ان الأمة التي لا تتعلم من التاريخ شئ حق عليها أن تستعبد وتتسلط عليه الأمم، ولو لا الخلافات العنيفة ما أمكن الوصول إلي القرارات الصحيحة، هكذا أبدأ كلامي معكم، تعليقا علي ما يحدث علي الساحة السياسية في الشارع المصري وسط مخاوف من سفك الدماء إذا لم يتم اللجوء إلي توافق واحد يرضي الجميع ويجعل هناك التفاف وطني لجميع الطوائف . ومما لا شك فيه أن الرئيس محمد مرسي وضع نفسه في ناريين هما نار الإسلاميين ونار المعارضين لقراراته، حيث أن النار الأولي من المؤيدين له وهم الإسلاميين الذين يحذرونه بأنه إذا تراجع عن قراراته سينقلبون عليه، و النار الثانية وهي نار المعارضة وباقي الطوائف الذين يطالبونه بإسقاط الإعلان الدستوري، الذي أدي إلي غضب كثير من الشعب .
وكان إسلاميون قد أعلنوا في وقت سابق عن تمسكهم بالإعلان الدستوري الذي أعلنه رئيس الجمهورية وحذروا من أى محاولات لسحبه أو للتراجع عن أي قرارات، سيكونون هم المعارضون وسيحشدون الملايين فى كل الميادين معلنين عن مناصرة هذه القرارات وتخطيطهم لوقفات ومسيرات تضامنية فى الأيام المقبلة.
وفي المقابل، أكدت حركات و أحزاب أخري منها، حركة 6 أبريل، أن القرارات التي أصدرها الرئيس مرسى منها ما هو عظيم ومطلوب منذ فتره طويلة، مثل إعادة المحاكمات، وإقالة النائب العام "الفاسد"، ومد فترة عمل الجمعية التأسيسية للدستور، لكن المشكلة تأتي فى القرار الخاص بالتأسيسية ليست مجرد فترة زمنية، بل إعلاء مبدأ المغالبة عن مبدأ التوافق الذى من المفترض انها بدأت به، وأن تحصين قرارات مرسي وتحصين التأسيسية يعتبر بداية عهد استبداد جديد، ولذلك فهذه قرارات مرفوضة، ويجب إلغائها، والإبقاء على قرارات النائب العام وإعادة المحاكمات فقط.
بينما، رفضت الجبهة الحرة للتغيير السلمي قرارات مرسي، قائلة "لا للرئيس الإله"، مع العلم ان الرئيس لا يقصد ذلك علي الإطلاق لست مدافعا عنه ولكن المنطق يتحتم علينا إلا نذكره بذلك .
وشددت الجبهة التي قالت باسم جموع الشعب، على أنه لا تراجع ولا استسلام أمام جماعة الإخوان المسلمين بعد إصدار الإعلان الدستوري؛ والذي يهدف إلى إلغاء رقابة القضاء، وتحصين التأسيسية والشورى، وترسيخ لحكم فاشي وبداية تدشين طاغية ودكتاتور جديد، على حد قولهم.
لكن .. لنا هنا وقفة إلي من يتحدثون باسم الشعب دون تفويض من الشعب أقول لهم من أنتم حتى تنطقوا باسم الشعب، لا يتحدث أحد منكم الا عن نفسه ولا يمثل الا نفسه، فالديمقراطية والحرية متاحة للجميع وليست من أجل الحديث باسم غيركم لأن البشر ثلاثة أقسام: أناس يجعلون الأمور تحدث، وأناس يشاهدون الأمور تحدث، و أناس لايعرفون ماذا يحدث، فمن أنتم حتي تنطقوا باسم الشعب .
لكن السؤال هنا ماذا تفعل لو كنت مكان الرئيس ؟ هذا ما نود الإشارة إليه لنجد سويا الحل والمخرج مما يحدث منعا للوقوع في أخطاء قادمة تجنبا للتفرقة الشعبية، حتى لا نسير علي غرار حركتي " فتح" و" حماس" بفلسطين.
و في النهاية، تُري من نتبع ومن نصدق، من أجل الخروج من هذا الظلام الهالك الذي ليس له بداية ولا نهاية، أين المخرج والحل مما يحدث أمامنا البلد تضيع والمستقبل أصبح غامضا، من المسئول الإخوان أم مرسي أم المعارضة أم الشعب نفسه !!! أجيبونا أيها العاقلون ؟؟ .