أكد المشاركون في المؤتمر العربي الأوروبي حول التحديات الجديدة لتنمية الكفاءات في الدول العربية الواقعة جنوب وشرق البحر المتوسط على ضرورة تحديث برامج التدريب والتكوين المهني وتطوير المهارات لتخفيض معدلات البطالة في صفوف الشباب في البلدان العربية. وشدد المتحدثون في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي بدأت أعماله مساء اليوم الثلاثاء وتنظمه مؤسسة التدريب الأوروبية أهمية إصلاح قطاعات التعليم والتدريب والتعليم المهني والتقني وملاءمة مخرجاتها مع متطلبات سوق العمل لفتح فرص جديدة أمام فئة الشباب التي تمثل حوالي 60% من المنطقة العربية التي تتراوح أعمارها بين 30 و50 سنة. من جانبه، قال وزير العمل الأردني الدكتور عاطف عضيبات إن المجتمعات العربية في حاجة لوضع رؤية جديدة في مجال سياسات التنمية البشرية تستجيب لحاجيات الشباب الذين ستناهز أعدادهم 100 مليون شاب بحلول عام 2020، مما يطرح عليها تحديات كبيرة لتوفير فرص عمل لائقة لهؤلاء الشباب خاصة في ظل غياب برامج للتدريب وتطوير المهارات الكفيلة بالمساهمة في الحد من بطالة الشباب. وأضاف أن ضعف التنسيق بين برامج التعليم والتدريب وحاجيات سوق الشغل وغياب منظومة متكاملة بين التعليم والتدريب والشراكات بين مختلف الفاعلين من قطاع عام وخاص وأرباب العمل، عوامل تساهم في تفاقم بطالة الشباب في البلدان العربية التي يوجد بها حوالي 30 مليون شخص يعملون في القطاع غير الرسمي ويحصلون على دخول متدنية مما يجعلهم عرضة للتهميش. بدوره، أشار المدير العام لمنظمة العمل العربية أحمد لقمان إلى أنه على الرغم من العناية الكبيرة التي أولتها عدة بلدان عربية في الآونة الأخيرة للتعليم والتدريب والتشغيل تحت تأثير تداعيات الربيع العربي، فإن هذه البلدان قد تعود إلى المربع الأول إذا لم تبادر إلى تصميم برامج لتطوير المهارات وتحسين القدرات الإنتاجية خاصة وأن أغلب العاطلين في هذه البلدان لا يتوفرون على المهارات الضرورية جراء تراجع مخرجات التعليم المهني والتغيرات المستمرة التي يشهدها سوق العمل. من جانبها، قالت مديرة مؤسسة التدريب الأوروبية مادلين سيربان إن المؤتمر يشكل فرصة لتعزيز التعاون مع البلدان الأوروبية والاستفادة من تجاربها وخبراتها لتحسين إدارة التدريب والتشغيل وبرامج تطوير المهارات والكفاءات. ويناقش المؤتمر، على مدى ثلاثة أيام، قابلية تشغيل الشباب في المنطقة والوسائل الحديثة للتدبير العام المتعلقة بتنمية الكفاءات مما سيسمح للمسئولين والفاعلين الرئيسيين في مجالات التعليم والتكوين المهني والتشغيل بكل الدول العربية ودول الاتحاد الأوربي بدراسة وتحليل النتائج المترتبة عن الربيع العربي وأثرها على سياسات ومنظومات تنمية الكفاءات. كما يناقش المؤتمر إيجاد حلول لمشكلة البطالة عند الشباب ومناقشات التوجهات المختلفة لمعالجة أزمة التوظيف والدور المحتمل لإصلاح التعليم والتدريب. كان قد سبق انعقاد مؤتمر"التحديات الجديدة لتنمية الكفاءات في الدول العربية الواقعة جنوب وشرق البحر المتوسط" اجتماع رفيع المستوى شارك فيه وزراء القوى العاملة والهجرة خالد الأزهري والعمل الأردني عاطف عضيبات والتشغيل والتكوين المهني المغربي عبد الواحد سوهيل، والفلسطيني أحمد مجدلاني والتونسي عبد الواهب معطر وممثلون عن الاتحاد الأوروبي وعقد برئاسة رئيس لجنة الشئون الاجتماعية والتوظيف في البرلمان الأوروبي بيرفينش بيرس حيث تم مناقشة التوقعات والرؤى بعد التغيرات التي واجهتها الدول العربية في فترة الربيع العربي فيما يتعلق بتقليل نسبة البطالة وانسياق الشباب إلى سوق العمل المهني والتركيز على مخرجات التعليم لتتلاءم مع سوق العمل. يشار إلى أن مؤسسة التدريب الأوروبية هي إحدى وكالات الإتحاد الأوروبي، ويقع مقرها في مدينة "تورينو" بإيطاليا وقد أنشئت المؤسسة عام 1990 وبدأت المؤسسة عملها الفعلي عام 1994 لتسهم في تطوير نظم التعليم والتدريب بالبلدان الشريكة للاتحاد الأوروبي. مواد متعلقة: 1. نسبة البطالة في فرنسا تتخطى ال10% وعدد العاطلين عن العمل أكثر من 3 ملايين 2. تقرير: البطالة التحدى الأكبر الذي يواجه القيادة السياسية في مصر 3. المجلس الأعلى للموارد البشرية: 3 مليون شاب من خريجي المعاهد العليا و الجامعات يعانون من «البطالة»