اعتبرت صحيفتان أمريكيتان صدرتا اليوم السبت اعلان جهاز الاستخبارات الامريكية أن منفذي الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي كانوا على صلة بتنظيم القاعدة قد ترك الرئيس باراك أوباما في مواجهة قضايا شائكة جديدة في ملفي الأمن القومي والسياسة الخارجية، الذي يتفوق فيه على منافسه في الانتخابات الرئاسية عن الحزب الجمهوي ميت رومني. وقال ريتشارد وليامسون الدبلوماسي السابق واحدي مستشاري رومني في تصريحات أوردتها صحيفة نيويورك تايمز على موقعها الألكتروني-" حادث الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي يعد حدثا فارقا في مسار الحملة الانتخابية نظرا لأنه يفتح الباب على مصراعيه لاغتنام الفرصة والتحدث بشكل أكبر عن ملف السياسة الخارجية في إدارة الرئيس أوباما".
وأوضحت الصحيفة أن التساؤلات حيال هذه القضية لن تأتي فقط من جانب الجمهوريين بل سيدعو هجوم بنغازي الجميع إلى التساؤل حول دقة المعلومات المخابراتية وما إذا كان أفراد البعثات الأمريكية في الخارج يتلقون الحماية الكافية لهم أم لا.
وأضافت:"أنه حتى المقربين من الرئيس أوباما أمثال السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ، حثوا البيت الأبيض على كشف المزيد من المعلومات في هذا السياق ولا سيما تلك التي تتحدث عما إذا كانت الحكومة الأمريكية توفر الحماية اللازمة لمؤسساتها الدبلوماسية في الخارج".
ولهذاأكد البيت الأبيض - حسبما أفادت (نيويورك تايمز)- أن تغيير تقييماته حول هذا الحادث جاءت وفقا لاكتشاف معلومات مخابراتية جديدة وليست من منطلق أي رغبة لتقليل خطورته،فالرئيس أوباما-حسبما ذكر معاونوه-أعلن منذ اللحظة الأولى أن هذا الحادث يعد "عملا ارهابيا".
بدورها، رأت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن اعلان واشنطن أن منفذي الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي كانوا على صلة بتنظيم القاعدة يعد أول بيان أمريكي مفصل وواضح حول هذا الحادث الذي أودى بحياة السفير الأمريكي كريس ستفينز إلى جانب ثلاثة آخرين من طاقمه.
وأوضحت الصحيفة -في سياق تعليق أوردته على موقعها الالكتروني أن تصريحات المسئولين الأمريكيين بأن هجوم بنغازي كان ارهابيا ومنظما يناقض في الحقيقة تلك التي صدرت عنهم مسبقا وأكدت أن الهجوم نتج عن التظاهرات الشعبية التلقائية التي اندلعت على خلفية بث الفيلم الأمريكي "براءة المسلمين"الذي أساء إلى النبي محمد (ص).
وقالت:"إن البيان الصادر عن مكتب جهاز الاستخبارات الأمريكية حول حادث بنغازي لم يجب بعد عن السؤال الذي بات في جوهر السجالات السياسية الأمريكية وهو ما إذا كان الهجوم كان مدبرا من قبل على نحو كان يتحتم على الإدارة الأمريكية أن تكشفه!!". ودعمت (وول ستريت جورنال) تساؤلها السابق بالإشارة إلى تصريحات عدد من الجمهوريين الأمريكيين بأن إدارة الرئيس باراك أوباما كانت على علم بهذا الهجوم قبل حدوثه وبيد أنها أخفت هذه الحقيقة لتجنب تعريض الأجهزة الأمنية لإخفاق جديد.
كما نقلت الصحيفة عن شون تورنر المتحدث باسم الاستخبارات الامريكية قوله:"إنه تبين لنا عقب الساعات الأولى من وقوع الهجوم أنه بدأ بطريقة تلقائية أعقب التظاهرات التي اندلعت في القاهرة قبلها بيوم".
ومع ذلك عاد المسئول الأمريكي ليضيف:"أنه نظرا لإطلاعنا على المزيد من ملابسات هذا الهجوم فقد اضطررنا إلى مراجعة تقييمنا الأولي لنتأكد من أن الهجوم على مقر قنصليتنا في بنغازي كان منظما ومتعمدا من قبل عدد من المهاجمين الذين كانوا على صلة بمجموعات مرتبطة أو قريبة من تنظيم القاعدة". مواد متعلقة: 1. صحيفة أمريكية تتساءل عن سياسات أوباما بعد الهجوم على القنصلية الامريكية ببنغازي 2. مجلس الشيوخ يطالب كلينتون بإيضاحات حول هجوم قنصلية بنغازي 3. واشنطن: مهاجمو القنصلية ببنغازي كانوا على صلة بتنظيم القاعدة