات انتقامية إذا كان لمعارضي بشار الغلبة في هذه الحرب".
وأضاف المتحدث قائلا "إن نظام الأسد مهلهل، والذين يحاولون أخذ مكانه ليسوا ملائكة".
وكان مصدر دبلوماسي روسي قد صرح لموفد بي بي سي إلى بيروت بأن 84 مواطنا روسيا سيتم نقلهم اليوم الى روسيا عبر طائرتين روسيتين وصلتا من مطار بيروت الدولي.
وأكد المصدر أن هذه العملية ليست على الاطلاق جزءا من خطة إخلاء ولا تعليمات من موسكو بهذا الشأن كما أن ليس لها جدول زمني.
ونقل المواطنون الروس من بيروت بواسطة طائرتين الأولى طائرة نقل حربي من طراز ايل 76 والثانية طائرة صغيرة تعمل عادة على الخطوط الداخلية الروسية وهي من طراز ياك 40.
ولم يستبعد المصدر "أن تتكرر هذه الرحلات لمجموعات صغيرة من المواطنين الروس الراغبين في السفر الى بلادهم".