اتجهت احتفالية ذكرى رحيل الزعيم جمال عبدالناصر لتكريم شخصه ومشروعه الوطني، فيما رأى الدكتور صلاح هاشم خبير التنمية أنه كانت هناك جوانب إخفاق عديدة لا يريد الناصريون تذكرها عادة، وأهمها ملف الحريات والفساد السياسي والإداري ونكسة يونيو والعدل . وقد اعتبر هاشم في حديثه لشبكة الإعلام العربية "محيط"على هامش الاحتفالية، أن جمال عبدالناصر تنصل من هدف الديمقراطية الذي أعلنته ثورة يوليو حين انطلقت، وكمم الصحافة والإعلام والأفواه المعارضة.
وقال أنه جرى في عصر عبدالناصر استحواذ لأهل الثقة على المناصب القيادية ما أدى لضياع الأموال المصرية، ومن ذلك قضية مديرية التحرير حيث تم التحقيق فيها مع مسئولين عن الحادث دون مجدي حسين عضو مجلس قيادة الثورة والمسئول الأول عن المشروع، وهو ينافي فكرة العدالة في المعاملة بين المصريين، كما ضاع على مصر خمسمائة مليون جنيه ذهب استرليني في عهد عبدالناصر.
وأضاف: تم التعتيم على انتكاسة 67 رغم أن المجتمع المصري منذ ذلك الحين حتى حكم السادات كان يطالب بالكشف عن كواليس الكارثة إلا أنه السادات يبدو أنه لم يكن يريد أن يفتح هذا الملف، وشكل السادات لجنة برئاسة نائبه وأغلق الملف كغيره من الملفات، أما عبدالحكيم عامر فكان يحكم الجيش المصري وعبدالناصر كان يحكم المجتمع وكان لا يستطيع الاقتراب من الجيش، وكأن لدينا دولتين.
ويرى الخبير أنه في عصر عبدالناصر تم السماح لشمس بدران وهو متورط بالنكسة باعتباره قائد الأركان وخرج خارج البلاد ، وتم اعتقال محمد نجيب بدون وجه قانوني، لذلك يجب على المجتمع المصري أن يعيد مشروع الزعامة ولابد أن يغير الناصريون من طريقة حوارهم لأن مصر أغلبية صامتة هي التي تحدد في النهاية المستقبل القادم .
أخيرا أكد هاشم أن ما من مصري يمكنه إنكار إسهام عبدالناصر في خروج مصر من العصر الملكي المظلم ودوره في تحرر الشعوب العربية، ولكن النقد التاريخي يؤدي لعدم تكرار خطايا الماضي وعبرة للقادم. مواد متعلقة: 1. "الجبهة الديمقراطية" يحتفل بذكرى عبد الناصر 2. المتحدث باسم شفيق: هل يفعلها الرئيس الإخواني ويحتفل ب «عبد الناصر»؟ 3. عبد الناصر عبر ب"نكسة" الكرة المصرية.. ومرسي "لسه بيفكر" "فيديو"