دعت مجلة "فورن بوليسي"الأمريكية اليهود الأمريكيين بالكف عن "الهوس بانتخابات الرئاسة الامريكية ونتائجها"، مستبعدة أن يحدث أي من مرشحي انتخابات الرئاسة الأمريكية سواء الرئيس الديمقراطي باراك أوباما أو منافسه الجمهوري ميت رومني فرقا في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب. وأوضحت المجلة- في نسختها الصادرة اليوم الأربعاء، في سياق تحليل إخباري أوردته على موقعها الإلكتروني- أن أفراد المجتمع اليهودي داخل الولاياتالمتحدة يصرون في كل جولة انتخابية رئاسية إلي تحويلها إلي معركة درامية حول أي من المرشحين أفضل وأكثر نفعا إلى المجتمع اليهودي وإسرائيل.
وعزت المجلة الأسباب الكامنة وراء حالة الهيستيريا التي تسيطر على المواطنين الامريكيين من أصل يهودي مع بدء حملات المرشحين لانتخابات الرئاسة الأمريكية إلى قلقهم الدائم حيال إسرائيل وأمنها ومستوى الدعم الامريكي المقدم لها، حيث يعمدون دائما إلى إجراء "اختبارات حاسمة" لمرشحيهم لقياس مدى ولائهم وإخلاصهم لاسرائيل.
وأشارت المجلة إلي أن العديد من أعضاء الحزب الديمقراطي يتظاهرون بأن مرشحهم باراك أوباما هو أكثر الزعماء دعما لاسرائيل في تاريخ الولاياتالمتحدة، فيما يريد العديد من الجمهوريين التصديق فعلا بأن مرشحهم ميت رومني هو مخلص لإسرائيل ومنقذ اليهود من مصادمات محتملة مع الرئيس الراهن أوباما.
ولكن المجلة قالت إن مساعي ومحاولات المعسكريين إلى حد كبير تجانب الحقيقة، مشيرة إلى أنه قد يكون هناك بالفعل اختلافات بين سياسات أوباما ورومني تجاه إسرائيل وأمنها غير إنها استبعدت أن يحدث الوافد الجديد إلى البيت الابيض تغيرا أو اختلافا يذكر في العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية.
وأضافت :أنه على الرغم من الخلافات الواضحة بين الرئيس أوباما وبين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، غير أن أوباما ليس خصما لاسرائيل ولن "يلقي بها تحت الحافلة"، أو يعرض أمنها للخطر.. مؤكدة أنه لم ولن يأتي رئيس أمريكي قد يريد أو يتمكن من فعل ذلك.
ورأت مجلة "فورن بوليسي" أن الخلافات بين أوباما ونتنياهو حول قضايا المستوطنات أو عملية السلام أو أزمة برنامج إيران النووي قوضت إقامة أرضية وأسس حقيقية لثقة متبادلة بين الجانبين أو حتى قبول شخصي، ومن ثم أدى ذلك إلى معايشة الجانبين حاليا لأكثر الفترات توترا بين رئيس وزراء إسرائيلي ورئيس أمريكي في تاريخ البلدين.
وألقت المجلة في هذا الشأن باللائمة على نتنياهو،لافتة إلى أنه في الوقت الذي يعتقد فيه نتنياهو بأن أوباما "متهاون"حينما تتعلق الامور باحتياجات ومقتضيات المصلحة الاسرائيلية،يستبعد أوباما أن يكون لدى رئيس الوزراء الاسرائيلي استعدادا حقيقيا لتحقيق موائمة وتوازن نوعا ما بين مصالح بلاده والمصالح الامريكية.
من جهة أخرى، اعتبرت المجلة أن اعتقاد اليهود الجمهوريين بأن رومني هو مخلص وطوق النجاة لاسرائيل أو إنه ذلك الزعيم القادر والراغب في حل الازمات والتحديات الصعبة التي تمر بها بلادهم ضربا من ضروب الخيال.
وقالت: إنه حتى الآن يتبين أن رئاسة رومني للبلاد لا تعدو كونها سوى ممارسة مغايرة لما انتهجه أوباما طيلة الاربعة الاعوام الماضية؛إذ لم يقدم رومني أي برهان على أن قد يحالفه الحظ أكثر من أسلافه في تصليح أو حل المشكلات والقضايا الاساسية.
وخلصت المجلة إلي أن المؤشر الرئيسي لاختيار رئيس الولاياتالمتحدة المقبل لا يجب أن تكون العلاقات بين واشنطن وتل أبيب بل يجدر بالأحرى، حسبما شددت المجلة، أن يكون من بين رومني وأوباما سيخدم أمريكا على نحو أفضل. مواد متعلقة: 1. رومني يقول أن سلبية اوباما إزاء تظاهرات العالم الإسلامي قادت إلى الفوضى 2. المناظرة الاولى بين المرشحين للإنتخابات الأميركية اوباما ورومني 3. مناظرة اوباما ورومني التاريخية