تنشر جريدة "الجارديان" المخاوف المتزايدة في باريس من تهميش وبعد الأنظار عن متحف "اللوفر"، خاصة بعد بناء المتاحف الجديدة بالمحافظات وارسال باريس لكنوزها الفنية لمليء هذه المتاحف الفخمة. فيبدأ المحرر بتخمين أن فكرة انشاء فروع لمتحف "اللوفر" بالمناطق الفقيرة والمهملة وارسال روائع المتحف الرئيسي لها يبدو فكرة غير جيدة. وقد قام متحف "اللوفر" بفتح فرع له بالفعل في منطقة "لانس" الفقيرة، وهي منطقة تعدين سابقة بشمال فرنسا، وقام بارسال بعض الروائع بالفعل من أجل تجهيز هذا الفرع الجديد ومنها رائعة "الحرية وقيادة الشعب" للفنان ديلاكروا والتي تعتبر واحدة من روائع العالم. وقد تعود زائر متحف "اللوفر" بباريس أن يرى بعض المعروضات التي يجوب العالم من أجلها مثل رائعة ديلاكروا فلا يجدها فيذهب حيث توجد في فرع المتحف ليفقد المتحف بذلك مزيد من زواره. ويوضح محرر "الجرديان" أن صاحب هذا القرار جن جنونه إذ أدخل السياسة في الفن، وإلا فما الداعي لتقويض اسم متحف عالمي كبير مثل متحف "اللوفر" تحت مسمى وشعارات المساواة الإقليمية. ويضيف أنه لا يوجد سوى عدد قليل من المتاحف في العالم مثل متحف "اللوفر" التي يتساون في فكرة الاستعراض العالمي لثقافة الإنسان بها. ويعد اللوفر شيء يدعو للفخر بعظمته لا ينبغي التخلي عنه؛ فلديه سحر يختلف بالطبع عن المتاحف الصغيرة والتعليمية في بعض المناطق البعيدة؛ فكل منه يبث نوعا معينا في نفس الإنسان. ولا يمكن محاذاة فكرة المتحف البريطاني في تفريق تراثه على متاحف صغيرة، خاصة أنه أصغر من متحف "اللوفر". وفي النهاية فلابد وأن يكون هناك أفكار أفضل من أجل هذه المتاحف المفتتحة حديثا خير من فكرة تفريق تراث عالمي ومجد إلى مجموعات متفرقة بعدد من المتاحف؛ لأن هذا شأنه شأن الأفكار السخيفة، انشاء متاحف جديدة ملحقة الضرر بالمتاحف الكبيرة المشهورة بالفعل غير مجدي، وسيجعل على محب التراث العالمي ومحب متحف "اللوفر" لا يجد فكرة القيام برحلة طويلة من أجل زيارته أمر غير جدير بالاهتمام فيما بعد بالنسبة له، وسيفقد المتحف مكانته العالمية. ويختتم المحرر مقاله بتمني الحظ لمتحف "اللوفر" بالحفاظ على مكانته العالمية وزواره في ظل السياسة الجديدة الخاصة بتفريقه، لعل الحظ حقا يحالفه ولكن آني له ذلك ؟؟!!