أ ش أ: تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم السبت، عددا من القضايا المهمة المتعلقة بالشأن الداخلي. ففي مقاله بصحيفة (أخبار اليوم) تساءل الكاتب سليمان قناوي رئيس تحرير الصحيفة: "هل يصح تأسيس حزب "الحركة الوطنية المصرية" خارج الوطن؟!".
وقال الكاتب، إنه يفهم أن تصدر بعض الأحكام على المتهمين غيابيا، لكن تأسيس الأحزاب لابد أن يكون حضوريا. لذا استحق حزب الحركة الوطنية المصرية أن يدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية الحزبية المتفردة.
وأضاف أن الحزب تأسس في غياب رئيسه، وعدد من مؤسسيه تبرئوا منه فور إعلان التأسيس، وأبرز المؤسسين أو وكيلهم يغير الأحزاب التي يؤسسها أو يشارك فيها كما يغير جواربه، أو كما يظهر في الفضائيات، كان نائبا لرئيس حزب المصريين الأحرار، الذي تأسس بعد الثورة وخاض انتخابات برلمان نوفمبر 2011 علي قوائم الحزب وانفق عليه نجيب ساويرس حوالي 30 مليون جنيه حتى يفوز بمقعد دائرة الثورة ويسقط الثائرة جميلة إسماعيل.
وأكد الكاتب أن العجيب هو أمر الإخوة الليبراليين والناصريين واليساريين أشبعونا انتقادا لما يسمونه (أخونة) الدولة، وهم بأفعالهم ساعدوا بل دعموا هذا الاتجاه، برفضهم واعتذارهم عن تولي أي منصب سواء في حكومة الدكتور هشام قنديل أو في الفريق الرئاسي، وقد تسببوا في تعطيل تشكيل الاثنين: مجلس الوزراء والفريق الرئاسي، في نفس الوقت الذي انتقدوا فيه هذا التأخير، ولو وافق عشرة منهم على الانضمام إلى الحكومة ونصف هذا العدد ضمن مستشاري الرئيس، ما تحققت أبدا هواجسهم في "أخونة" الدولة.
وتابع :"لا نريد أن نقول إن ما فعلوه يعد هروبا من المسئولية في وقت عصيب، ترتج فيه الأرض من تحت أقدام أي مسئول بفعل الإضرابات والمطالب الفئوية بزيادة الأجور وغيرها في وقت يزيد العجز فيه في الميزانية، ربما يريدون أن يحمل الإخوان كل الأمانة التي عجزت السموات والأرض والجبال على أن تحملها، وحملها الإخوان، ليفشلوا فيقيموا الحجة عليهم".
وفي مقاله "هوامش حرة" بصحيفة الأهرام قال الكاتب فاروق جويدة :"من وقت لآخر يظهر وزير خارجية أمريكا الأسبق هنرى كيسنجر على مسرح الأحداث بعد أن طوته الذاكرة واختفى بعيدا مع سنوات العمر وتغير الزمن".
وأشار إلى أن كيسنجر الذي كان يوما من الأيام محركا لكل الأحداث الكبرى في العالم وكان صاحب الدور الأكبر في تغييرات حادة شاهدتها منطقة الشرق الأوسط، وكان الشخص الذي وضع أسس العلاقة بين مصر وإسرائيل، من وقت لآخر يظهر كيسنجر الذي لا ينكر دعمه لإسرائيل ولا ينفى انتماءه الديني والعقائدي وكل مشوار حياته كان دعما وتأييدا للكيان الصهيوني ابتداء بمعاهدة السلام في كامب ديفيد وانتهاء بمساندة إسرائيل بالحق والباطل.
وقال: "إن كيسنجر ظهر أخيرا موجها نصيحته إلى العسكريين الأمريكان بضرورة السيطرة على سبع دول في الشرق الأوسط والاستيلاء على مواردها الطبيعية وفى مقدمتها البترول والمعادن ولم يفصح عن هذه الدول في دعوته المريبة وان كانت الصورة الآن واضحة تماما، لقد استولت أمريكا على بترول العراق، وتسعى للسيطرة على بترول ليبيا ولم ننس بترول جنوب السودان ولا أحد يعرف ماذا ينتظر سوريا؟؟".
وأضاف أن هناك محاولات لزعزعة الاستقرار في مصر، بالإضافة إلى تونس والجزائر، مشيرا إلى أن كل ما يحكم سياسة أمريكا في الشرق الأوسط قضيتان، الأولي ضمان تدفق البترول و الثانية أمن إسرائيل والقضيتان مرتبطتان تماما.
وأكد أن إسرائيل هي الحارس على مصالح الغرب خاصة أمريكا ومعها القوات الأمريكية وحلف الأطلنطي والاتفاقيات الثنائية والقواعد العسكرية في العواصم العربية ولم ينس اليهودي العجوز أن ينبه العسكريين الأمريكان إلى ضرورة مواجهة إيران والتي يعتبرها الصخرة الأخيرة بعد أن تكسرت كل القلاع في العالم العربي.
وفي مقاله بصحيفة "الشروق" قال الكاتب فهمي هويدي: "في حدث نادر بالنسبة لي، فاتني توثيق هذه المقولة، التي ظلت عالقة بذاكرتي لا تبارحها منذ عدة أشهر، المقولة هي: لا يهم ما إذا كان لون القط أسود أم أبيض، طالما أنه قادر على ملاحقة الفئران، لذلك اعتذر عن إنني حين قرأتها لم أسجل اسم قائلها ولا متى قيلت وأين، وإن كنت أرجح أن صاحبها واحد من حكماء الصين المحدثين".
ويضيف: " كلما قرأت في الصحف المصرية ذلك الصياح المستمر الذي لا يكف عن التنديد بما يسمونه "الأخونة" (التي أعارضها إن صحت) أتذكر كلمات الحكيم الصيني، وأعتبر أن السؤال الأهم الذي ينبغي طرحه هو ما إذا كان هؤلاء الذين يتم اختيارهم قادرين أم لا على تحمل مسئولياتهم وملاحقة "الفئران"التي تكاثرت فى حياتنا حتى حاصرتنا من كل صوب".
وتابع: "قبل أيام حدثني أحد الخبراء المخضرمين المهتمين بالشأن الاستراتيجي عن مجموعة الضباط المصريين الذين تم اختيارهم مؤخرا لشغل أعلى المناصب في القوات المسلحة والأمن، فقال إنه تتبع سيرتهم من زملائهم ومن خلال سجلاتهم، فتبين أنهم من طراز رفيع ونادر من العسكريين، الذين توافرت لهم صفات الكفاءة و الشجاعة والمعرفة العميقة والاستقامة الأخلاقية، وهو الوجه الذي لم يشر إليه أحد في ساحتنا الإعلامية، وإنما ظل تركيز أكثر الصحف المصرية منصبا على شيء واحد هو: هل لهم صلة بالإخوان أم لا".
وأوضح أن التنافر بين القوى السياسية لم يدفع البعض إلى تغليب الشكل واللون على الوظيفة والدور فحسب وإنما جعلهم أيضا يصرون على تجاهل وإنكار أي إنجاز إيجابي للطرف الآخر.
وأكد الكاتب أن الاهتمام بالأداء والانجاز يتطلب بعض الصبر لاختبار قدرة "القط" على اصطياد الفئران ذلك صحيح لا ريب لكن من الصحيح أيضا أنه يتطلب درجة من التجرد والنزاهة في الحكم، لأن الكيد السياسي الحاصل في مصر دفع البعض ليس فقط إلى الانشغال بلون القط والانصراف عن دوره في صيد الفئران، وإنما أيضا إلى محاولة التشكيك في هوية القط ذاته، والزعم بأنه نوع آخر من الفئران".
وفي مقالة (نقطة نور) بصحيفة"الأهرام"، قال الكاتب مكرم محمد أحمد: " إن الانقسام الدولي حول طبيعة الإصلاح المطلوب للأمم المتحدة وأدواته يشكل أهم العقبات التي تعيق عملية الإصلاح رغم أن غالبية الدول الأعضاء توافق على ضرورة الإصلاح وتتعجل برامجه وخطواته".
وأشار إلى أنه برغم وجود أربعة تجمعات دولية داخل الجمعية العامة لكل منها رؤيته الخاصة لطبيعة الإصلاح المطلوب، إلا أن المجموعات الأربع لم تتوافق بعد على خطة موحدة يتفق الجميع على خطوطها الأساسية وتشكل المجموعة الأفريقية أهم هذه المجموعات وأكثرها توحدا حول مطالب محددة تتمثل في حق أفريقيا في مقعدين دائمين داخل مجلس الأمن، وزيادة عدد المقاعد غير الدائمة إلى خمسة.
وقال: "إن ثمة مجموعة أخرى تضم الهند والبرازيل وألمانيا وجنوب إفريقيا الدول الأوفر حظا في الحصول على المقاعد الدائمة، لا ترى مانعا من أن تصدر الجمعية العامة قرارا بتوسيع مجلس الأمن مع تعليق تنفيذ القرار إلى أن تتم موافقة الدول الدائمة العضوية".
وتابع الكاتب :"أما المجموعة الثالثة فتعتقد أن المشكلة لا تكمن في توسيع مجلس الأمن ولكن في سوء إدارة المنظمة الدولية وافتقادها إلى الشفافية، وإثقال كاهل الجمعية العامة بأكثر من 9600 قرار وقضية معظمها يحتاج إلى المراجعة والشطب، فضلا عن الخلل الجسيم في موازنة الأممالمتحدة الذي يخصص 2 مليار لموازنتها العادية لا تفي بمطالبها واحتياجاتها ويخصص 7 مليارات لموازنة قوات حفظ السلام!".
وقال : "أما المجموعة الرابعة فتتمثل في الدول الخمس الدائمة العضوية التي تحتكر سلطة القرار وتملك حق الفيتو وترفض تغيير الميثاق وتعمل على تجميد خطط الإصلاح، وتتوحد حول هذه الأهداف رغم انقساماتها العميقة حول معظم المشاكل العالمية. وتأمل الدول النامية وغير المنحازة التي تشكل غالبية الجمعية العامة في إن تخرج الصين عن إجماع الدول الخمس قريبا، وتفتح ثغرة في هذا الجدار الصامت يساعد على التعجيل بخطط الإصلاح".
وفي مقال له بصحيفة المساء تحت عنوان ، يقول الاستاذ مؤمن الهباء رئيس التحرير: "إن الرئيس محمد مرسي لن يستطيع أن يبني أو بالأحرى يعيد بناء - الدولة المصرية وحده. ولن يستطيع الإخوان ولا حزب الحرية والعدالة ولا حتى التيار الإسلامي كله إن يعيد بناء الدولة وحده، هذه حقيقة يدركها القاصي والداني، فالمسئولية في مصر اكبر من إن يتحملها إي فصيل سياسي بمفرده، ولن تقوم لمصر قائمة إلا إذا تعاون الجميع، واجتهد الجميع، وخلصت نيات الجميع".
ويضيف أن "إعادة بناء الدولة في مصر على أسس جديدة فيما يسمى بالجمهورية الثانية تستلزم في البداية وقبل كل شيء الاقتناع العام بحتمية العودة إلى القانون، إذ لا يمكن بناء دولة في ظل الفوضى والانفلات الذي نشهده في كل ركن من أركان الوطن".
وتابع: " وفي حالتنا المصرية تولد في داخلنا رفض كامل للقيود التي يفرضها القانون على كل منا من أجل الصالح العام، وفي الواقع كلنا نطالب بالقانون ولكن على غيرنا وليس على أنفسنا، وكلنا نعرف أهمية القانون وضرورته، ونريد إن يلتزم الناس لكن لا نلتزم نحن".
وأوضح أن الحقيقة المرة هي إن أهل السياسة يتملصون من الخوض في مسألة الدعوة الصريحة إلى العودة للقانون وتهدئة الشارع والاتجاه إلى العمل والبناء والإنتاج حتى يعود الأمن والاستقرار ويشعر الناس أنهم في دولة جديدة.
ويقول: " إن أهل السياسة لا يريدون إن يصطدموا بالشارع، ولا يريدون إن يقفوا في الموضع الطليعي الذي يجب إن يقفوا فيه من اجل بناء الدولة الجديدة أنهم مشغولون في نفاق الشارع من اجل البحث عن الشعبية".
ويضيف: "أنه في أحيان كثيرة يضعون التوازنات الحزبية قبل مصلحة الوطن، وهو ما يدفعهم إلى اتخاذ مواقف مثيرة للسخرية، وغالبا ما تأتي بعكس ما يبتغون لان الشارع الذي ينافقونه يدرك انهم ينافقونه وانهم لا يقولون الحقيقة".
وفي عموده (خطوط فاصلة) بصحيفة "الجمهورية" ، يتساءل الكاتب سمير رجب: "اليس ضربا من ضروب الخيال .. إن يتاجر ضابط شرطة ابن ضابط شرطة في السلاح".
ويقول " أيضا.. ما يجعل هذا الخيال يصل إلى حد الجنون إن هذا الضابط سواء كان يمارس نشاطه الإجرامي بمفرده ..أو ضمن عصابة منظمة .. فهو يعمل في إدارة العمليات الخاصة بالأمن المركزي ، إلا يفترض إن يكون هناك متابعة دائمة وتقييما مباشرا وغير مباشر لكل من يضمهم جهاز الأمن، لاسيما في تلك الفترة العصيبة التي اختلط فيها الحابل بالنابل".
ويضيف : "وإذا لم يكن ذلك فعلى من تقع المسئولية ؟، هل يتحمل تبعاتها النظام السابق الذي كانت الشرطة تحظى فيه بكل الدعم و المساندة . و .. و .. والتدليل أم بعد إن حدث الانهيار الكامل ..بات كل من تولى مسئولية هذا الجهاز مشاطرا ومشاركا مع الأخذ في الاعتبار تلك التغييرات المتتالية التي شهدها والتي استوجبت بدورها تعديلات شبه دائمة ومستمرة في هياكل العناصر المعاونة".
وتابع قائلا "أنها أسئلة .. ولاشك تحتاج إلى وقت وجهد للوصول إلى إجابة عنها لكن نرجو إلا تطويها ملفات النسيان أجلا وعاجلا".
وطالب الكاتب أن يتم التركيز جيدا في المواقع الشرطية المشتركة، فان الاستهانة بوقائعها وتفاصيلها قد يحول دون تكرارها مستقبلا بصورة أو بأخرى. مواد متعلقة: 1. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية 2. قضايا عربية و محلية تجذب أنظار كاتبي مقالات الصحف اليوم 3. "الدستور" و "الفيلم المسيء للرسول" و " الجرافيتي"...أبرز ما جذب كتاب المقالات اليوم