تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم السبت عددا من القضايا المهمة. ففي مقاله (نقطة نور) بصحيفة "الأهرام"، قال الكاتب مكرم محمد أحمد: " لا أحد يختلف أحد على أن معالجة قضية تباطؤ التقاضي بما يضمن تحقيق العدالة الناجزة ستعيد ثقة المصريين في القضاء وتساعد على خلق مناخ أفضل لجذب المستثمرين".
وأكد الكاتب من خلال مقالته التي نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن العدالة الناجزة تعطي لمفهوم العدل مصداقيته، كما أن العدل أساس الحكم ورابطة العقد التي تشكل عنصر الرضا في علاقة الناس بأنظمة الحكم، مشيرا إلى أن لهذه الأسباب صدقت لجنة نظام الحكم في الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور عند نظرها باب السلطة القضائية على ضرورة أن يتضمن مشروع الدستور الجديد، اعترافا بأحقية هيئة قضايا الدولة أن تكون ضمن الهيئات التي تشكل السلطة القضائية.
وأشار الكاتب إلى أنه بالرغم من أن لجنة الحكم وافقت على منطوق هذه المادة ومضمونها كما وافق عليها حزب الحرية والعدالة في مفاجأة سارة، اعترض المستشار حسام الغرياني رئيس الجمعية التأسيسية في محاضرة طويلة ألقاها على مسامع أعضاء الجمعية على قرار لجنة الحكم بدعوى أن هيئة قضايا الدولة ليست من الهيئات القضائية التي تشكل السلطة القضائية وأنهم أقرب إلى أن يكونوا أعضاء في نقابة المحامين.
ولفت إلى أن هذا الأمر أثار غضبا واسعا بين القضاة كاد أن يصبح فتنة تعصف بوحدتهم، خاصة أن نسبة كبيرة من القضاة يرون أن تحويل هيئة قضايا الدولة إلى نيابة مدنية يمثل حلا سحريا لقضية تكدس القضايا في المحاكم ينقذ سمعة القضاء ويصحح صورته بين الناس.
وفي مقاله (أفكار متقاطعة) بصحيفة (أخبار اليوم) قال الكاتب سليمان قناوى رئيس تحرير الصحيفة: "إن القوات المسلحة تحملت العبء الكلي في تحرير مصر من الاحتلال الصهيوني في حرب تحرير سيناء في السادس من أكتوبر عام 1973 وجزء من العبء في تخليص مصر من الطغاة المستبدة بعد ثورة شباب مصر الطاهر على نظام مبارك في 25 يناير2011 التي فتحت الطريق وسهلت لقواتنا المسلحة المهمة دون أدني حاجة إلي انقلاب عسكري".
وأضاف الكاتب: "أنه إذا كان من البديهي أن يدمر العدو الصهيوني كل بقعة يمتد إليها احتلاله، فإنه يعز على النفس أن الديكتاتور المحلي، ابن البلد، دمر بالفعل كل بقعة امتدت إليها يده ويد عائلته".
وأشار الكاتب إلى أن الاحتلال الصهيوني مارس التدمير والتخريب الخشن بالمفرقعات والدانات والتفجيرات، والثاني قام بهذا الفعل بالتدمير الناعم، إن صح التعبير، من خلال نهب المال العام وإفساد الذمم و"احتلال" مئات الآلاف من الأفدنة من الأراضي عبر شرائها بابخس الإثمان وبطرق التدليس وبيعها بمليارات الجنيهات.
وتساءل الكاتب، عن الفارق إذن بين عدو سرق بترول سيناء خلال سنوات الاحتلال الست، وبين ديكتاتور مصري، باع نفس البترول ثم الغاز الطبيعي لنفس العدو بأبخس الأثمان، وكأنه قد كتب علينا أن يسرق بترولنا وغازنا سواء كنا تحت الاحتلال أو أصبحنا أحرارا.
وأكد الكاتب أنه لا فرق بين موشي ديان وزير دفاع العدو الراحل، الذي سرق العديد من قطع الآثار المصرية من سيناء، وبين عصابات السرقة المنظمة لنفس هذه الآثار التي أدارها العديد من رموز النظام المصري.
وقال الكاتب: "الحمد لله أن قيض مالك الملك لمصر جيشا وطنيا خلصها من سنوات الذل التي عاشتها تحت الاحتلال الإسرائيلي من هزيمة يونيو 1967 حتى نصر أكتوبر 1973 وقيض لها نفس هذا الجيش ليحمي ثورتها التي خلصتها من سنوات الهوان الثلاثين".
وفى مقاله بعنوان "هكذا"، رأى الكاتب عصام عبد العزيز رئيس تحرير مجلة "روزاليوسف" أن الحل السحري لكل أزماتنا تنبع من الروح المصرية المذهلة التي ظهرت أيام نصر أكتوبر وأيام ثورة يناير.
وأكد الكاتب أن الأزمة الحقيقية التي تواجهنا هي أزمة ثقة انتقلت إلى طبقات المجتمع، فالفقراء لا يثقون في شيء والأغنياء أيضا، وانتقلت أزمة الثقة لتحتل مكانها بين الدولة والشعب ، وانتشرت بين الفصائل السياسية وبين النخب وقادة الرأي، مشيرا إلى أنه أصبح كل طرف يبحث عن نصيبه من مكاسب الثورة التي لم يتحقق أغلب أهدافها حتى الآن.
وانتقل الكاتب للحديث عن الأزمة المالية الخانقة التي تحدث عنها وزير المالية الدكتور ممتاز السعيد من عجز الموازنة العامة وعجز الميزان التجاري وميزان المدفوعات، حيث أشار الوزير إلى أن 76 % من موارد مصر المالية تنفق على سداد أقساط الديون وفوائدها والأجور للعاملين في الدولة والقطاع العام ولا يبقى لنا إلا 24 % من هذه الموارد للإنفاق على الصحة والتعليم والخدمات والاستثمارات وغيرها.
كما لفت الكاتب إلى إعلان وزير التربية والتعليم الدكتور إبراهيم غنيم مؤخرا أنه لا يملك الموارد المالية اللازمة لتلبية مطالب المعلمين من زيادة الأجور، مقدرا مبادرة الوزراء بمصارحة الرأي العام بحقائق الوضع الاقتصادي، مؤكدا أن الأمر يحتاج إلى خطة قومية عاجلة لعلاج الاقتصاد المصري الواهن أو ما اسماه عملية إنقاذ مصر.
وخلص إلى القول بأن مصر الآن في حاجة إلى توافق وطني يتسع لكل التيارات الوطنية ولا يحتكرها تيار بعينه، مشيرا إلى أنه من خلال ذلك تؤسس الدول العصرية وتوضع الدساتير. مواد متعلقة: 1. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية 2. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية 3. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية