أفادت تقارير إخبارية بأن الجيش الجزائري حرر 55 عاملاً جزائريًا وأجنبيًا كانت مجموعة مسلحة قد احتجزتهم في منشأة للنفط تابعة لشركة "بريتيش بتروليوم" في بان أمناس بولاية اليزي"1600 كم جنوب شرق الجزائر". ونقلت صحيفة "الخبر" الجزائرية في عددها الصادر اليوم الخميس عن مصدر أمني أن "جماعة إرهابية" يتراوح عدد أفرادها بين 20 و25 مسلحا اقتحمت القاعدة النفطية بعد اشتباكات استغرقت قرابة ساعتين،وأن هذه الجماعة قامت بتوزيع الرهائن إلى مجموعتين،إحداهما تضم جزائريين والأخرى تضم عمالاً أجانب، وأنه تم ربط أجسام غربيين بأحزمة ناسفة تماما مثلما تم زرع ألغام في محيط المنشأة.
ورجحت الصحيفة أن تكون الجماعة قد حظيت ب"تسريبات من الداخل" قبل تنفيذ العملية وأنها عمدت إلى قطع الكهرباء وأجهزة الراديو التي تربط الاتصال بين وحدات المنشأة.
وأشارت إلى أن الهجوم جاء متزامنا مع اجتماع إقليمي تحت مسمى "منتدى المشاريع الكبرى" احتضنته نفس القاعدة،وشارك فيه المدير الجهوي للجزائر لشركة "ستاتويل" النرويجية ويدعى فيكتور سيبرف ويعتقد أنه محتجز مع بقية الرهائن.
وكشف أحد العمال المفرج عنهم أن مسلحين يرتدون ملابس أفغانية و2 منهم تنكرا في زي عناصر أمن شركة سوناطراك،اقتحموا عليهم الغرف وأخرجوهم بالقوة إلى مطعم قاعدة الحياة وإلى ساحة مجاورة وبدأوا في التحقيق معهم،وسألوهم عن العمال الأجانب الموجودين في القاعدة، وعن أماكن تواجدهم، وبعض المعلومات الأخرى حول وجود عسكريين سابقين ضمن العمال.
في المقابل ، قال متحدث باسم الإسلاميين لوكالة نواكشوط للأنباء إن العملية جاءت ردا على التدخل الصارخ من قبل الجزائر وفتح مجالها الجوي للطائرات الفرنسية لقصف شمال مالي.
وقالت الجماعة إنها شنت الهجوم بسبب قرار الجزائر السماح لفرنسا باستخدام مجالها الجوي لشن هجمات ضد إسلاميين في مالي.
وذكرت الوكالة -التي لها اتصال بإسلاميين- أن مقاتلين تحت قيادة مختار بلمختار يحتجزون الأجانب الذين خطفوا من حقل الغاز.
وقال وزير الداخلية الجزائري لوكالة الأنباء الجزائرية إن بلمختار كان يقود المجموعة التي تضم نحو 20 فردا الذين قال إنهم ليسوا من مالي ولا من ليبيا ولا من أي دولة أخرى مجاورة.
وقاد بلمختار لسنوات مقاتلي القاعدة في منطقة الصحراء الافريقية قبل أن يؤسس جماعته الإسلامية الخاصة أواخر العام الماضي بعد خلاف فيما يبدو مع زعماء آخرين للمتشددين.
وذكرت الوكالة أن الإسلاميين قالوا إنهم محاصرون بقوات جزائرية وإن أي محاولة لتحرير الرهائن ستؤدي الي "نهاية مأساوية". وأبلغ أحد محتجزي الرهائن الوكالة أنه جرى تلغيم محيط الموقع.
وهذا هو أول هجوم معروف في سنوات لمتشددين إسلاميين على منشأة جزائرية للطاقة.