رويترز: دعا أئمة المساجد في ليبيا المواطنين اليوم الجمعة إلى إلغاء مظاهرات مقررة ضد الميليشيات خشية أن تؤدي إلى تجدد العنف، وبالرغم من ذلك خرج نحو 400 محتج مناهضين للميليشات في ساحة الجزائر بالعاصمة الليبية طرابلس وساروا عبر ساحة الشهداء الرئيسية وهم يرددون هتافات ويصفقون. ودعا الشيخ صادق الغرياني مفتي الديار الليبية في بيان نشرته وكالة الأنباء الليبية إلى وقف المظاهرات التي كانت مقررة اليوم وقال إن هذه المسيرات لن تكون آمنة، وطالب المواطنين "أن لا يشاركوا في ذلك حقنا للدماء وحفاظا على الأرواح"، مضيفا، "هناك من يريد أن يستغل هذه المظاهرات ويوجهها إلى منحى غير صحيح."
ودعا خطيب مسجد شارع الزاوية في وسط طرابلس المصلين إلى احترام دعوة المفتي وعدم المشاركة في المظاهرات لأنه لا يمكن ضمان أن تكون سلمية، وألقيت خطب مماثلة في مساجد أخرى في العاصمة وفي بنغازي.
وقالت وزارة الداخلية الليبية إن الشرطة وضعت في حالة تأهب قصوى لثلاثة أيام اعتبارا من أمس الخميس لمنع وقوع أعمال عنف.
ونظم الليبيون قبل نحو أسبوع مظاهرة حاشدة مدعومة من الحكومة ومؤيدة للديمقراطية في بنغازي المدينة الرئيسية في شرق البلاد بلغت ذروتها باجتياح المتظاهرين سلميا مقر ميليشيا أنصار الشريعة وطردها من قواعدها بالمدينة.
وتحولت تلك المظاهرة إلى العنف في وقت لاحق عندما اقتحم المحتجون مقر ميليشيا أخرى هي كتيبة راف الله السحاتي التي تعمل بإذن من الحكومة. وسقط 11 قتيلا وأصيب العشرات في الاشتباكات التي اندلعت في المقر.
ودعت منظمات من المجتمع المدني إلى تنظيم جولة ثانية من المظاهرات تحت شعار "جمعة إنقاذ بنغازي" ومظاهرة أخرى في طرابلس العاصمة الأسبوع القادم. وقالت جماعات الميليشيات إن مؤيديها سينظمون مظاهرات مضادة.
لكن يبدو أن الحكومة قررت عدم تشجيع المظاهرات المناهضة للميليشيات في الوقت الحالي بعد أن أيدت بحماس مظاهرات بنغازي الأسبوع الماضي عندما أرسل الجيش طائرات مقاتلة لتحية المتظاهرين، وألغيت مظاهرة كانت مقررة في بنغازي بعد ظهر اليوم الجمعة.
وقال ونيس نجم وهو ناشط من الطلبة وأحد منظمي المظاهرة "مع بدء الاستجابة لمطالبنا في بنغازي قررنا منح المؤتمر الوطني فرصة." ومضى يقول "المزاج العام في بنغازي حقيقة لا يؤيد تنظيم مظاهرة."
وفي طرابلس حمل مئات المتظاهرين لافتات تعلن معارضتها للميليشيات والجماعات المسلحة وتطالب بجيش موحد وتؤكد الحق في التظاهر.
وانتقد كثيرون المفتي لمعارضته المظاهرات ورددوا هتافات تعبر عن رفضهم لدعوته وعن تضامنهم مع بنغازي.
وقال مراد زكري الذي يدير مدرسة في طرابلس "إنني واحد من الذين حملوا السلاح وحاربوا القذافي وأعود اليوم إلى الساحة لأعلن مرة أخرى معارضتي.. معارضتي لزعماء الميليشيات وتأييدي لدولة مدنية".
ومضى يقول "ذهبت إلى الجبهة وحاربت من أجل بلدي وليس من أجل دولة كهذه يديرها السلفيون والإخوان (المسلمون)."
وقالت ناشطة عمرها 50 عاما إنها شاركت في اجتماع عقد في اللحظات الأخيرة في فندق في طرابلس ليل أمس حيث دعي النشطاء وتعرضوا لضغوط للتراجع عن المظاهرة.
وقالت "لم يسمح بالحديث إلا لمن يعارضون المظاهرات.. أشعر بأسف لأن الجميع تخلوا عنا، لم يعترض أحد مدافعا عن حق طرابلس في الخروج (والاحتجاج)."
وقال رئيس الوزراء المنتخب مصطفى أبو شاقور في ساعة متأخرة أمس الخميس إن أي احتجاجات يجب أن تكون سلمية. وقال إن التظاهر حق للمواطنين في دولة ديمقراطية ما دامت منضبطة ولا تشكل خطرا على الدولة ولا تؤدي إلى سقوط قتلى. وقال إن المظاهرات يجب أن تنظم بطريقة متحضرة.
وأعلن رئيس أركان الجيش الليبي أمس أنه سيحظر على الجيش المشاركة في المظاهرات هذا الأسبوع. مواد متعلقة: 1. ليبيا تقرر حل المليشيات المسلحة 2. حل المليشيات .. وإنقاذ ليبيا من مُحرريها (فيديو) 3. "الأركان" الليبية تمهل المليشيات 48 ساعة للخروج من معسكرات الجيش