انتهى أعضاء في رابطة فناني الثورة التي تقوم برسم الجرافيتي في شارع "محمد محمود" عقب جنازة الشهيد محمد جابر الشهير بجيكا التي انطلقت من ميدان التحرير يوم الأثنين الماضي من رسم صورة جيكا على سور الجامعة الأمريكية. وكان هؤلاء الشباب الذين يمارسون رسوم الجرافيتي منذ انطلاق ثورة 25 يناير بدءوا رسم صورة جيكا بعد إصابته في شارع محمد محمود مباشرا لتسجيل الحدث على الفور؛ وكي تنضم هذه الصورة إلى صور باقي شهداء ثورة 25 يناير التي رسمت على نفس سور الجامعة الأمريكية بعد أن أزالتها الحكومة المصرية منذ أكثر من شهر، وكان رد فعل الشباب إعادة الرسوم على السور من جديد. وبدت صورة جيكا المرسومة مختلفة عن باقي الصور المرسومة للشهداء؛ حيث أهتم بها الشباب وقاموا بتلوينها لإظهار ملامح الوجه وتعبيرات الصورة التي يبتسم فيها الشهيد جيكا وكأنه كان ينتظر الاستشهاد برحابة صدر فداءا للوطن، كما رسم الشباب البورترية على خلفية رماضية اللون في مساحة محددة ومستطيلة من السور، وكتبوا على يمين الصورة "البطل محمد جابر جيكا"، كما كتبوا على يسار الصورة "أصيب بالرصاص الحي على يد الداخلية إصابة مباشرة في الرأس والبطن في ذكرى أحداث محمد محمود يوم 20 – 11 – 2012" وذلك توثيقا لهذا الحدث، كما حوط البورترية بهالة بيضاء اللون مما أبرز ملامح الوجة في الصورة، والتي استخدم فيها راسمي الصورة اللون الأحمر الساخن لملابس الشهيد جيكا، والذي انعكس على الوجه مع لمسات اللون الأبيض التي اوحت بإسقاط الضوء عليه، ومنحته حالة صوفية وروحانية خاصة به باستثناء باقي صور الشهداء. والعجيب أن من قام برسم هذه الصورة وقع اسفلها بأسم عمر فتحي و Picasso دون أي خوف، وهذا قلما حدث في رسوم الجرافيتي التي رأيناها جميعا على جدران شوارع وميادين مصر، وهذا يدلل على مدى تأثر وأنفعال هؤلاء الشباب بما حدث مع الشهيد جيكا، مما دفعهم للإبداع ورسم صورته مهتمين بإظهار تفاصيلها، ودخولهم مرحلة جديدة لا تعرف الخوف بل زادتهم إصرارا على موقفهم ومطالبهم باسترداد حق الشهداء، معبرين عن تلك الآراء برسوم الجرافيتي التي أصبحت متنفس لهم، يجوبوا بها عما يجيش بنفوسهم على جدران شوارع مصر؛ لتكون على مرأى الجميع معلنه عن الأحداث التي توثقها تلك الرسوم المسماة بالجرافيتي.