أثيرت مؤخرا العديد من الشائعات حول علاقة جون كيري، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكي ، بالإخوان المسلمين بعد زيارته إلي مقر حزب الحرية والعدالة ولقائه مع قادة الإخوان منذ قيام الثورة . جون كيري، سياسي أمريكي ، وهو أقدم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ منذ عام 1984، عمل علي رأس الحزبيين الديمقراطي والجمهوري لصياغة رد واضح علي أحداث 11 سبتمبر 2001، كما كان له دور بارز في السياسة الأمريكية في العراق وأفغانستان وعملية السلام في الشرق الأوسط بالإضافة إلي الدفاع المستميت عن امن إسرائيل.
ولد كيري في عام 1943 في ولاية كولورادو حيث تطوع أبيه في القوات الجوية الأمريكية أثناء الحرب العالمية الثانية، وتخرج من كلية الحقوق بجامعة بوسطن عام 1976، وتطوع في البحرية الأمريكية أثناء حرب فايتنام وحصل علي العديد من الجوائز لولائه لأمريكا، كما ترشح للرئاسة الأمريكية أمام 2002 أمام جورج بوش.
تزوج كيري مرتين ولديه ولدان الأولي هي الثرية جوليا نوران ، والأخرى هي تريزا هاينز، أرملة جون هاينز، والذي ورثت عنه إمبراطورية " هاينز " الشهيرة للأغذية.
مبارك لم يقدم شيء يشفع له ! هاجم كيري الرئيس السابق ، حسني مبارك ، في مقالة له بجريدة " بوسطن هيرليد " قائلا " مبارك لم يقدم شيء يشفع له اليوم لتقف الولاياتالمتحدة إلي جانبه " كما أنه أول سياسي أمريكي دعا مبارك للتنحي منذ اندلاع الثورة .
مرسي لكيري في 2011: سيكون هناك تغييرات جذرية في الدستور ! زار جون كيري مصر في 10 ديسمبر 2011 قبل وقوع أحداث مجلس الوزراء ب 6 أيام والتقي بمحمد مرسي ، رئيس حزب الحرية والعدالة في ذلك الوقت ، و عصام العريان ، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ، بالإضافة إلى سعد الكتاتني، الأمين العام للحزب. وتناولت الزيارة الأزمة الاقتصادية بالإضافة إلى مستقبل المعاهدات الدولية التي وقعت عليها مصر في الأنظمة السابقة.
ويذكر أن الرئيس محمد مرسي الذي لم يكن في ذلك الوقت ترشح لرئاسة الجمهورية أكد خلال اجتماعه مع كيري انه سيكون هناك تغييرات جديدة في الدستور المصري خصوصا الحقوق المدنية والحريات العامة والسلطات الخاصة برئيس الجمهورية.
وأكد كيري خلال هذه الزيارة علي سعادته بفوز جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفي، بأغلبية ساحقة في أول برلمان بعد الثورة محذرا من التفكير في تعديل معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل .
كما التقي يوم 11 سبتمبر برئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، المشير حسين طنطاوي ، والذي تولي قيادة البلاد في تلك الفترة .
كيري : لن أتنازل عن حق إسرائيل في شهر يناير 2012 و بعد مرور أقل من 3 أسابيع التقي جون كيري بالرئيس الإسرائيلي، شيمون بيريز، بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي، و أفيجدور ليبرمان وزير الخارجية السابق.
ورفضت القيادة السياسية في تلك الفترة الإفصاح عن القضايا التي سيتناولها اجتماع كيري مع المسئولين الإسرائيليين سوي طمئنه إسرائيل بسعي الأممالمتحدة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سريعا.
كيري أول من كافح للدفاع عن أمن إسرائيل خلال ال 19 عام التي قضاها في مجلس الشيوخ الأمريكي ، وأكد مرارا انه لن يتنازل عن حق إسرائيل في العيش الآمن الديمقراطي وفقا لما ذكرته المؤسسة التعاونية الأمريكية الإسرائيلية .
كيري في مقر الحرية والعدالة أما الزيارة الثانية لجون كيري في القاهرة كانت قبل وقوع أحداث العباسية بيوم واحد في الأول من مايو 2012 ، والتقي مع مرسي في مقر حزب الحرية والعدالة . وذكرت وسائل الإعلام أن الاجتماع بين كيري ومرسي تضمن مناقشة مشروع النهضة الذي قدمه حزب الحرية والعدالة لمرشحه بالإضافة إلي التأكيد علي سعي الأممالمتحدة لتعزيز التحول الديمقراطي في مصر .
وفي اليوم ذاته قام كيري بزيارة إسرائيل ، والاجتماع مع بيريز لمناقشة التطورات في منطقة الشرق الأوسط والتوصل لسبل جذرية لحل الأزمة الفلسطينية .
الأزمات «هدايا» كيري لمصر وعقب كل زيارة يقوم بها كيري إلي مصر ، تقع أزمة أن لم تكن مذبحة ، وفق ما أثارته الشائعات فزيارته الأولي في 10 ديسمبر 2011 أعقبها أحداث مجلس الوزراء التي نشبت في صباح يوم الجمعة 16 ديسمبر بين قوات الجيش والمتظاهرين بعد قيام قوات الجيش بخطف حد المتظاهرين والتعدي عليه بالضرب المبرح ثم إطلاق سراحه في فجر يوم الجمعة .
أما الزيارة الثانية في 1 مايو 2012 أعقبها أزمة العباسية في اليوم التالي مباشرة 2 مايو بعد تعدي مسلحين مجهولين علي المتظاهرين في محيط وزارة الدفاع مما أسفر عن وقوع 11 قتيل وعشرات الجرحي .
وأخيرا ما علاقة زيارة كيري بوقوع أحداث عنف في مصر ؟ هل تلك هي الأجندة الأمريكية التي لطالما سمعنا عنها ؟ أم أنها جزء من هدايا ومساعدات أمريكا ؟ وما سر اجتماع كيري بالإخوان المسلمين دون غيرهم من الفصائل السياسية ؟.