أكدت أمانة الفتوى التابعة لدار الافتاء المصرية أنه علي الرغم من الاعتراف بوجود السحر إلا أن الانسان الذي يظن في أنه مسحور، عليه ان يميت ذلك الوسواس بذكر الله تعالي والبحث عن الاسباب المنطقية لمشكلته، مؤكدة أنه من لم يجد مبررا منطقيا لما يحدث له، وغلب على ظنه أنه مسحور أو نحوه، فيتعامل مع ذلك بالرقى المباحة والتعوذ المشروع. جاء ذلك ردا علي سؤال احدي قراء شبكة الاعلام العربية "محيط" فحواه: " أنا فتاة عشيرينية متدينة والحمد لله أعاني من سوء الحالة النفسية لدي لدرجة التعقيد منذ سنوات عدة، وبالأصح بعد ان حدث لي موقف من قبل عمتي أن سقتني كوب عصير وكانت مصرة علي ان اشربه ولكني لم أخونها وشربته ومن بعدها أشعر بضيق شديد وسوء الحالة الجسمية والصحية، ورفض لمن يرغب الارتباط بي وأنا فتاة متعلمة ومؤمنة لم أشك في شيء ولا أريد أن أظلم أحدا لكني أشك أنها أحدثت لي سحرا لغيرتها مني قياسا بابنتها ولا اعرف ماذا أفعل علما بأنني أصلي وأقرأ القرآن... أرجو الرد لأن حالتي تطورت وأثرت علي تعاملاتي مع الناس بالاضافة للتأثيرات النفسية الشديدة..في انتظار الرد وشكرا". وجاء نص الفتوى كالتالي : إذا كان الحال كما ورد بالسؤال، فعليك بقطع هذا الوسواس بذكر الله كثيراً والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والعلاج المؤكد لهذه الوساوس : أن يحرق من يعانى من ذلك كل وساوسه بذكر الله تعالى ، وننصحه أنه كلما تسلط عليه وساوس ما أن يذكر الله تعالى وخاصة بصيغة (الله أكبر) وتسليطها على هذه الوساوس حتى تحترق وتذهب عن نفسه، ويمكنه أيضا أن يذكر بصيغة (لا إله إلا الله) بالطريقة نفسها ، قال تعالى {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت :45]، فذكر الله تعالى أكبر من كل شىء ، ويقهر كل شىء تجدينه. والعقلية العلمية هي التي ترجع الظواهر إلى أسبابها العلمية بالاستناد إلى الأدلة والبراهين. وعقلية الخرافة هي التي لا ترجع الظواهر لأسبابها الحقيقية وإنما ترجم بالغيب ولا تستند إلى البراهين. وينبغي أن يكون المسلم صاحب عقلية علمية تؤهله لعبادة الله، وعمارة الأرض، وتزكية النفس، ولا ينبغي له أن ينساق وراء عقلية الخرافة التي تقوم على الأوهام والظنون، ولا تستند إلى أدلة وبراهين، وقد كثر في زماننا هذا بين المسلمين شيوع عقلية الخرافة، وانتشر إرجاع أسباب تأخر الرزق وغير ذلك من ابتلاءات إلى السحر والحسد ونحو ذلك. والصواب هوالبحث في الأسباب المنطقية والحقيقية وراء هذه الظواهر ومحاولة التغلب عليها بقانون الأسباب الذي أقام عليه الله مصالح العباد، ويستعن بالله في ذلك، كما ينبغي عليه أن يزيد من جانب الإيمان بالله والرضا بما قسمه الله له. ولا يعني هذا الكلام إنكار السحر والحسد فلا يسع مسلم أن ينكرهما فقد أخبرنا بوجودهما الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإنما نحن نستنكر الإسراف في ذلك حتى غدا أغلب من يزعمون أنهم يعالجون من السحر من المدعين المشعوذين المرتزقة، وأغلب من يظنون أنهم من المسحورين من الموهمين. وعلى كل حال من لم يجد مبررا منطقيا لما يحدث له، وغلب على ظنه أنه مسحور أو نحوه، فيتعامل مع ذلك بالرقى المباحة والتعوذ المشروع، كالفاتحة والمعوذتين والاستعاذات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو غير المأثورة التي لا تتعارض مع أدب الدعاء والذكر. وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سحر، استخرج المشط والمشاطة اللتين سحر بهما، ثم كان يقرأ بالمعوذتين، فشفاه الله تعالى.