يصدر قريباً عن دار "اكتب" للنشر للكاتبة سامية أبو زيد كتاب "هل سقط الإله"، وهو مقالات مجمعة تضم كتاباتها قبل الثورة وأثنائها وبعدها، ساهم في خروجه إلى النور كما تقول مؤلفته يحيى هاشم صاحب دار النشر التي يصدر عنها الكتاب. وتقول الكاتبة في تصريحات خاصة ل "محيط" أن بعض هذه المقالات نشر في بعض المواقع الإلكترونية أو في تدوينات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وتدور جميع المقالات كما تقول الكاتبة حول فكرة الثورة في مصر، لكنها بعد خلع مبارك هل استطاعت فعلاً أن تسقط الإله؟، تقول: "..مازلت أذكر أول فجر يشرق علينا بلا مبارك رئيسا بعد ثلاثين سنة، وأقول لنفسى "هل سقط الإله"؟" ورغم أن الكتاب لا يجيب عن التساؤل إلا أن الكاتبة تقول: "..الحق أنه لم يسقط بعد، فأعوانه وأذنابه والمنتفعون من نظامه العفن مازالوا يعملون أظفارهم وأنيابهم في كل الشرفاء قتلا وتشهيراً".
الكتاب كما تقول مؤلفته يحذر من ميلاد فرعون جديد، فالنظام لم يسقط بأكمله وهناك خوف من فرعنة "النظام القائم" والرئيس.
وتؤكد أبوزيد أن خوفها لا ينحصر من شخص الرئيس الحالي، لكنها تخشى ممن يسعون إلى إرضاء الإخوان، مثلما حدث مع الكاتب سامح فايز حين أوقف رئيس تحرير "المصور" نشر سلسلة مقالات له حول كتابه "هكذا تكلم إخواني سابق" التي يكشف بها ما يحدث داخل الإخوان، وكان مبرر رئيس تحرير "المصور" في عدم النشر أنه لن يستطع أن يبدأ عهده بمعاداة الإخوان!.
وتتابع قائلة: على الشعب أن يغير نمط تفكيره، لأننا تحررنا ولن نسمح كما قال عبدالمنعم أبو الفتوح قبل ذلك أن يستعبدنا أي حاكم، فالمصريون تحرروا وقهروا الخوف.
ومن مقالات الكتاب نقرأ تحت عنوان " إلى الضاحكين دون علم" في 7 نوفمبر 2009: "..أدهشنى استخفاف البعض بالخبر المتعلق بسطو إسرائيل على الأكلات الشعبية الفلسطينية ومن بينها الفلافل. فهؤلاء الناس يعلمون جيدا ما يفعلون، وجل همهم أن يخلقوا جذورا تاريخية وثقافية فى ارض غريبة عنهم، ويعلمون تمام العلم أن التاريخ والحضارة والثقافة منظومة متكاملة، حتى النكات والأمثال الشعبية يسرقونها لتخليق هوية وتاريخ، فلا تستهينوا بسرقة الأكلات الشعبية".
في مقالة كتبت يوم 5 فبراير 2001 بعنوان " الرئيس الذى أريده" تقول:".. لا أريد رئيسا يفلقنى بأخبار حرمه المصون، أريد رئيسا يتخلص من منصب سيدة مصر الأولى الذى يكون بوابة خلفية للفساد والمحسوبية.أريد رئيسا يتخلص من طاقم المنافقين، لا أريد رئيسا تسبنا عساكره بأولاد المفعولة، وبديهى ألا يرفعوا أيديهم وأحذيتهم الثقيلة على أى كان حتى لو كان مجرما عتيد الإجرام. أريد رئيسا يسمح لنا بزراعة القمح. لا أريد رئيسا أصم العقل والفؤاد، لا أريد رئيسا نعبده من دون الله. أريده عبد الله، بل عبدا من عباد الله. فهل هذا كثير؟".
وتحت عنوان "المزز والحرب النفسية" في 11 يونيو 2012 تختتم أبو زيد كتابها وتقول: "..مع احتدام الجدل حول القاتل والخائن وأيهما أهون على الناس، برز سلاح "المزز" بشكل قوى ومتشعب فى كافة الاتجاهات. بدءا من الفضائح الأخلاقية لترهيب الناس وتبغيضهم فى التيار الدينى المكروه أصلا لدى الكثيرين، ولشغلهم بقضايا ثانوية فردية ومحاولة تعميمها مع الخلط الواضح بين أطياف التيار الدينى كله، ومرورا بصفحات "المزز" الباحثات عن الحب الحقيقى على صفحات الفيسبوك.
تواصل في مقالها: تنتشر أخطر هذه الأسلحة، والتى يتداولها الشباب دون وعى منهم بالحرب النفسية الكامنة خلفها، من عينة مشجعات الدورى الأوروبى من الحسناوت ومقارنتهن بالصنادل الملقحة فى البيت حسب تعبير بعضهم، وانتهاء بصور لفتيات قبيحة المنظر شرسة الملامح باعتبار أن هؤلاء هن مشجعات مصر البائسات، والبائسون للبائسات وجتنا نيلة فى حظنا الهباب، الخ هذه النغمة المغرضة، التى استتبعها بالضروروة ردود من بعض الفتيات يعيرن فيها الشاب المصرى بكرشه وهندامه أو بهزاله. ولنتوقف قليلا هاهنا، فقد أصبح الأمر تنابزا بين شريكى الثورة وهو الهدف المباشر من الفرقة التى أصبحت سمة لا تخفى على أحد بين كل طيف وآخر.
أما الغرض الأكثر خطورة فهو كسر حالة العزة والاعتزاز التى جعلت المصرى يقول يوما : ارفع راسك فوق انت مصرى. وغرس الشعور بالدونية واحتقار الذات واحتقار الوطن والوطنية ليهون الوطن بعدها ومن ثم تتراجع سبل النضال والفداء التى بذل من أجلها خيرة شبابنا دماءه ونور عينيه فضلا عن غرس السطحية والتفاهة فى النفوس واعتماد المعايير الجسدية والشكلية التى لا خيار لأحد فيها أداة للحكم على الناس، رفقا بمصريتنا وتأملوا.