صدر حديثاً عن دار "الشروق" كتاب "كل رجال الباشا" للدكتور خالد فهمي، والذي يضع من خلال كتابه محمد علي ودولته وجيشه أمام معيار علمي، لا يرى منه حاكمًا أسطورةً ولا ديكتاتورًا، بقدر ما يضعه في الإطار التاريخي الذي جعل منه ظاهرة شديدة الأهمية في تاريخ مصر الحديث. وفي كلمة "الناشر" عن الكتاب يقول أنه يقدم تاريخ مصر "من أسفل" عبر اهتمامه بالمحكومين أكثر من الحكام، وهو أسلوب كان نادرًا في الكتابة عن تاريخ مصر قبل ظهور طبعته العربية الأولى عام 2000. وقد نجح في أن يمسك بصوت ذلك المصري المحكوم دون التورط في تعميمات عاطفية. ويقدم الكتاب إضافة علمية وفلسفية مهمة إلى دراسة مفهوم السلطة وتشكُّلها عبر التاريخ، باتخاذ دولة محمد علي نموذجًا، ووتحليل وثائق وخطابات الجيش المصري في ذلك العصر، ويستكشف عبر الغوص فيها تشكُّل تلك السلطة وتطورها في واحدة من أكثر تحولاتها التاريخية تأثيرًا - ربما - إلى الآن. ويهدف الكتاب إلى فتح عيون المؤرخين والقراء على وثائق شديدة الخصوصية، وحوَّل كثيرًا من الموروثات لتصبح مصادر لصناعة التاريخ، فدخل أرشيفات اعتُبرت قبل هذا الكتاب في عداد المجهولة أو المنسية. ووفقاً ل "أ ش أ" من المقررأن تقيم مكتبة "الشروق" حفل توقيع وندوة يوم الاثنين الموافق 19 سبتمبر/ آيلول لمناقشة الكتاب بحضور المؤلف وعدد من المهتمين. يذكر أن مؤلف الكتاب خالد فهمي درس الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، قبل أن ينال الدكتوراه عام 1993 من جامعة أوكسفورد. عمل في جامعتي برنستون ثم نيويورك أستاذًا مساعدًا ثم مشاركًا لتاريخ وعلوم الشرق الأوسط، وهو الآن رئيس قسم التاريخ بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة. صدر له العديد من الأبحاث والمقالات المهمة، بالإضافة إلى عدد من الكتب التي صاغت رؤية جديدة في دراسة التاريخ المصري الحديث منها كتاب "الجسد والحداثة" عن تاريخ الطب والقانون في مصر الحديثة، بالإضافة إلى كتابه "محمد علي" الذي تصدر ترجمته العربية عن دار الشروق 2011.