لا زال المشهد المصري يتصدر مقالات كتاب الصحف المصرية اليوم الأحد ، وخاصة بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاستفتاء على الدستور.
"الجمل" تتكرر
ففي عموده "هوامش" بصحيفة الأهرام ، قال فاروق جويدة "شهداء موقعة قصر الاتحادية ماتوا جميعا بطلقات الرصاص وكل شهيد مات برصاصة واحدة في الصدر أو الرأس ومن مسافة قريبة جدا..كما أكدت الأخبار ان الشهداء جميعا من حزب الحرية والعدالة".
وأضاف جويدة :"هنا نجد أمامنا أكثر من سؤال..إذا كانت طريقة القتل واحدة والأسلحة المستخدمة واحدة والمسافة تقريبا بين الضحية ومصدر الرصاص واحدة فهذا يعنى إننا أمام تشكيل عصابى تم تدريبه على أسس واحدة".
وتابع :"السؤال الأخطر كيف عرف القاتل أن الضحية من جماعة الإخوان المسلمين ولم تكن هناك علامات أو إشارات تؤكد ذلك فكيف حدد القاتل هدفه وسط هذه الحشود الرهيبة واختار ضحيته من بين صفوف الإخوان؟.
وأردف جويدة قائلاً :"يبدو إننا سوف ندخل في أزمة حقيقية تشبه ما حدث في موقعة الجمل حيث غابت الأدلة واختفت الشواهد وخرج المتهمون من القضية بلا أي إدانة لأن التحقيقات في الشرطة والنيابة لم تضع يدها على الحقيقة..إن هذه الكارثة القضائية يمكن أن تحدث مرة أخرى في قضية موقعة الاتحادية وتسقط الاتهامات أمام غياب الأدلة".
وتساءل: هل اخترق المشهد تشكيل عصابي يعرف هدفه وضحاياه؟ أم إنها الصدفة؟ وكيف تسرب السلاح إلى هذه الحشود وسط إعداد بشرية مخيفة ونجح في إطلاق الرصاص وقتل المتظاهرين؟ .
إرهاب المجتمع
وفي مقاله بجريدة "الشروق" ، حذر فهمي هويدي من حالة الاستقطاب السياسي التي تشهدها مصر في هذه المرحلة قائلا " انتقلنا في مصر من إرهاب السلطة إلى إرهاب المجتمع..إذ في ظل الاستقطاب الحاد الذي نعيشه وفى غياب مؤسسات أو أوعية للحوار، وفى غياب ثقافة ديمقراطية تجعل الحوار بديلا عن الشجار، فإن التجاذب والتراشق صارا من أبرز سمات المرحلة التي نعيشها".
وأضاف هويدي: حين خرجنا من مرحلة موت السياسة إلى انخراط الجميع وتقافزهم في بحر السياسة، لم نجد أوعية مهيأة لاستقبال ذلك الزحف الكبير..وكان من الصعب علينا أن نجرى حوارا لم نتعود عليه ، فلم يجد الناس أمامهم سوى الشوارع والميادين يخرجون إليها، وشاشات التليفزيون يصيحون عليها، وكنا في السابق قد غضضنا الطرف عن خلافاتنا لأن السلطة المستبدة كانت خصما مشتركا، ولم ننتبه إلى أن تأجيل تلك الخلافات كان في حقيقته "هدنة" موقعة ضمنا، وليس اقتناعا بضرورة العيش المشترك ولا تمسك بأهداب السلم الأهلي.
وتابع: حين سقط ذلك الخصم أصبحنا فى مواجهة بعضنا البعض، فتم استدعاء ما كان مؤجلا وإيقاظ ما كان نائما أو مغيبا، فتعاركنا واستمر احترابنا إلى أن وصلنا إلى مرحلة ما عاد أحد فينا يحتمل الآخر أو يقبل به، وأصبح شعار الإقصاء مشهرا على واجهاتنا الإعلامية وقضائنا السياسي، وفى خضم الاحتراب نسينا الحلم المشترك واستسلمنا لشهوة الانتصار على الآخر حتى إذا تم ذلك على جثة المواطن.
وانتهى هويدي إلى القول "إذا صح أن ذلك التجاذب من مخلفات مرحلة الاستبداد التي شوهت قيم المجتمع ومزقت أواصره، فإن ذلك يشجعنا على أن نراهن على أمل إقامة نظام ديمقراطي يعيد للمجتمع صوابه، ويرد إلى القوى السياسية ثقتها في بعضها البعض، ومن ثم يعيد إلى الحوار قيمته المهدرة".
مشهد مطمئن
وفي مقاله "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار" تناول الكاتب محمد بركات الاستفتاء على مسودة الدستور الجديد قائلا "كان المشهد أكثر من رائع، وأعظم من كل التوقعات المتفائلة حيث كانت الجماهير المصرية علي مستوى الحدث، وكان حسها الوطني الصادق هو الواضح، وهو السائد في كل اللجان".
وقال الكاتب :"كان المشهد باعثا علي الاطمئنان في حكمة ووعي الشعب، وإدراكه لأهمية حضوره ومشاركته بالقول والفعل، بالرغم من حالة الاحتقان والانقسام التي سيطرت علي الساحة السياسية، طوال الأيام والأسابيع والشهور الماضية، وألقت بظلالها القاتمة علي الجميع".
وأضاف الكاتب "تجلت حكمة ووعي شعبنا العظيم، في حرص النسبة الغالبة منه علي التواجد أمام لجان الاستفتاء من الصباح الباكر، للإدلاء بأصواتهم وممارسة حقهم، في قبول أو رفض مشروع الدستور الجديد، باعتباره الوثيقة الأرفع المنظمة والمحددة لشكل وملامح وتوجه الدولة المصرية، في المرحلة المقبلة، بما يحقق آمال وتطلعات جميع فئات المجتمع".
وأشار الكاتب إلى أن كثافة الإقبال على الاستفتاء كانت واضحة، وكان حرص الجميع علي الإدلاء برأيهم، المشاركة في اختيار وتحديد مسار الوطن وتوجه الدولة. مواد متعلقة: 1. جويدة وقناوي: تراجع الإسلاميين عن "التحرير" يمنع الصدام 2. هويدي وجويدة: ما حدث أمام "الدستورية" تطاول ولا مبرر لتظاهر سلطة حاكمة 3. هويدي وجويدة: المداولة بعد الحكم .. والسلطة غيرت الاخوان