واشنطن: أكد علماء أمريكيون إمكانية الحفاظ على فعالية المبيدات المستخدمة ضد الأعشاب المتطفلة من خلال تعديل الصفات الوراثية للنباتات النافعة المراد حمياتها. وأظهرت الدراسات التي قام بها باحثو شركة داو أجرو ساينس للأبحاث الزراعية بمدينة إنديابوليس بولاية إنديانا الأمريكية أن نبات الذرة والقطن والأرز والعديد من المحاصيل الزراعية الأخرى أصبحت قادرة من خلال هذا التعديل الوراثي على مقاومة عدة مبيدات عشبية. ويهدف استخدام العديد من المبيدات العشبية المختلفة إلى الحيلولة دون التكون غير المرغوب به لأعشاب قادرة على مقاومة المبيدات، وتنتج شركة داو أجرو ساينس مبيدات عشبية ويبلغ حجم مبيعاتها السنوية من هذه المبيدات نحو ثلاثة مليارات دولار.ونشرت الدراسة اليوم الأثنين في مجلة "بروسيدنجز" التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم. وقام الباحثون خلال الدراسة بإدخال جين في نحو 90% من النباتات النافعة التي تم تعديلها وراثياً. ويمتلك هذا الجين قدرة على جعل مبيد "جليفوسات" العشبي المعروف غير فعال. فإذا تم حقن النبات النافع بهذا الجين فإن الأعشاب المحيطة به فقط هى التي تذبل عند رش النباتات بهذا المبيد حيث يؤدي هذا الجين عند حقنه إلى تكون إنزيم يجعل السم غير ضار بالنبات. غير أن الاستخدام الواسع لهذا السم المتداول في الأسواق تحت الاسم التجاري "راوند اب" أدى إلى تكون مناعة طبيعية لدى 19 نوعاً من الأعشاب المتطفلة التي بدأت تنتشر بشكل خارج عن السيطرة. وأشار الباحثون تحت إشراف تيري رايت من شركة داو أجرو ساينس، إلى أن الاستخدام الواسع وغير العملي لهذا السم هو المسئول عن الحشائش التي اكتسب مناعة ضده. ويرى الباحثون ضرورة المزج بين عدة مبيدات نباتية ذات آليات متعددة الفعالية للحفاظ على قوة هذه المبيدات ولضمان عدم تكوين الحشائش مناعة ضد هذه المبيدات وأن هذه هى الوسيلة الأكثر نجاحاً ضد الحشائش المتطفلة لضمان عدم تكوين هذه الحشائش مناعة ضد المبيدات مع مرور الوقت. وحاول الباحثون معرفة أي الجينات الوراثية التي يمكن أن تجعل النباتات النافعة ذات المناعة ضد مبيد جليفوسات مقاومة للمزيد من المبيدات العشبية.
