ذكرت تقارير صحفية أمريكية، اليوم الاثنين، أن رئيس الولاياتالمتحدة باراك أوباما الذي ينتمي للحزب الديمقراطي يحتاج لإجراء محادثات أمريكية إيرانية من أجل تفادى خوض حرب ثالثة في منطقة الشرق الأوسط خلال ما يزيد قليلا عن عقد من الزمن، مشيرة إلى أن الشعب الأمريكي انتخب أوباما لولاية ثانية لاختيار السلام وتفادى خطر الانزلاق في حرب ثالثة. ولفتت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في سياق مقال أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين، إلى أن الأمريكيين بات يكتنفهم مزيجا من الإرهاق والتعب من الحروب التي يخوضونها والتي بلغت تكلفتها تريليون دولار أمريكي.
وكشفت دراسة أجريت مؤخرا من قبل مجلس شيكاغو للشئون العالمية عن أن نسبة 67% من الأمريكيين يعتقدون أن حرب العراق لم تكن تستحق العناء، في حين يعتقد نسبة 69% بأن الولاياتالمتحدة لم تصبح أكثر أمنا من الإرهاب نتيجة للحرب الأفغانية، وأن نسبة 71% تقول إن تجربة العراق ينبغي أن تجعل البلاد أكثر حذرا حول استخدام القوة.
ورجحت الصحيفة بذلك أن المنافس الجمهوري على الانتخابات الأمريكية ميت رومني كان يعد خطرا حقيقيا ولاسيما أنه كان مدعوما من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يسحب الولاياتالمتحدة لخوض حرب ضد إيران، وبالتالي فإن أية فرصة للتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة الناجمة عن البرنامج النووي الإيراني ستختفي في المستقبل المنظور.
وأشارت الصحيفة إلى أن خطر اندلاع نزاع مسلح ضد إيران في عام 2013 مازال ممكنا، خاصة عقب إطلاق إيران نيرانها على طائرة بدون طيار أمريكية في وقت سابق من هذا الشهر إضافة إلى بدء نفاد صبر إسرائيل مع التقدم المطرد للتخصيب الإيراني.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قولها إنه في الوقت الذي يعارض فيه أوباما خوض حرب ضد إيران ويبتعد عن إصرار نتنياهو على ذلك، أكد أنه لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي وهذا ما يعد بمثابة التحدي الإستراتيجي الأكثر إلحاحا للرئيس المنتخب.
وتساءلت الصحيفة بشأن ما إذا كان السعي من أجل تحقيق انفراجة سياسية مع إيران يجب أن يكون على قائمة أولويات أوباما الدبلوماسية أم أن هناك قضايا أهم.
وأوضحت الصحيفة أن خوض حرب ضد إيران سيكون له تأثير مدمر على منطقة الشرق الأوسط ومصالحها، وهى التي تمر بمرحلة انتقالية حاليا، وعلى المصالح الأمريكية مرورا من أفغانستان إلى مصر فضلا عن الاقتصاد العالمي، مشيرة إلى أن الوقت المتاح من أجل تفادى هذا الصراع محدود للغاية.
وأكدت الصحيفة على أنه بالرغم من أنه هناك حاجة ملحة من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي مع إيران، وأن الدبلوماسية هي الحل الوحيد من أجل تفادى خطر الانزلاق في صراع آخر في المنطقة، فإن الضغط الغربي على إيران المتمثل في العقوبات المفروضة عليها لن يوقف طموحها النووي.
ونوهت الصحيفة إلى أن ما ترغب فيه إسرائيل والقوى الكبرى من إيران هو فتح جميع منشآتها النووية، والتخلص من كل اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، ووضع حد للتهديد الإيراني تجاه إسرائيل، ووقف تفشى انتهاكات حقوق الإنسان وتغيير نهجها السياسي تجاه حركة حماس وحزب الله، وإتباع نهج بناء تجاه التعامل مع ملف الأزمة السورية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لتحقيق تلك الغاية يتعين على القوى الكبرى رفع بعض العقوبات ووقف مجموعة من الإجراءات السرية واستبعاد فكرة تغيير النظام الإيراني والاعتراف بحقها في التخصيب المحدود بنسبة تصل إلى 5% وتناول دور إيران الإقليمي في المنطقة.
وخلصت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية - ختاما - إلى أن الدبلوماسية الخلاقة يمكن أن يتمخض عنها ما سبق وأن تؤدى إلى العمل على بناء الثقة من خلال تسوية مرحلية، ولكن ينبغي على أوباما أولا تجاوز الحكمة التقليدية بشأن إيران والتفكير بتمعن وتجاهل كارهي إيران والكف عن الاعتقاد بأن الإكراه هو الجواب وحده. مواد متعلقة: 1. قائد إيراني: طائرة التجسس الأمريكية كان تجمع معلومات اقتصادية ونفطية 2. نائب الرئيس الإيراني : طهران ستكسر الأيدي "الجشعة" لأوباما 3. القبض على إيراني بتهمة القرصنة على المواقع الأمريكية والإسرائيلية