شهدت ندوة "هل يعيد الربيع السوري هيكلة الصراعات الإقليمية في العالم العربي " التي عقدها اليوم مركز الأهرام للدراسات الاجتماعية والتاريخية. بالاشتراك مع مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية جدلا ساخنا بين المحاضر سمير العيطة رئيس تحرير "اللوموند ديبلوماتيك " النشرة العربية ورئيس "منتدى الاقتصاديين العرب" وبين بعض الحضور. قال سمير العيطة في كلمته إن النظام في سوريا يشكل بعدا استراتيجيا بالنسبة لإيران وان سقوط سوريا يمثل خطوة علي طريق سقوط إيران وان الهم الكردي يشكل هاجسا مشتركا لكل من إيران وتركيا . وان هذا الهم جعل هناك شراكة إستراتيجية تركية إيرانية .وان تركيا لن توافق علي تدخل الناتو عسكريا في سوريا لان هذا يغضب حليفتها إيران التي تربطها بها مصالح مشتركة . ودعا إلي عدم تحالف الربيع العربي مع الخليج او الغرب واصفا حزب الله في لبنان بأنه العدو الرئيسي لإسرائيل والحامل للردع الإيراني وان سقوط النظام السوري سيفقد حزب الله الدعم اللازم له والذي يأتيه من سوريا . مؤكدا أن سوريا ستظل عدوا لإسرائيل التي تريد ان تتردي الأوضاع السورية أكثر وأكثر لتفجير الوضع الداخلي السوري قبل التصويت علي قبول فلسطين في الأممالمتحدة كدولة . وشدد علي ان المشروع الأوربي والشراكة الاورو متوسطية أفلس وان أوربا علي وشك الإفلاس وأنها أصبحت القارة العجوز التي تعاني اقتصاديا بشكل غير معهود من قبل.مشيرا إلي ان أوربا تريد كبح تركيا وإيران حتى لايتحولا إلي قوي إقليمية كما أنها تريد منع التكامل والتعاون العربي المشترك . وشدد علي أن الخروج من الأزمة داخل سوريا والحفاظ علي الدولة المدنية يتطلب بقاء الجيش السوري موحدا وفاعلا واصفا هذا الجيش انه ليس طائفيا بل يمثل كافة الأطياف والمذاهب داخل سوريا . مطالبا بأن يكون هناك مجلس امن قومي يحفظ علمانية الدولة مشيرا إلي ان الحل الذي طرحته قطر بان يكون رئيس الجمهورية علوي ورئيس الوزراء سني يدمر الدولة المدنية وبمجرد ان انتهي سمير العيطة من محاضرته حتى انهالت عليه الانتقادات التي بدأها الدكتور مصطفي اللباد الأستاذ الجامعي ومدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية فأكد ان إسرائيل لاتريد سقوط النظام السوري. ولعل تصريح رامي مخلوف قريب بشار الأسد بان "سقوط النظام السوري سيؤثر علي امن إسرائيل " خير شاهد علي ذلك من شخص من داخل النظام السوري وقريب الرئيس . ولفت إلي ان النظام السوري يلعب علي الورقة الطائفية بين العلويين وأهل السنة في محاولة للخروج من أزمته وليست المعارضة هي من تفعل ذلك . وفي مداخلته استنكر الصحفي علي عبد الوهاب قول سمير العيطة ان النظام السوري نظام مقاوم لإسرائيل مذكرا بان النظام السوري وعلي مدي أربعين عاما لم يطلق طلقة واحدة ضد إسرائيل لتحرير الجولان المحتل. حتي حين حلقت الطائرات فوق قصر بشار في دمشق ودمروا المفاعل النووي السوري لم يتحرك الجيش السوري كما ان بشار الاسد كان في الفترة الأخيرة يتفاوض سرا مع إسرائيل برعاية تركية وهذا معلوم للكافة . وأكد انه ليس صحيحا ان حزب الله حزب مقاوم لإسرائيل بل هو أداة في يد إيران لتنفيذ المشروع الصفوي الإيراني التوسعي في المنطقة . وتساءل إذا كان حزب الله حزب مقاوم فلماذا التزم الصمت ولم يطلق صاروخا واحدا لتخفيف الضغط عن غزة أثناء المجزرة الاسرائيلية المروعة ضد شعب غزة عام 2008 التي أسفرت عن تدمير القطاع ومقتل الآلاف من الفلسطينيين . وشدد علي ان الجيش السوري يمارس الإبادة ضد الشعب السوري الأعزل من منطلق طائفي باعتباره جيشا يهيمن عليه العلويين الشيعة . وهذا يفسر تلك الهمجية والوحشية في القتل والتمثيل بالجثث وتدنيس المساجد وهدم المآذن ووالتوسع في التعذيب والقتل الذي طال الأطفال الصغار . وقال الصحفي كارم يحيي بجريدة الأهرام أن النظام السوري كما هو النظام المصري والتونسي البائدان يشكلون ما يسمي ب " الحكم العائلي " الذي يجمع الثروة والسلطة في يده ولها امتدادات إقليمية . وهذا يفسر هذا العنف المفرط من جانب الطبقة العائلية الحاكمة في سوريا فهي بوحشيتها تدافع عن مصالحها والثروات التي نهبتها ولا تدافع عن نظام سياسي . وأشار إلي ان بشار الذي وصل للحكم بالتوريث وجمال مبارك الذي كان يتم إعداده لوراثة الحكم وكذلك سيف الإسلام القذافي يشكلون لدي بعض المفكرين ما يسمي ب "الليبرالية الجديدة " التي ترتبط ماليا ومصلحيا بقوي غربية وخليجية تتشابك مصالحهم معها . واعترض علي القول بان الجيش السوري جيشا وطنيا يعبر عن مصالح السوريين مشيرا إلي ان هناك جيوش عربية أخري تسمي وطنية ولكن قياداتها تعمل في البيزنس وأصبح لها مصالح اقتصادية مع رموز النظام وجهات أجنبية فيما يسمي "رأسمالية المحاسيب " فهل مثل هذا الجيوش تصبح وطنية ام جيوش تعمل في خدمة الحاكم الفاسد فكيف يكون وطنيا وهو يعمل لصالح فرد واحد هو الحاكم ؟؟ وفي كلمته أكد الصحفي بجريدة الأهرام عاطف صقر أنه ليس صحيحا أن الجيش السوري جيشا وطنيا يمثل كل الطوائف والأديان في سوريا وانه بالتالي غير طائفي . مشيرا غلي انه عمل مراسلا لجريدة " الأهرام" في سوريا عدة سنوات واكتشف ان قيادات الجيش السوري هم من الطائفة العلوية . كما ان الحرس الخاص بالرئيس السوري المكلفين بحمايته هم أيضا من الشيعة العلويين وهذا يؤكد ان الجيش السوري جيش طائفي مهمته حماية النظام البعثي السوري .