ليبرمان يواجه اسئلة أوروبا بشأن اغتيال المبحوح المتهمون ال 11 في اغتيال المبحوح بروكسل : يلتقي وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان اليوم الاثنين نظيريه البريطاني والايرلندي في بروكسل ، لمواجهة اسئلة بشأن استخدام الفريق المتهم باغتيال لقائد العسكري بحركة "حماس" الفلسطينية محمود المبحوح جوازات سفر أوروبية مزورة ، فيما بدأت دولة الإمارات في استدعاء سفراء في الاتحاد الأوروبي لاستيضاح الموقف بشأن القضية. وتريد بريطانيا وايرلندا إجابات عن الدور الذي ربما تكون إسرائيل قد لعبته في تزوير جوازات السفر وقتل محمود المبحوح القيادي في حركة حماس. ويلتقي ليبرمان بوزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ووزير الخارجية الايرلندي مايكل مارتن على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي . ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن دبلوماسي بارز من الاتحاد الأوروبي قوله إن الاشتباه بضلوع إسرائيل في مقتل المبحوح سيضر بعلاقات الدولة العبرية مع الاتحاد الأوروبي. ونسبت إلى الديبلوماسي الأوروبي، الذي امتنع عن ذكر اسمه، قوله إن الموضوع "سيكون ضارا على إسرائيل في تعامل الاتحاد الأوروبي معها". وتقول شرطة دبي إن 11 مشتبها في مشاركتهم في اغتيال المبحوح في 19 يناير/ كانون الثاني في غرفة بأحد الفنادق الفاخرة في دبي استخدموا جوازات سفر مزورة بريطانية وفرنسية وايرلندية وألمانية. من جانب آخر ، استبعد خبير أمني إسرائيلي بارز أن تتعرض سمعة إسرائيل الدبلوماسية إلى ضرر كبير، أو أن يتعرض نشاطها الاستخباري إلى الانكشاف تحت الأضواء او التعريض، عقب اغتيال القيادي العسكري في حركة حماس محمود المبحوح الشهر الماضي. وقال الرئيس السابق للمجلس الامني الاسرائيلي الجنرال المتقاعد عوزي ديان، في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية، ان "الامر المهم هو ان العملية نفذت، من اي طرف كان، في اطار الحرب على الارهاب". بيان أوروبي ويتوقع أن يقوم الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، بإصدار بيان استنكار وقلق من استخدام جوازات السفر الأوروبية، والتي وصف بعضها بالمزيف، في عملية اغتيال المبحوح. وقال ديبلوماسي أوروبي إنه من غير المتوقع أن يتطرق بيان الاستنكار لإسرائيل بشكل مباشر، أو يربط إسرائيل بعملية الاغتيال، أو بعملية تزييف جوازات السفر. وبحسب الدبلوماسي الأوروبي فإن الإمارات لم تتهم إسرائيل في تنفيذ عملية الاغتيال، ولم تطالب بأن يتضمن البيان التطرق لإسرائيل. ونقلت "هآرتس" عن الدبلوماسي قوله إن اجتماعا قد عقد في بروكسل بمشاركة كبار المسئولين في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيرلندا، وذلك من أجل بلورة بيان الاستنكار. وأضاف أن إيرلندا تبنت موقفا متشددا، وطالبت أن يتطرق البيان إلى دور إسرائيل. وبحسب الدبلوماسي الأوروبي فإن بيان الاستنكار سيشتمل على 3 عناصر مركزية؛ الأول التعبير عن قلق الاتحاد الأوروبي واستنكاره لاستخدام جوازات السفر الأوروبية خلال عملية الاغتيال، والثاني دعم السلطات التي تجري التحقيق في دبي وحكومة الإمارات، والثالث التزام الاتحاد الأوروبي بالتحقيق وبسرعة في قضية تزييف جوازات السفر والانتحال. فندق تل ابيب إلى ذلك، ذكرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية أن أفراد فريق الاغتيال كانوا قد تدربوا على العملية في أحد الفنادق بتل أبيب من دون علم أصحاب الفندق. وأضافت الصحيفة أنه قد وردت معلومات استخبارية الى الموساد عن نية المبحوح زيارة دبي. وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي استقل المبحوح طائرة من طراز ايرباص A330 تابعة لخطوط الإمارات في رحلة رقم EK912 من دمشق الى دبي. وبحسب تقديرات الموساد فإن وجهة المبحوح النهائية كانت ميناء بندر عباس الإيراني حيث كان مقررا ان يشرف على شحنة أسلحة إيرانية الى غزة. وقد رصد عميل للموساد إقلاع الطائرة من دمشق وأرسل رسالة هاتفية بواسطة هاتف خليوي نمساوي الى فريق الاغتيال في دبي مفادها ان الهدف في طريقه الى الإمارة. وبعد ساعات قليلة تم اغتيال المبحوح. وذكرت الصحيفة ان العملاء الإسرائيليين وصلوا الى دبي من باريس وفرانكفورت وروما وزيورخ حاملين جوازات سفر مزورة وبطاقات ائتمانية تم إصدارها بأسماء أصحاب الجوازات. وعندما هبطت طائرة المبحوح في مطار دبي راقبت المبحوح امرأة ذات ملامح أوروبية في أوائل الثلاثينات من عمرها كانت تنتظر خارج مبنى المسافرين في المطار وعندما رصدته يستقل سيارة أجرة في طريقه الى فندق "البستان روتانا"، أرسلت رسالة نصية قصيرة بواسطة هاتف خليوي نمساوي الى رئيس فريق الاغتيال. وقام العملاء بمتابعة المبحوح الى غرفته في الفندق. وبحسب "صنداي تايمز"، فإن هناك احتمالين بالنسبة لما حدث بالضبط في غرفة المبحوح وخارجها: الأول هو ان يكون فريق الاغتيال اقتحم الغرفة قبل وصول المبحوح إليها وكان في انتظاره في الداخل. وأضافت انه من المعروف انه في الوقت الذي كان فيه المبحوح خارج الغرفة حاول شخص مجهول إعادة برمجة القفل الالكتروني في باب الغرفة. أما الاحتمال الثاني الأكثر ترجيحا بحسب الصحيفة فهو أنه بعد الإخفاق في اقتحام الغرفة قام احد أفراد فريق الاغتيال باستدراج المبحوح لفتح باب غرفته ربما المرأة "جيل" الايرلندية التي كانت تعتمر باروكة سوداء، حيث طرقت الباب منتحلة صفة إحدى موظفات الفندق وعندما فتح المبحوح الباب انقض عليه باقي أفراد الفريق واغتالوه. وقالت الصحيفة ان السؤال كيف تم اغتيال المبحوح ما زال مفتوحا، وان كل ما هو واضح هو ان المنفذين علقوا على باب الغرفة لافتة الرجاء عدم الإزعاج واقفلوا الباب. ويقول مراسل الصحيفة انه بالرغم من ان الموساد كان على علم مسبق بنصب كاميرات حراسة في دائرة تلفزيونية مغلقة في فندق دبي فإن رؤساء الموساد أصيبوا بدهشة من نجاح شرطة دبي في الربط بين كل الصور التي التقطتها هذه الكاميرات ووضع سيناريو موحد كشف عن هويات المغتالين. وذكرت الصحيفة انه في أعقاب هذا الاكتشاف المربك اضطر الموساد الى تعليق عمليات مماثلة تم التخطيط لها في الشرق الأوسط لتجنب تعريض عملاء الموساد للخطر. استدعاء سفراء إلى ذلك ذكرت صحيفة "البيان" الإماراتية أن الدكتور أنور محمد قرقاش وزير دولة الإمارات للشئون الخارجية، قد استدعى سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لإطلاعهم على تطورات قضية اغتيال المبحوح. ومن المنتظر أن يحض قرقاش السفراء على مواصلة دعمهم وتعاونهم في عمليات التحقيق الجارية في هذا الشأن، بالتزامن مع إعراب الدولة عن قلقها لإساءة استخدام الامتيازات الممنوحة لحملة جوازات سفر بعض الدول الأجنبية الصديقة بالدخول إلى أراضيها من دون تأشيرات. وكان قائد شرطة دبي قد صرح لصحيفة "البيان" الإماراتية، الأحد، أن هناك معلومات في قضية اغتيال القيادي المبحوح لا تود شرطة دبي الإعلان عنها الآن، خصوصاً في ما يتعلق بجوازات سفر دبلوماسية استخدمها بعض الجناة في دخول دبي. وقال الفريق ضاحي خلفان تميم إن بعض الجناة ممن اغتالوا محمود المبحوح في دبي دخلوا الدولة من قبل، ولكن منذ فترة طويلة تقارب العام بجوازات السفر نفسها التي دخلوا بها مؤخراً، وليس كما أشيع أنهم دخلوا دبي منذ شهرين. وأضاف خلفان أن بعض الضالعين في اغتيال المبحوح استخدموا جوازات سفر دبلوماسية، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود أدلة جديدة تثبت تورط الموساد الإسرائيلي في العملية. وأشار قائد شرطة دبي إلى أن المعلومات عن موعد تنقلات ووصول المبحوح إلى دبي وصلت إلى فريق القتل من قبل شخص في الدائرة الضيقة المقربة جدا من المبحوح. واعتبر خلفان أن هذا الشخص هو "العنصر القاتل"، وطالب حركة حماس بإجراء تحقيق داخلي في هذه القضية. ورفضت حركة حماس الأحد هذه التصريحات ، قائلة "الحركة لا تقبل ما ورد في تصريحات قائد شرطة دبي من "اتهامات" حول وجود اختراقات أمنية في صفوف حماس"، مؤكدا في الوقت نفسه على جدوى التعاون بين الحركة ودبي في سير التحقيقات.