القدس المحتلة: يلتقي المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل اليوم الأحد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل لقائه غدا الاثنين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لبحث سبل إجراء مفاوضات مباشرة بين الجانبيين. وأفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية انه من المرجح ان يؤكد نتنياهو خلال لقائه ميتشل على إن إسرائيل مستعدة لاجراء مباحثات غير مباشرة مع الفلسطينيين بدون شروط مسبقة. ونقلت الاذاعة الإسرائيلية عن بيان لوزارة الحرب الإسرائيلية ان ميتشل التقي السبت إيهود باراك مشيرة إلى ان:" خلال لقاء عقد في منزل الوزير باراك في تل ابيب، واستمر ساعة ونصف ساعة، ناقش باراك وميتشل موضوع استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين". وكان ميتشل وصل السبت إلى المنطقة، ومن المقرر ان يلتقي الرئيس محمود عباس، في زيارة تسبق تلك التي من المقرر ان يجريها نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة مطلع الأسبوع المقبل. ويتوقع المسئولون ان تتركز مباحثات ميتشل مع طرفي النزاع على صيغة المفاوضات غير المباشرة لأربعة أشهر التي وافق عليها الرئيس عباس ووزارء الخارجية العرب في القاهرة الأربعاء الماضي بعد اصرار دام سنة كاملة تقريبا على وقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة كشرط لاستئناف المفاوضات. وتشهد الأراضي الفلسطينية توترا متزايدا بسبب مواصلة إسرائيل استيلائها على الاراضي والاملاك الفلسطينية في القدس والضفة الغربية، وبسبب قرار حكومة نتنياهو الاخير اعتبار موقعين دينيين في الخليل من مواقع الارث الحضاري الاسرائيلي. وحدت الصدامات التي شهدها المسجد الاقصى يوم الجمعة بين شبان فلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية بمجلس الأمن الى اصدار بيان حث فيه الطرفين على التحلي بضبط النفس وتجنب التصرفات الاستفزازية. وفي رام الله، اتهم الرئيس الفلسطيني، الذي فاز السبت بدعم حركته حركة فتح لقراره استئناف التفاوض مع إسرائيل، رئيس الحكومة الإسرائيلية بالتعنت فيما يخص الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة وهو موقف قال الرئيس عباس إنه يهدد بالقضاء على العملية السلمية برمتها. وقال إن الخطوات الاستيطانية الإسرائيلية الأخيرة، اضافة الى قرار الحكومة بضم بعض المواقع الدينية في الضفة الغربية الى قائمة الارث اليهودي "تهدد بفتح الابواب الى مستقبل مظلم ينتظرنا جميعا." واضاف: "تواصل الحكومة الاسرائيلية سياسة التسويف من اجل كسب الوقت وتشديد قبضتها على الأراضي المحتلة لاجهاض اي امل واقعي بانشاء دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للاستمرار. وكان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة قد اعلن: "ان "مفاوضات التقريب غير المباشرة المقترحة حاليا تقوم على اساس ان يستمر الموفد الأمريكي إلى الشرق الاوسط جورج ميتشل بالتنقل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي". وفشلت حتى الآن مبادرات واشنطن لاستئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، والتي توقفت مع بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في شتاء 2008.