شرعت الجزائر في الترويج لموقفها الرافض لتدويل الأزمة مع مالي لدى القوى العظمى تحسبا لإعادة طرح القضية مجددا على مجلس الأمن الدولي الأسبوع القادم من قبل فرنسا التي فشلت في وقت سابق في الحصول على تفويض أممي للتدخل العسكري في مالي. وفى هذا الإطار، التقى وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي على هامش الدورة ال67 للجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدةبنيويورك بكل من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والصيني يانج يي شي. وتطرقت المحادثات حسبما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية إلى الوضع في منطقة الساحل ومالي التي تعيش على وقع أزمة أمنية وإنسانية، وإن لم تكشف الوكالة عن ما دار في المباحثات خلف الجدران.. إلا أن طرح القضية المالية للنقاش بين الجزائر والدولتين العظميين يعني دراسة وبحث السبل التي يمكن أن تؤدي للخروج بموقف مشترك لمواجهة الداعين إلى تدويل الأزمة المالية سيما بعد استعمال كل من روسيا والصين لحق النقض "الفيتو" في إفشال محاولات الداعين للتدخل العسكري في سوريا تحت غطاء الأممالمتحدة.
ويتفق الموقفان الروسي والصيني بشأن الأزمة في مالي مع الموقف الجزائري الذي يرى ضرورة مساعدة الأطراف المتنازعة على حل مشاكلهم الداخلية عن طريق الحوار، بعيدا عن أي توظيف للقوة أو الاستقواء بأطراف أجنبية، لاستعادة سلامة الوحدة الترابية لمالي.
وتزامنت المباحثات الجزائرية الروسية، والجزائرية الصينية، مع إعلان وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس التحضير لعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل قد يخصص للوضع في مالي، في خطوة أعقبت طلب حكومة باماكو تدخلا عسكريا أجنبيا في المناطق الشمالية الواقعة تحت سيطرة حركات إسلامية مسلحة.
وقال فابيوس فى تصريحات له أمس من نيويورك حيث يشارك في الجمعية العامة للأمم المتحدة "نأمل أن يعقد الأسبوع المقبل اجتماع لمجلس الأمن يسمح بالمضى قدما في الأزمة المالية".
وأضاف فابيوس "دعونا منذ أسابيع عدة إلى القيام بخطوات سريعة لأنه ما دام المجتمع الدولي لا يتحرك فإن هؤلاء الإرهابيين يعززون صفوفهم".
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي شروع بلاده في حملة لإقناع الدول التي يمكن أن تقف في طريق استصدار قرار من الأممالمتحدة للتدخل العسكري، وقال: "ينبغي الآن إقناع عدد معين من الدول، ونحن نؤدي هذا الدور إلى جانب الماليين. يجب إقناع الروس والصينيين والأمريكيين وآخرين أيضا".
وبرر الوزير الفرنسي تحمس بلاده لاستعمال القوة العسكرية في شمال مالي بالمسئولية الملقاة على عاتق حكومة فرانسوا هولاند في تحرير رعاياها المختطفين من طرف إرهابيين مفترضين في منطقة الساحل.
من جانبه، أعلن ممثل الرئيس الروسي للتعاون مع الدول الإفريقية ميخائيل مارغيلوف رفض بلاده المطلق لاستعمال القوة خارج ميثاق الأممالمتحدة. مواد متعلقة: 1. مدلسي: الجزائر لم تعتبر قرار غلق الحدود مع المغرب نهائيا 2. مدلسي: العلاقات مع ليبيا طبيعية وليست بحاجة إلى تطبيع 3. مدلسي: عائلة القذافي بالجزائر لا تشكل خطرا على الشعب الليبي