ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الخميس أن أزمة اختطاف الرهائن في الجزائر تثير المخاوف من احتمال توسيع نطاق الحرب الأهلية في الجزائر بعد خمسة أيام من شن القوات الفرنسية والمالية هجوما مشتركا ضد المتمردين. وأوردت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أن المسلحين الذين يرتبطون بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي احتجزوا الرهائن لمعاقبة الجزائر على سماحها لفرنسا باستخدام مجالها الجوي لشن غارات ودعم العمليات في مالي، حيث قالت المجموعة أنهم سيطلقوا سراح الرهائن فقط بعد قيام فرنسا بوقف كافة أشكال التدخل العسكري في مالي.
ونقلت الصحيفة تصريحات للمتحدث باسم المسلحين جاء فيه إن مشاركة الجزائر في الحرب بجانب فرنسا هو خيانة لدم الشهداء الجزائريين الذين سقطوا في القتال ضد الاستعمار الفرنسي. لافتة الصحيفة إلى أن الجزائر التي رأت تجنب التورط في الصراع في مالي ، نشرت مئات الجنود في المجمع النفطي الليلة الماضية، وأغلقت المنطقة ولكن بعيد عن صد هجوم مضاد.
ولم تؤكد الإدارة الأمريكية أن المختطفين لهم علاقة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب ، فيما انتقد وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا خلال زيارته لروما الهجوم على المنشأة النفطية في الجزائر واختطاف الرهائن، ولكنه قال إنه لا يعلم إذا ما كان هذا الهجوم مرتبط بطريقة ما بالوضع في مالي.
وأضافت الصحيفة أنه إذا تأكد ضلوع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب في اختطاف الرهائن فإن هذا سيكون إشارة على التدخل في الصراع مع أحد أكثر قادة القاعدة شهرة في شمال أفريقيا - مختار بالمختار- الأعور المخضرم خلال الحرب الأهلية الأفغانية والقائد الإرهابي الذي يعتبر واحد من أكثر القادة القوية والأفضل تسليحا في القارة.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن بروس هوفمان "خبير الإرهاب بجامعة جورج تاون الأمريكية قال "إن بلمختار يعتبر أهم اللاعبين وأخطر الشخصيات والمقرب من القاعدة تاريخيا ، كما أن فصيله استولى على كميات كبيرة من الأسلحة من مخازن الأسلحة الليبية بعد سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي.
وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب يعتبر أحد أكثر وأفضل الشبكات المسلحة تأسيسا وأقواها تسليحا ، وذلك بفضل ملايين الدولارات التي حصلت عليها كفدى من اختطاف الرهائن في السابق.
ويصف خبراء مكافحة الإرهاب بلمختار بقائد الفرع الجنوبي لتنظيم القاعدة في المغرب والذي سافر إلى أفغانستان في فترة المراهقة للمشاركة في معسكرات التدريب ، وخلال السنوات الأخيرة أصبح فرع القاعدة في أفريقيا أكثر نشاطا مما زاد من ملفه.
ونقلت الصحيفة عن بروس ريدل - الضابط االسابق بالمخابرات الأمريكية والمستشار في إدارة اوباما - قوله إن هذا الهجوم قد يدفع بالجزائر للقيام بدور عدائي ضد الحركة المسلحة والتي كثفت من هجماتها على الجانبين عند الحدود بين مالي والجزائر خلال الأشهر الأخيرة ،مضيفا "إن الحكومة الجزائرية حذرة جدا إلى الأن ومتحفظة بشأن التحرك ضد معاقل المسلحين في مالي".