أ ش أ - تصدر قرار مجلس الأمن الدولي بشأن التدخل العسكري لاستعادة شمال مالي من الإسلاميين المسلحين بعض صفحات كبريات الصحف الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء والمساعي الأمريكية الرامية لدفع الجزائر على قبول ودعم القرار. وذكرت صحيفتا "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" اليوم الثلاثاء أن أمريكا انضمت أمس الاثنين إلى فرنسا في إطار حملة ضغط دبلوماسية لكسب دعم دولة الجزائر في قرار التدخل العسكري في شمال مالي حيث تشن جماعات مسلحة تنتمي لتنظيم القاعدة حملات إرهابية، تراها الإدارة الأمريكية بمثابة التهديد الخطير على الدول الأخرى.
وأوضحت الصحيفتان الأمريكيتان - في تقارير أوردتهما على موقعيهما الالكتروني - أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون سعت خلال اجتماعها مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في العاصمة الجزائرية إلى دفع الجزائر لتأييد القرار لاستعادة الأمن المتدهور في مالي منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المالي توماني توري وانسحاب الجيش النظامي من الشمال في مارس الماضي.
وأشارت (واشنطن بوست) إلى أن كلينتون لم تستطع بشكل فوري إقناع الرئيس الجزائري بخطة تدعيم التدخل العسكري في مالي حيث أنه يشعر بالقلق والخوف من تداعيات هذا التدخل.
وقالت كلينتون - في ختام لقائها مع بوتفليقة - "كانت لنا محادثات معمقة جدا حول الوضع في المنطقة وخاصة في مالي، واتفقنا على متابعة المحادثات على مستوى الخبراء وبمشاركة الأطراف الفاعلة في المنطقة ومنظمة الاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والأمم المتحدة لمحاولة إيجاد حل لهذه المشاكل".
وأشارت (واشنطن بوست) إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تسعى لإبرام اتفاق مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة كبداية لجولة دبلوماسية إلى دول البلقان.
ومن المنتظر أيضا أن يزور الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دولة الجزائر في ديسمبر المقبل بهدف وضع اللمسات الأخيرة لدعم إقليمي لقرار التدخل العسكري في وقت لاحق من 2013.
ونوهت الصحيفة بأن أية قوة دولية مقترحة لمواجهة المسلحين في مالي تعتبر عملية مستحيلة بدون الدعم الجزائري إلا أن الجزائر يبدو أنها مترددة إزاء الموافقة على الانضمام لتحالف من هذا القبيل حيث من الممكن أن تطيح هذه القوات بالمسلحين المتطرفين من مالي وتعيدهم إلى الحدود مع الجزائر.
وقال مسئول في وزارة الخارجية الأمريكية إن بوتفليقة لم يوافق "بشكل ملموس" على تدخل عسكري أفريقي في مالي كما لم يعارضه.
وكانت الجزائر تعارض أي تدخل عسكري دولي في جارتها الجنوبية خشية أن تؤدي الأزمة إلى "زعزعة الاستقرار" على أراضيها حيث يقيم 50 ألفا من الطوارق لكنها تراجعت مؤخرا عن موقفها هذا.
واعتبرت الجزائر أن قرار مجلس الأمن بشأن التدخل العسكري لاستعادة شمال مالي من الإسلاميين المسلحين "إيجابي" وأنه أخذ في الاعتبار "العديد من العناصر" الواردة في الخطة الجزائرية لحل أزمة هذا البلد.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر في 12 أكتوبر الجاري قرارا يمهد لنشر قوة دولية يقارب عددها ثلاثة آلاف عنصر في مالي ويمهل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا 45 يوما لوضع خططها لتنفيذ القرار. مواد متعلقة: 1. كلينتون تصل الجزائر لبحث تداعيات التدخل العسكري في مالي 2. «طوارق الجزائر» يعارضون التدخل العسكري الأجنبي في شمال «مالي» 3. «كلينتون» تكشف عن مباحثاتها مع «الرئيس الجزائري»