قال ديفيد أغناطيوس المتخصص في الشئون الخارجية ان العرب يبحثون عن إجابة هذه الأيام عن كيف أصبحت الحكومة الأمريكية في واشنطن من أهم حلفاء الإخوان المسلمين حتى بعد فرض الرئيس محمد مرسي للديكتاتورية ويقوم حلفاؤه بضرب العلمانيين في الشوارع ". يشير الكاتب في مقالته المنشورة في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إلى أن الحكومة الأمريكية هي المحفز الحقيقي للرئيس مرسي فقد عمل المسئولون الأمريكيون على دعم الاقتصاد في مصر و تأمين الدبلوماسية في المنطقة، إلى جانب زيارة أعوان الرئيس الأخيرة لواشنطن التي تعد توطيد واضح للعلاقات، بالإضافة إلى المكالمات التي كانت تتم بين الرئيسين المصري و الأمريكي والتي كان لها شأنًا كبيرًا في وقف إطلاق النار في غزة.
ويؤكد الكاتب أن الدور السلمي الذي يقوم به الرئيس محمد مرسي هو الشرط الذي تراهن عليه أمريكا لإبقاء دعمها للرئيس، وهذا يوضح أسباب حكمة الإدارة الأمريكية في إبقاء القنوات الدبلوماسية مفتوحة خلال مناورات بعد الثورة التي حدثت خلال العام الماضي في مصر.
يضيف أغناطيوس أن أحد المسئولين العرب سأله عن سبب هدوء رد الفعل الأمريكي حيال ما يفعله مرسي لدرجة أن يصل أحد الإخوان المسلمين إلى كرسي الحكم متسلقا أكتاف أهم الثورات التي أطاحت بنظام حكم منذ الفراعنة "، والإجابة الوحيدة هي مقولة فيكتوريا نولاند المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية" نحن ندعو إلى الهدوء ونحث جميع الأحزاب إلى التواصل لإيجاد حلول للمشاكل بطرق سلمية وبالحوار الدبلوماسي".
يقول الكاتب أن المسئول تساءل عن إذا ما كانت أمريكا قد تخلت عن كل الأفكار التي قد تبنتها لمجرد خلق حليف جديد. وأجاب مسئولون السلطة الأمريكية إن الأمر لا يتعلق بالمعتقدات الأمريكية ولكن الدول العربية ومصر تحديدًا تكتب الآن تاريخًا جديدًا وعليها أن تتحمل النتائج، كما أن أخر ما يحتاجه المتظاهرون العلمانيون في مصر هو الدعم الأمريكي بالإضافة إلى أنه من الجنون أن تقف أمريكا ضد الطرفين العلماني و الداعم للشريعة.
ويوضح أغناطيوس أنه عند مواجهة الاضطرابات التي يعيشها العالم العربي يجب معرفة أن الأمر سيحتاج إلى عقود للتوصل إلى نتيجة مستقرة و لكن في الوقت الراهن سيكون من الصعب التنبؤ بالنتائج لذلك فمن الخطأ المراهنة على طرف بعينه.
يضيف الكاتب أن أمريكا عليها أن تدعم حركة التغيير والتقدم الاقتصادي و الحفاظ على القنوات الدبلوماسية أيا كانت اتجاهات الحكومات القادمة.
ويوضح أغناطيوس أن أمريكا سوف تساند العالم العربي للمرور من هذه الأزمة على أساس مبدأ تبادل المنفعة و ليس إقامة تحالفات واهية، إذا أراد الرئيس محمد مرسي أن يتم معاملته كزعيم ديمقراطي فيجب عليه أن يتصرف على هذا الأساس. مواد متعلقة: 1. «كاتب تركي»: لا خيار ل "مرسى" سوى سحب الاعلان الدستورى 2. بصيرة : تراجع شعبية "مرسى" بنسبة 21% 3. «واشنطن بوست»: "مرسى" يبحث عن شراكة استراتيجية مع أمريكا