مقديشيو: حظرت جماعة الشباب الصومالية تعليم اللغة الانجليزية في المدارس بمدينة كيسمايو الساحلية بجنوب البلاد التي تسيطر عليها وطالبت المعلمين بتعديل المناهج الدراسية لتشمل تدريس اللغة العربية والدراسات الاسلامية. ويظهر هذا التطور الاخير التباين بين المتمردين المتحالفين مع تنظيم القاعدة العازمين على فرض قوانين صارمة في المناطق التي يسيطرون عليها وبين قادة الصومال الذين وافقوا على اجراء انتخابات العام القادم حتى رغم عدم سيطرة الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي على اي منطقة تقريبا خارج العاصمة. وتأتي التعليمات الجديدة الخاصة بالمدارس بعد ايام من اوامر اصدرها المتمردون الى اصحاب الشركات والمتاجر في ضواحي مقديشو بازالة الملصقات واللافتات المكتوبة باللغتين الانجليزية والصومالية واستبدالها بلوحات مكتوبة بالعربية. وقال معلمون في كيسمايو :"ان حركة الشباب امرت بتغيير المناهج الدراسية من بداية هذا الشهر بعد اسبوع من الاجتماعات بين الجانبين". وقال محمود علي مدير مدرسة "محمد جاماك" الابتدائية والثانوية في كيسمايو لوكالة "رويترز" عبر الهاتف :"تعودنا على تدريس المناهج الكينية والسودانية والماليزية باللغة الانجليزية للطلاب حتى يستطيعوا استيعاب المواد عندما يلتحقون بالجامعة". واضاف قائلا :"لكن الان لا نستطيع التدريس لان علينا تغيير كل شئ بما في ذلك معلمينا الذين معظمهم من كينيا ولا يتحدثون العربية. وقد اعتدنا تدريس الادب الصومالي للطلاب .. لا نعرف ماذا نفعل الان". وتوجد نحو ست مدارس ثانوية في مدينة كيسمايو الساحلية تدرس المناهج باللغة الانجليزية بينما اغلب المدارس الابتدائية تدرس بالفعل باللغة العربية. وسعت حركة الشباب في الماضي الى تجنيد اطفال المدارس للانضمام الى حرب مقدسة ضد الحكومة الصومالية وحلفائها. وحظرت بالفعل تدريس اللغة الانجليزية والعلوم في اجزاء أخرى من جنوب الصومال. وفي بيان على موقع الحركة بالانترنت قال المتشددون :"انهم اقدموا على هذه الخطوة لانهم شعروا ان الطلاب يتعلمون قيما في المناهج المسيحية والهندوسية يقولون انها تخالف مبادئ الشريعة الاسلامية". وتعيش الصومال في حالة عدم استقرار منذ اطاحة امراء الحرب بالدكتاتور محمد سياد بري في عام 1991، وأودى القتال بحياة أكثر من 21 الفا منذ بدأت حركة الشباب عملياتها المسلحة في عام 2007.