حذرت صحيفة"الرياض"، في افتتاحيتها اليوم الاثنين، من مخاطر دعوات طرد اللاجئين السوريين من لبنان، واصفة هذه الدعوات بأنها تصب في مصلحة إسرائيل وأعداء الأمة العربية وأعداء لبنان وسوريا اللذان كانا دوما كالجسد الواحد. وذكرت الصحيفة أن دعوات ترحيل اللاجئين الفلسطينيين من لبنان قديمة قدم وجودهم على أراضيه بعد النكبة عام 1948، لكن الجديد هو دعوات البعض في لبنان لترحيل اللاجئين السوريين وإغلاق الحدود معهم.
وأضافت الصحيفة:"القراءة الموضوعية أن البلدين ظل خيارهما التعايش والتقارب حتى إن الدخول بالهوية فقط بينهما أكد روح التلاقي ، بل إن لبنان أساء لسوريا طيلة عدة عقود عندما ظل ملتقى المؤامرات من قبل السفارات الأجنبية الشرقية والغربية في إحداث التغييرات في سوريا تحديدا".
ورأت أن "خروج هذه المطالب في وقت محنة الشعب السوري، أمر يثير البغضاء بينهما لأن سوريا ظلت صاحبة الفضل على لبنان اقتصاديا وسياسيا"، على حد تعبيرها.
ألمحت الصحيفة إلى أنه إذا كان القصد الضغط على الشعب السوري فهي مشكلة قد لا تكون آثارها اليوم والمؤكد أن رحيل الأسد ، ووجود حكومة وطنية، سوف يزيلان آثار ما فعلته سلطة دمشق في عصر الأسدين الأب والابن، لكن لو استقرت سوريا فسوف تكون الإضافة الحيوية للبنان، وليس من المصلحة كسب عداء شقيق طالما آوى لاجئي لبنان كمواطنين يتساوون مع السوريين بكافة الحقوق أسوة بما هو مطبق مع الفلسطينيين.
وأكدت صحيفة"الرياض" أن هناك من يريد تأجيج المواقف لتكون إسرائيل الكاسب الأكبر، وهناك أيضا لبنانيون يدركون مخاطر الخلافات مع جار مهم ومؤثر، لكن كما أن النار من مستصغر الشرر، فإن تصريحا أو قولا من مسئول قد يصعد الأمور ويعقدها، والبلدان كلاهما يمر بأزمة وإن تفاوتت النسب والأثر، لكن حكماء لبنان هم من يدرك أن طبيعة الجوار الجغرافي لا يمكن أن تتغير، ويجب فهم ذلك من خلال علاقات حميمة بين الجارين.
وترجح الصحيفة أن لبنان بدون سوريا سيكون مقطوع الصلة مع مشرقه العربي كله ، مضيفة "قد عرفنا في أوقات سابقة، وحتى اليوم في زمن الثورة، أن إغلاق الحدود بين البلدين يضر بلبنان بشكل مباشر، ويجعله في عزلة تامة، ومن يضمن ألا تكون الأمور تتجه للتصعيد إذا أصر بعض اللبنانيين على دعواتهم لإعادة لاجئي سوريا، والتبعات التي ستجعل أي حكومة قادمة سوف تحاسب على الإساءة التي لحقت السوريين.
وقالت الصحيفة:إن الرؤية الموضوعية لعلاقات البلدين يجب ألا تبنى على المهاترات والانفعالات غير المسئولة؛ لأن سوريا كيان له دوره العربي ، وأكثر من يتأثر بأوضاعها هم اللبنانيون أنفسهم مواد متعلقة: 1. مساع أردنية لتسجيل اللاجئين السوريين تحت مظلة الأممالمتحدة 2. توقعات بارتفاع أعداد اللاجئين السوريين بالأردن إلى 300 ألف 3. تدشين حملة مساعدات إنسانية جديدة في النمسا لدعم اللاجئين السوريين