لايزال الهجوم الذي استهدف مقر القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية في شهر سبتمبر الماضي محط اهتمام الصحف الأمريكية الصادرة اليوم الأحد، حيث تناولت من جديد اسلوب تعامل الأجهزة المخابراتية الأمريكية و وزارة الدفاع "البنتاجون" مع هذا الهجوم، مشيرة إلى أن الوضع الأمني الذي تشهده ليبيا ما بعد القذافي. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن هجوم بنغازي، الذي راح ضحيته السفير الأمريكي كريس ستيفنز وثلاثة آخرين من طاقمه، لم يكشف النقاب فقط عن أوجه القصور في قدرة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على حماية البعثات الدبلوماسية والتعامل مع التحذيرات المخابراتية، بل كشف أيضا عن ضعف واخفاقات في قدرات القيادة العسكرية الأمريكية المهمته بالوضع في دول الربيع العربي.
واستدلت الصحيفة - في تقرير لها أوردته على موقعها الألكتروني - على طرحها في هذا الصدد بأن ذكرت أن "قيادة العسكرية الامريكية فى أفريقيا التي تأسست عام 2007 كان عليها-لكي ترد على هجوم بنغازي-أن تطلب مساعدة فريق (سي.آي.إف) الذي ينتمي إلى القيادة الأوروبية نظرا لأن أغلب جنودها كانوا في فترة تدريب بجانب عدم امتلاكها مروحيات عسكرية من طراز (إيه سي-130).
وقالت الصحيفة: "إن قرار المسئولين بالبيت الأبيض والبنتاجون إرسال قوات كوماندوز خاصة تسمى "دلتا فورس" مزوده بمروحيات ومركبات عسكرية إلى قاعدة "سيجونيلا" الجوية في جزيرة صقلية للاستعداد للانتشار في ليبيا جاء متأخرا للغاية".
ووفقا لما ودربوكالة أنباء الشرق الأوسط، أشارت الصحيفة إلى تصريحات المتحدث باسم البنتاجون جورج ليتل بأنه لم يكن في استطاعة قوات "دلتا فورس" أن تصل إلى موقعها حتى انتهاء الهجوم على القنصلية في بنغازي.
وتعليقا على هذا الشأن، نقلت الصحيفة عن مسئولين بالبنتاجون قولهم: "إنه من غير المنطقي أن تنتظر ارسال قوة رد سريع في وقت قصير حتى وإن توفرت قوات كبيرة في قيادة أفريقيا"،مشيرين إلى أن مثل تلك القيادات الصغيرة قد لا تكون جاهزة للرد على هجوم بنغازي بسرعة.
في المقابل، كشفت "نيويورك تايمز" حقيقة أن القيادة الأوروبية استجابت بسرعة للاحتجاجات التي اندلعت في تونس تزامنا مع هجوم بنغازي وارسلت من جانبها إحدى قوات مشاة البحرية (المارينز) التابعة لها إلى طرابلس لحماية السفارة الأمريكية هناك، في حين وصلت قوات كوماندوز "دلتا فورس" متأخرا عن موعدها.
في سياق متصل، اهتمت صحيفة "واشنطن بوست" بتسليط الضوء على الوضع الأمني في ليبيا ما بعد القذافي، مشيرة إلى عجز الحكومة الليبية الجديدة عن بسط سيطرتها في مدينة بني وليد رغم إطلاقها حملة أمنية واسعة النطاق لتطهير المدينة من أنصار الزعيم الراحل معمر القذافي.
وأوضحت الصحيفة، في موقعها الألكتروني، أن الميليشيات المسلحة في بني وليد أصرت على تحدى الحكومة ومنعت عودة المهجرين من المدينة خلال الشهر الماضي بسبب أعمال القتال التي اندلعت بين القوات الأمنية والمسلحين،وذلك في فترة تخطت الأسبوع.
ورأت أن الوضوع الأمني المتأزم في بني وليد أظهر حقيقة فقدان الحكومة المركزية في طرابلس قبضتها على الميليشيات المسلحة،حتى تلك التي تدين للحكومة بالولاء عقب توصل الجانبان إلى اتفاق من شأنه تعزيز التعاون بينهما للحفاظ على الأمن في جميع أرجاء البلاد".
ونسبت الصحيفة إلى عدد من المنتمين إلى قبيلة "ورفلة" في بني وليد تأكيداتهم بعدم وجود شخصيات حكومية بارزة في مدينتهم على الرغم من إدعاء الميليشيات المتعاونة مع الحكومة إلقاء القبض على موسى إبراهيم المتحدث السابق باسم القذافي واغتيال خميس نجل القذافي.
كما تناولت الصحيفة الأمريكية ما أعلنته مجموعات حقوقية وقانونية عديدة بشأن تزايد وتيرة الأعمال الوحشية التي تتم في مختلف المدن الليبية كالقتل والتعذيب والاختطاف...الأمر الذي أشعل العديد من الصراعات في ليبيا مع بعد القذافي. مواد متعلقة: 1. «بريطانيا» ترحب بتشكيل الحكومة الليبية الجديدة 2. أمريكا ترحب بالحكومة الليبية الجديدة 3. لأسباب أمنية..البرلمان الليبي يناقش نقل مقره